على مدى نحو نصف قرن، تراجعت مساحات العديد من الدول بسبب ارتفاع مستوى البحار والمحيطات الناجم عن التغير المناخي العالمي.
ولعل من أكثر الدول خسارة لأراضيها تلك الدولة الصغيرة المؤلفة من جزيرتين وهي "سانت كيتس آند نيفيس"، حيث بلغت نسبة خسارتها من الأراضي حوالي ربع مساحتها.
ووفقا لتقرير للبنك الدولي، فقد بلغت نسبة التراجع في مساحتها 25.71 بالمئة، أو ما يعادل 90 كيلومترا مربعا.
ويرجع سبب هذا التراجع في مساحة هذه الدولة إلى التآكل المستمر لأراضيها وللعوامل الطبيعية، وخصوصا الأعاصير لويس وجورجيس وليني.
بالمقارنة خسرت فيتنام بنحو 4.74 بالمئة من أراضيها، مقابل 1 بالمئة خسرتها دولة جزر سيشل، فيما خسرت كوبا حوالي 0.89 بالمئة من أراضيها، بينما تراجعت مساحة السويد بنحو 0.73 بالمئة.
أما السلفادور فقد خسرت حوالي 0.62 بالمئة من أراضيها، بينما خسرت اليابان ما يقارب 0.6 بالمئة من مساحتها بسبب العوامل ذاتها.
يشار إلى أن مستوى البحار والمحيطات ارتفع خلال القرن العشرين بمعدل 1.7 ملم سنويا، وفقا للجنة الحكومية حول التغير المناخي التابعة للأمم المتحدة.
دول تخسر من مساحتها بسبب التغير المناخي
ووفقا للجنة ذاتها، فإن هذا المعدل ارتفع خلال العام الجاري إلى 3.1 ملم سنويا.
ويرجع السبب إلى أن مياه البحار تتمدد نتيجة امتصاص الحرارة وزيادة حجم مياه المحيطات بشكل عام، وكذلك جراء ذوبان الجليد والثلوج وطبقات الجليد بسبب الارتفاع في درجات الحرارة الأمر الذي يزيد من كميات المياه في المحيطات.
على أي حال، فقد أشارت دراسات سابقة، بين عامي 1901 و1990 إلى أن مستويات البحار والمحيطات ترتفع بمعدل يتراوح بين 1.5 و1.8 ملم سنويا.
غير أن الدراسات والأبحاث الحديثة أظهرت أنه على مدى العقود القليلة الماضية، ارتفع المعدل أكثر وبلغ في الفترة بي 1993 و2010 إلى نحو 3 ملم سنويا.
نتائج الدراسات الحديثة دفعت الباحثين إلى الاعتقاد أن الأرقام القديمة غير دقيقة، ولذلك أعادوا تقديرات أرقام العقود الماضية، أي في الفترة من 1900 إلى 1990، وتوصلوا إلى أن المعدل كان أبطأ مما جاء في الدراسات القديمة وأنه يقدر بحوالي 1.2 ملم سنويا.
هذه النتائج والتقديرات الجديدة دفعت العلماء والباحثين إلى التوصل إلى خلاصة جديد مفادها أن مستوى البحار والمحيطات يرتفع بصورة متسارعة، بل أسرع بكثير مما كان يعتقد سابقا.