أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح اليوم الثلاثاء، مؤتمرها العلمي الدولي الأول ( حماس في عامها الثلاثين – الواقع والمأمول)، بمشاركة قيادات الحركة.
وشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى مساء اليوم العديد من المفكرين والمختصين والسياسيين بينهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي وأسرى محررون وعلماء وكتاب.
وبحسب بيان للحركة، فإن المؤتمر يهدف إلى التعرف على تطور البنية التنظيمية للحركة وتطور البنية التنظيمية ومعرفة مراحل التطور في الخطاب الدعوي لها.
كما يهدف إلى تحديد مراحل ومسار تطور الفكر السياسي للحركة، وتوضيح تطور الخطاب الإعلامي وبيان استفادة الحركة من الحاضنة الشعبية والعمل الطلابي والنقابي، كذلك توضيح مكانة المرأة ودورها ومكانة الشباب ودورهم.
ومن بين الأهداف أيضا التعرف على تجربة الحركة قبل الحكم وبعده، وتوضيح التطور العسكري للحركة منذ نشأتها، وبيان تطور علاقات حركة حماس العربية والدولية.
وفي كلمته، قال رئيس المؤتمر وعضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد، إن حماس انطلقت استكمالا لمسيرة النضال الطويل، وامتشقت الإرادة في وقت يراد للبندقية أن تُكسر.
وأضاف حماد، أن صفقة القرن هي أكبر جريمة، وحق على حماس أن تصون العهدة وتحفظ الأمانة، معتبر أنها أحسنت القيادة وعصمت مسيرة العمل الوطني وصانتها من الضياع.
وتابع، أن حماس قادت العمل الحكومي وحققت العديد من الإنجازات، وحملت الألم والآمال، وخطت مسيرتها بتوازن واعتدال على منهج وسط لا تفريط فيه ولا شطط.
وبدوره، قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل في مستهل كلمته بالمؤتمر: "يا أهلنا في غزة إن قيد الحصار عليكم لا بد أن ينكسر، فلا تخشوا من مزايدة أحد فأنتم في مقدمة وشراكة النضال والمقاومة".
وأضاف مشعل، أن حق غزة أن تعيش بدون عقوبات وحصار وأن تعيش الضفة بدون تنسيق أمني واستيطان، وأن نتوحد جميعًا لإنقاذ أهلنا في القدس من التهويد.
واعتبر أن حماس ردت الاعتبار لمشروع المقاومة والصمود على الأرض بمشروع تحرير الأسرى وعمقها العربي والاسلامي وطريقتها في إدارة السياسة وإدارة العلاقات.
كما وبين مشعل أن المسؤولية المأمولة من حماس هي إبداع حلول دقيقة وشجاعة للتحديات الكبرى، قائلا: "مطلوب صناعة نقلة كبرى في مشروع المقاومة مع الاحتلال يتحمل أعباءه كل شعبنا في القدس والضفة وغزة والشتات، فبدون مقاومة لا عودة ولا تحرير".
وقال، إنه مطلوب من قيادة حماس والفصائل إدارة استراتيجية دقيقة وفاعلة لأربعة ملفات (القدس، العودة، الاستيطان، تحرير الأسرى) وإيجاد مخرج إبداعي من الانقسام وبناء وحدة وطنية حقيقية مستندة إلى ثوابت شعبنا وحقوقه الوطنية.
وأضاف، أنه مطلوب أيضا تجديد الفكر السياسي للكل الفلسطيني وليس حماس وحدها؛ ليواكب تطورات الصراع ومستجداته، مطالبا بمضاعفة جهودنا من أجل استعادة مكانة قضيتنا على أجندة الأمة في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة.
وشدد مشعل على أنه لا بد من إعادة بناء منظمة التحرير وإعادة تعريف دور السلطة الفلسطينية، وأن تفتح المنظمة أبوابها أمام الكل الفلسطيني وألا تبقى لجهة معينة فقط.
ومن جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمته، إن حماس وصلت من النضج التنظيمي والسياسي والفكري إلى درجة الشجاعة في أن تعرض أدبياتها وتكتيكاتها وصوابها وخطئها على جموع الشعب الفلسطيني ليسهموا في قراءة هذه التجربة الغنية للحركة.
ورأى هنية، أن هذا المؤتمر يعكس أن حركة حماس ملك لشعبها ولوطنها ولم تعد حركة مغلقة في أطر تنظيمية محدودة، مضيفا "نحن ننتمي إلى مدرسة تؤمن بتغيير الموقع ولا تؤمن بتغيير الدور".
وقال، إن حماس بلغت النضج، فهي حركة متحركة ترى أخطاءها وتسمع لغيرها وليست منغلقة على نفسها، معتبرا أن حماس لم تعد شأنًا فلسطينيًا، وتضامن العالم مع قطاع غزة يؤكد أن الحركة ليست مجرد حركة داخلية.
وأضاف هنية، أن أي إنجاز حققته حماس على مدار تاريخها هو إنجاز لهذا الشعب الذي قدّم وضحى بالدماء والشهداء والأسرى.
كما وأكد، على أن محاولات محاصرة القضية الفلسطينية شكلت خطرا كبيرا على القضية وأغرى العدو الذي أخذ ينفذ المخططات الهادفة لتصفيتها.
واعتبر هنية أن مسيرة العودة وكسر الحصار لن تتوقف أبدا حتى تحقق أهدافها وفي مقدمتها إنهاء الحصار كليًا عن قطاع غزة، مشددا بالقول: "لن نقبل بأنصاف الحلول".
وأكد، على أنه "لا يوجد لنا أعداء على الساحة الفلسطينية فعدونا هو الاحتلال الإسرائيلي"، مشددا على أنه يجب الاستمرار في بناء منظومة القوة التي تحمي مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال، "فنحن نتحرك في عالم لا يحترم إلا القوي".
كما وأكد، على أنه يجب العمل على بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة واحترام الاتفاقيات الموقعة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في مستوياته الثلاث (البرنامج الوطني، مؤسسات السلطة، المرجعية القيادية لمنظمة التحرير).
لكن هنية أقر بأن الربط بين المصالحة وإنهاء الحصار عن قطاع غزة ما زال متعثرا، مضيفا "نحن نمضي في ملف إنهاء الحصار ضمن ضوابط وتحركات في إطار وطني".
ودعا لاعتماد استراتيجية الانفتاح على كل مكونات وكل القوى وكل التكتلات في هذه الأمة.
وقالت الحركة على صفحة المؤتمر بموقعها الرسمي، إنها انطلقت على يد مؤسسها الأول؛ الشيخ أحمد ياسين في لحظة تاريخية فارقة تجمعت فيها جملة ظروف وعوامل كادت تعصف بالقضية الفلسطينية وترمي بها في زوايا التيه والنسيان.
وأضافت أنه برزت – في المقابل – حِراكات فلسطينية داخلية عبرت عن رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال، وتصميمه على شق طريقه في مواجهة المحتل، وشهد منتصف العقد الثامن من القرن العشرين بداية لمواجهات متصاعدة مع الاحتلال، وتوجت ذلك باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) في نهاية عام 1987م.
وفي خضم هذه الأحداث، تشير الحركة إلى أنها انطلقت بعزيمة وإرادة على استكمال مسيرة الكفاح الفلسطيني المتواصل على مدار قرن كامل، وقد وزعت الحركة بيانها الأول في 15/12/1987م، في بداية الانتفاضة، ثم صدر ميثاق الحركة في أغسطس عام 1988م، وأخيرا أصدرت الحركة الوثيقة السياسية عام 2017م.
ودخلت (حماس) انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م وفازت فيها بأغلبية كبيرة، وشكلت الحكومة الفلسطينية العاشرة، إلا أنها واجهت ضغوطا داخلية وخارجية لإفشال تجربتها في الحكم وانتهى ذلك بسيطرتها على قطاع غزة.
وترى الحركة أنه بعد مرور ثلاثين عاما على تأسيسها خاضت خلالها الكثير من التجارب الدعوية والسياسية والكفاحية وأصبح لها مكانة مهمة على المستوى الإقليمي والدولي تؤثر وتتأثر بالأحداث المحلية والإقليمية والدولية، ولذلك لابد من دراسة الحركة (ماضيا وحاضرا ومستقبلا) لتقديم رؤية تحليلية نقدية للحركة في جميع المجالات إسهاما في تطوير وتحسين أداء الحركة وجهودها في تحرير الأرض والإنسان، واستخلاصا للعبر واستشرافا للمستقبل، ومن هنا يأتي هذا المؤتمر العلمي الدولي الأول ( حماس في عامها الثلاثين – الواقع والمأمول).
يتبع...