قال المواطن رأفت النذر، وهو أحد موظفي السلطة بغزّة المقطوعة رواتبهم: إنه "أعداد كبيرة من موظفي السلطة الفلسطينية تُعاني منذ سنوات من قطع رواتبها، بقرار تعسفي دون وجود أي تفاصيل عن أسباب حجب الراتب".
وأوضح النذر في تصريح خاص بمراسل وكالة "خبر"، عقب تماثله للشفاء بعد أن دهسه موكب وزير العمل بحكومة الوفاق د. مأمون أبو شهلا عصر أمس الأحد، أنهم لجأوا إلى كافة الجهات المعنية ومؤسسات حقوق الإنسان، والذين بدورهم أكدوا على عدالة قضيتهم دون وجود أي حلول".
وأضاف: "قررنا إقامة اعتصام أمام حاجز بيت حانون "إيرز"، بهدف نقل رسالة الموظفين المقطوعة رواتبهم للمسؤولين أثناء تنقلهم بين غزّة والضفة الغربية، للمقاطعة برام الله واللجنة المركزية والمجلس الثوري بحركة فتح"، مُشيراً إلى أنّ عدد من المسؤولين تجاوبوا مع مطالبهم وحملوا رسائلهم إلى رام الله.
وبيّن أنه أثناء الاعتصام على حاجز "إيرز" أمس، حاول المعتصمين الحديث مع وزير العمل بحكومة الوفاق د. مأمون أبو شهلا، ووقف مركبه بهدف تسليمه رسالة إلى المسؤولين برام الله، إلا أنّ أبو شهلا أعطى إشارة لسائق المركبة بدهس الموظفين وعدم الوقوف لمعرفة مطالبهم.
وأشار إلى أنّ الموظفين المعتصمين نظموا ساتر بشري بهدف وقف الموكب والحديث مع أبو شهلا، مضيفاً "لكّنه لم يُفكر بالوقوف، ودهس المواطنين أمر عادي بالنسبة له".
وعبّر عن أسفه لإقدام وزير فلسطيني متواجد في غزّة على دهس المواطنين بهذه الطريقة، مبيّناً أنّه جرى نقله لمجمع الشفاء الطبي لتلقي العلاج عقب تعرضه للدهس بموكب الوزير.
وأكد على أنّ حادثة الدهس التي تعرض لها بموكب الوزير أدت إلى إصابته بكسور في "الجمجمة"، ورود في منطقة "الكتف"، بالإضافة إلى إثر عملية في "الغضروف" كان قد أجراها سابقاً.
وشدّد الموظف المقطوع راتبه، على أنّ حقه وحق أطفاله وعائلته سيعود سواء استمع الوزير أبو شهلا لحديثه من عدمه، محملاً الوزير أبو شهلا المسؤولية الكاملة عن تدهور صحته.
وكان وزير العمل مأمون أبو شهلا، قد قال أمس عقب الحادثة: إن "مجهولون حاولوا اعتراض مركبات وزراء في حكومة الوفاق الوطني، وهم وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، ووزيرة شؤون المرأة هيفاء الأغا، أثناء التوجه من غزة إلى رام الله، عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، بشكل غوغائي ورشقوا المركبات بالحجارة".
وأضاف أبو شهلا، أن "ما حدث مؤسف، وهو تعد على شخصيات عامة، محملا المسؤولية للأجهزة الامنية التي تسيطر على قطاع غزة"، نافياً الأنباء التي تحدثت عن دهس سائق مركبته لمتظاهرين حاولوا اعتراض موكبه أمام بوابة معبر بيت حانون.
ولفت إلى أنّ "ما يروّج حول دهس المتظاهرين كذب، وأن المتجمهرين حاولوا اعتراض الموكب، إلا أن السائق تجازوهم بسرعة دون أن يصيب أحدهم"، موضحاً أنّ تلك الاشاعات تم اختلاقها لتبرير موقف من يروج لها حول مهاجمة الموكب.
الجدير ذكره أن السلطة الفلسطينية قطعت رواتب المئات من موظفيها بغزّة، عدا عن خصومات طالت رواتب جميع الموظفين بدءًا من أبريل 2017 الماضي بنسبة 50%، تزامناً مع صرفها بنسب كاملة لموظفيها بالضفة.