يتوافد مواطني قطاع غزة على حديقة الحيوان الوحيدة والمتواضعة من حيث المساحة وعدد الحيوانات في شمال قطاع غزة بشكل ملحوظ وخاصة بعد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في غزة .
ويعاني قطاع غزة من تعطش السكان للأماكن السياحية والترفيهية التي تنقرض من القطاع بفعل ضيق المساحة وضعف الإمكانات.
وتزيد الأوضاع المأساوية والنفسية والمادية لسكان القطاع وبفعل أزمة الكهرباء من نسبة خروج الناس من منازلها للبحار والمتنزهات وحدائق الحيوان ومنها نماء التي تعد من أكبر الحدائق علي مستوي القطاع وأقلها أسعار .
وقال محمد أبو جهل الزائر باستمرار هو وزوجته وأبناءه للحديقة أن مجيئه للحديقة باستمرار هو استجمام وهروب من الواقع ودرجة الحرارة القاسية وانقطاع التيار فيعتبر الحديقة بديل لمنزله بل وعلي العكس فهو يستجم بها ويرسم البسمة علي أطفاله .
وتعج حديقة حيوان "نماء" الواقعة بمنطقة الصفطاوي بالاف الزوار وخاصة الأطفال والأمهات والفتية الذين يجدون الفرصة النادرة للنظر واللعب من بعيد مع عدد من الأسود واللبؤات اوالقرود والغزلان وبعض الطيور .
واعتبر أبو عبد الله المدير الإداري للحديقة خلال حديثه " لخبر" يواجه القائمون على الحديقة مصاعب كبيرة في جلب العديد من أنواع الحيوانات الأخرى لإضفاء المزيد من الجمال على الحديقة وأشار إلى فشل عملية إدخال احد الفيلة إلى القطاع بسبب تشديد الحصار.
وقال البرش إنهم اتفقوا مع جهات خارجية على إدخال فيل متوسط الحجم بسعر سبعين ألف دولار ولكن ظروف تدمير الانفاق والحصار حال دون ذلك.
وأضاف أبو عبد الله إن إسرائيل ترفض السماح بادخال الحيوانات لقطاع غزة متذرعة بأن اتفاقية أوسلو تمنع إدخال مثل هذه الحيوانات إلى القطاع وبالتالي كل الحيوانات الموجودة جاءت عن طريق الأنفاق.
أما الفتاة نور السموني التي جاءت برفقة عائلتها إنها تعتاد القدوم إلى الحديقة مرة في الأسبوع على الأقل لانعدام البدائل الأخرى سيما في محافظة شمال غزة.
وأضافت السموني التي اصطحبت معها طعام الغداء لتناوله في الحديقة إنها كفتاة تواجه تقييد في الحركة والحرية في مناطق أخرى ولذا تجد في الحديقة المكان المناسب.
وتتعتب السموني بشدة لعدم وجود الأندية والمتنزهات الكافية التي تحتضن عشرات آلاف الفتيات اللواتي يضطررن لقضاء معظم أوقاتهن بين جدران الغرف.