أجمع محللون سياسيون فلسطينيون، على أن الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ، جاد في تقديم استقالته هذه المرة، وأنه سيتجه نحو تسمية كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر تنفيذية منظمة التحرير صائب عريقات، نائباً له، خلال انعقاد المؤتمر السابع للحركة، والمقرر في تشرين أول العام الجاري.
ويرى المحللون ، أن تقرير التلفزيون الإسرائيلي، لم يضف جديداً، سيما وأن الرئيس أبو مازن هدد في وقت سابق وفى أكثر من مناسبة بتقديم استقالته من منصبه، لأنه محبط من الحالة السياسية القائمة نتيجة إغلاق الأفق السياسي من إسرائيل من جهة وانسداد الطريق أمام إنهاء الانقسام الفلسطيني من جهة أخرى.
ويشير المحللون إلى أن أبو مازن يعمل حالياً على تهيئة عريقات المقرب منه بدرجة عالية، لمنصب النائب له، وأن تعينه اميناً لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي تعد اعلى هيئة سياسية في كل الفصائل الفلسطينية خطوة تمهيدية لمنصب النائب. وقوبل تعين عريقات لمنصبه برفض من قبل القياديين في فتح جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي.
وتاريخياً، فإن الرئيس الفلسطيني غالباً ما يجمع المنصبين ويكون عضوا في هاتين اللجنتين المهمتين بشكل مشترك كما حصل في السابق مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ويحصل حالياً مع الرئيس أبو مازن.
ويقول المحلل السياسي طلال عوكل :"إن تعيين عريقات أميناً لسر المنظمة مؤشر قوي يحاول عبره الرئيس أبو مازن أن يحضر للمرحلة المقبلة قبل استقالته من منصبه، لكن حالياً ربما هناك وقت أمام أبو مازن لبقائه في منصب، وعلى الارجح فإنه سيغادره خلال المؤتمر السابع للحركة، وهو ما اتفق معه فيه نظيره المحلل السياسي هاني البسوس.
وذكر عوكل ، "أن كل المناخات لا تعطي مؤشرات ايجابية لأبو مازن لكي يبقي في منصبه، وعلى الأغلب فإن تعيين نائب له سيكون خارج ترتيبات الحالة الوطنية الفلسطينية، بمعنى أنه لن يكون عن طريق بوابة الانتخابات. ولفت إلى أن أبو مازن لن يعتمد في اختياره لنائبه أو بديله، على عنصر قوة الشخصية بقدر اعتماده على قبول تلك الشخصية عربياً ودولياً".
واستبعد عوكل ، " أن يلقى تعين نائب لأبو مازن موافقة من قبل الفصائل فلسطينية، بينما يرى المحلل السياسي هاني البسوس أن تحضير أبو مازن لنائب له جاء لتفادي غياب مفاجئ له، مؤكداً أن تعيين عريقات في منصبه الجديد، يصب في ذات الاتجاه.
وأوضح البسوس ، احتمال تولي عريقات منصب نائب أبو مازن حالياً بات قوي بدرجة عالية، وربما يشهد مؤتمر فتح السابع الإعلان عن ذلك.
ولفت البسوس إلى أن عريقات شخصية مقربة من أبو مازن وله قبول دولي وعربي، وله علاقات واسعة. وأشار إلى أن عريقات له أيضا قبول على المستوى الفلسطيني من قبل الفصائل الوطنية والإسلامية، مبيناً أنه إذا تولى هذا المنصب من الممكن أن يحقق انجازات ملموسة على مستوي ملف المصالحة الوطنية.