خالد: خطاب ترمب يعكس رغبة في تطويع الدول لنظام عالمي جديد

تيسير خالد
حجم الخط

قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، إن "خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مستهل افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يعكس رغبة في تطويع سياسات دول العالم لبناء نظام عالمي جديد يتكيف مع السياسات الوطنية التي توفر متطلبات الهيمنة التي تسعى الإدارة الأميركية للحفاظ عليها في إدارة الشؤون الدولية في ظل متغيرات تضع العالم على أعتاب نظام دولي متعدد الأقطاب يرث نظام القطب الواحد، الذي ساد العلاقات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينات القرن الماضي".

وأضاف خالد في تصريحٍ صحفي، الأربعاء، "اللغة التي تحدث بها ترامب وحاول من خلالها تقديم الولايات المتحدة باعتبارها المدافع عن قيم العدالة والفضيلة والديمقراطية والشراكة والوطنية لا يمكنها أن تخفي حقيقة أن الرئيس الأميركي لم ينجح في تغيير صورة اليانكي الأميركي الذي يتصرف كذئب في ثوب الحمل".

وتابع: " ويظهر ذلك خاصة بعد سلسلة السهام، التي وجهها للأمم المتحدة ومؤسساتها بدءًا بالجمعية العامة مرورًا بمجلس حقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية وانتهاء بمنظمة التجارة العالمية ومسلسل التهديد والوعيد بحجب المساعدات الاميركية عن كل دولة تخرج عن طوع الولاء للولايات المتحدة ومسلسل الهجوم على عديد الدول الاعضاء في الأمم المتحدة والتدخل الفظ في شؤونها الداخلية الى حدود الدعوة الى الاطاحة بأنظمتها بنفس الوسائل الامبريالية، التي تصر إدارته على استخدامها والتي كانت السبب في العديد من الكوارث التي حلت بالعديد من الدول وخاصة في منطقة الشرق الاوسط في السنوات الأخيرة".

واستغرب ادعاء الرئيس الأميركي الحرص على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل التمسك بالانحياز السافر والدعم غير المحدود للسياسة العدوانية التوسعية المعادية للسلام التي تسير عليها حكومة "إسرائيل"، مدينًا السياق الذي ورد في خطاب الرئيس الاميركي حول اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وادعائه بأن إدارته لن تقع رهينة لأي عقليات أو روايات دينية فيما يتعلق بالقدس في تطاول خطير على ارتباط العالم الإسلامي والمسيحيين العرب بهذه المدينة المقدسة.

وشدد أن هذا الموقف الأميركي فضلًا عن عناوين التسوية التي تدعو لها الإدارة الاميركية في ما يسمى صفقة القرن يجعل فرص تحقيق تقدم في تسوية سياسية للصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي أمرًا مستحيلًا.