كيف يستهدف القناص الإسرائيلي المدنيين على حدود غزة؟!

قناص إسرائيلي.jpg
حجم الخط

أكد ران فوني الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" على أن "القناصة الإسرائيليين على حدود قطاع غزة يقفون في خط الحماية الأخير للمستوطنات الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية، وهم يقررون خلال ثوان معدودة من يستهدفون من الفلسطينيين، ومن يبقى بعيدا عن عدساتهم القناصة".

ونقل عن الضابطة "ف" مسؤولة تخريج دورات القناصة في الجيش الإسرائيلي التي تعمل في هذه المهمة منذ عشرين عاما، في مقابلة صحفية، إن "التحدي الكبير الذي يواجه سلاح القناصة الإسرائيلي يتمثل بالمظاهرات الحدودية شرق قطاع غزة من خلال توافد آلاف الفلسطينيين، حيث يقوم القناصة بالعمل لمنع حصول عمليات تسلل من عزة إلى إسرائيل".

وقالت أنه "حين يكون هناك خمسون ألف فلسطيني يريدون اختراق الجدار الحدودي من أجل دخول الحدود الإسرائيلية، تتمثل مهمتنا في عدم دخولهم، فهل هذه مهمة بسيطة؟ بالتأكيد لا، القناصة يجلسون أياما كاملة طويلة في مواقعهم العسكرية على طول الحدود، يواجهون تحديا آخر عنوانه القناصة من الجانب الفلسطيني الآخر، لذلك يوجد القناصة خاصتنا على طول الحدود لإزالة التهديد المضاد من غزة".

وأضافت أن "الأحداث الأمنية في الشهور الأخيرة على حدود غزة، جعلتنا نقرأ الأوضاع والاحتياطات الأمنية بصورة مغايرة، أنت تدرب القناص على المهمات القتالية من أجل منع عمليات التسلل من خلال إطلاق قنابل الغاز وقنابل الدخان، لكن الآلاف يقتربون من الجدار، ويحاولون التسلق عليها، وفي داخل هذه الفوضى العارمة تأتي الأوامر للقناص بأن الهدف الخاص بك موجود بين هذه الآلاف".

وتابعت أن "القناص يقرر متى سيطلق النار، وفي بعض الحالات يكون أمامه ثانية واحدة لإخراج الرصاصة، وثانية أخرى للتأكد من إصابتها الهدف المطلوب بصورة دقيقة، لا مكان للأخطاء، لأن كل رصاصة وعيار ناري قد يتسبب باندلاع حدث كبير، أو يحل خطر متوقع، وربما يسفر عن خطر أكبر، وهو ما يعني أن المطلوب من القناص يختلف عن الجندي الآخر".

وأردفت أن "القناص يجب عليه التحلي بحالة من برود الأعصاب، وقدرة على السيطرة والتحكم، ورأينا ذلك خلال الشهور الخمسة الماضية على حدود غزة، علما بأن من يتخذ قرار إطلاق النار من القناصة هو قائد المنطقة ومن يتلوه في الرتب العسكرية".

وكشفت أنه "سبق لي خلال عام واحد أن رفضت عددا من الملتحقين بسلاح القناصة، ممن لا يبدون انضباطا في مواعيد الحضور للتدريب، أو يطلق النار دون مناسبة، ولذلك فإن قائد المنطقة يجلس مع القناصة، يتحدث معهم، يشرح لهم مهماتهم من خلال معطيات عملياتية".

وضربت على ذلك مثالا عما حدث في يوم الأرض الأخير الثلاثين من آذار/مارس الماضي، حين "كنا عند معبر كارني شرق القطاع، وشخصنا محاولة تسلل لمتظاهرين فلسطينيين على بعد مائتي متر إلى الجنوب منا، وقد حاولوا القفز، لكننا منعناهم من التقدم باتجاهنا، اقتحموا الجدار، وهجموا نحونا، ولم يمنع بيننا فقط سوى الجدار العالي لمعبر كارني".

وأشارت إلى أن "المتظاهرين الفلسطينيين تقدموا إلينا، وكأنهم تناولوا كميات كبيرة من الأدرينالين، ولديهم طاقة هائلة وأسرعوا بصورة جنونية، وشكل ذلك خطرا على حياة الجنود، بدأنا بإطلاق النار، وهكذا نفذنا مهمتنا، ومنعنا آلاف المتظاهرين من الوصول إلينا، شكل هذا ضغطا علينا، لكنه كلفنا ست عيارات نارية دقيقة، أصبنا فيها ست أشخاص، وهكذا انتهى الحادث بهذه الصورة".