واستمرار جهود المصالحة

الكشف عن توجهات مصرية لبدء تخفيف معاناة "غزّة" بمعزل عن نتائج حوارات المصالحة

توجه مصري لبدء تخفيف معاناة "غزّة" بمعزل عن نتائج حوارات القاهرة
حجم الخط

كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن جمهورية مصر العربية تعتزم البدء في اتّخاذ خطوات عملية للتخفيف عن معاناة قطاع غزّة، بغض النظر عن نتائج حوارات القاهرة بشأن المصالحة.

وقال الغول لبوابة الهدف المقربة من الجبهة: إن "المسؤولين المصريين أكّدوا خلال اللقاء الذي أجره وفد الشعبية مع المسؤولين المصريين مؤخراً، على أن القاهرة مستمرة في جهود رعاية حوارات المصالحة الفلسطينية، وفي ذات والقت فإن لديها خط ٌ ثابت نحو تخفيف معاناة المواطن الفلسطيني.

وأشار إلى أن مصر ستُركّز على مشاريع حيوية في غزّة لا تؤدي إلى فصله عن الضفة الغربية، وأهمها زيادة كميّات الكهرباء المُورّدة لقطاع غزة من الجانب المصري، وبناء خزانات وقود كبيرة لصالح محطة توليد الكهرباء في غزة، ليبقى لديها كميات كافية للعمل باستمرار، بالإضافة إلى مشاريع إقامة محطات لتحلية المياه.

وبيّن الغول، أنّ المشاريع التي تنوي مصر اتّخاذها تحظي بمُوافقة السلطة الفلسطينية، موضحاً في ذات السياق أن مصر ستُقدم تسهيلات تتعلّق بإدخال بضائع وغيرها إلى غزّة، بدون أن تصل للحدّ الذي يعفي إسرائيل من مسؤولياتها في هذا الجانب.

وأكد على أنّ مصر ستُقدم تسهيلات في عمل معبر رفح، الذي أصبح شبه جاهز من الناحية اللوجستية، لافتاً إلى أنّ المسؤولين المصريين أمدوا خلال اللقاء، على ضرورة تواصل جهود القوى الفلسطينية المختلفة من أجل الوصول إلى انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة.

وأوضح الغول، أن القيادة المصرية تعملُ حالياً على وضع آليات لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وعدم الغرق في صوغ أوراق جديدة، وذلك انطلاقًا من تحديد قضايا الاتفاق والعمل على تنفيذها، وتأجيل قضايا الخلاف إلى نقاشٍ لاحق.

وأشار إلى أنّ الأولوية لدى حركة حماس من أجل التقدّم في ملف المصالحة، هو رفع الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة الفلسطينية على القطاع، وتأمين رواتب موظفي الحركة بغزة، مبيّناً أنّ هذان الملفان هما بمثابة "المفتاح لأيّ تقدم جديد بشأن إنهاء الانقسام" بالنسبة لحماس.

وشدّد الغول، على تمسّك الشعبية بمبدأ "الرزمة الشاملة"، التي تتأتّى من خلال اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، أو اجتماع قيادي فلسطيني يبحث في ملف المنظمة بشكلٍ رئيسي من حيث البرنامج وقواعد الشراكة وترتيبات عقد مجلس وطني توحيدي، بحيث يترافق هذا مع بحث كيفية تمكين الحكومة في قطاع غزة وفق تواريخ محددّة.

وبالحديث عن الأنباء التي تتردد حول نية السلطة فرض عقوبات جديدة بحقّ غزّة، قال: إنّ "الشعبية ترفض عقوبات السلطة على غزة، وتُؤكّد على ضرورة رفعها، وترى أنّ المعالجة الإدارية لقضايا الانقسام لا تقود إلى نتائج، خاصةً في وجود أصحاب مصلحة في استمرار هذه الحالة".

وفي سياق منفصل، استبعد الغول، إمكانية اندلاع حرب جديدة على قطاع غزّة، وذلك بسبب عدم رغبة الطرفين "الاحتلال وحركة حماس"، مبيّناً أن حركة حماس تعمل على فكرة شدّ الوتر ودفع المُجريات إلى أقصى نقطة قبل الانفجار، بهدف دفع الأطراف الإقليمية والدولية نحو التدخل لوقف التصعيد، واتخاذ خطوات لرفع الحصار عن القطاع.

 واعتقد أنّ إسرائيل قادرة حتى اللحظة على استيعاب التوتر الحاصل، لكنّ أمر الحرب أو العدوان الواسع مرتبطٌ بالأوضاع الداخلية لدى دولة الاحتلال، ومدى دعمها لهكذا وُجهة، كما أنّه مرهونٌ بقراءة حكومة نتنياهو لتأثيرات الحرب على الحالة العربية، كون "إسرائيل" حريصة في الوقت الراهن على إبقاء علاقاتها جيّدة مع البلدان العربية التي لها علاقات معها، مُعلنة أو غير مُعلنة.

ورجح الغول في ختام حديثه، أنه إذا تم دفع الأمور باتجاه التصعيد، ستردّ إسرائيل بدرجة عالية من العنف، أكثر مما هو قائمٌ الآن، لافتاً في ذات الوقت إلى عدم رغبة إسرائيل في شنّ عدوان جديد على القطاع، وهذا لا ينفي ما قد تدفع إليه تطورات الميدان،.

يُذكر أنّ وفداً من قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي توجه صباح اليوم السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة لمُتابعة الحوارات مع المسؤولين المصريين في ملفيْ المصالحة والتهدئة.