المطران حنا: اعتداءات المستوطنين بحق المقدسيين سياسة هادفة لتطفيشهم من المدينة

مطران
حجم الخط

أدان رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا،اعتداءات المستوطنين المتطرفين  المتكررة على المواطنين المقدسيين، مؤكدًا أنها سياسة هادفة لتطفيش المقدسيين وجعلهم يحزمون أمتعتهم ويغادروا مدينتهم المقدسة.

وأعرب حنا في تصريح صحفي الإثنين عن تضامنه وتعاطفه ووقوفه إلى جانب أبناء القدس الذين تم الاعتداء عليهم منتصف الليلة الماضية في منطقة المصرارة في القدس القديمة.

وأشار إلى أن ما حدث في المصرارة يحدث أيضًا في أكثر من حي ومنطقة في البلدة القديمة من القدس، إنها سياسة استهداف للمقدسيين في كافة مفاصل حياتهم.

وأوضح أن ما يحدث في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة إنما هو تطور خطير للغاية، "حيث يدخل المستوطنون إلى باحات المسجد بطريقة استفزازية ونعتقد بأن شيئًا ما يخطط للأقصى، ولذلك وجب علينا كمقدسيين أن نكون يقظين".

وأضاف أن "استهداف الأقصى هو استهداف لنا جميعًا ولكافة مكونات شعبنا الفلسطيني"، معتبرًا ما يحدث في البلدة القديمة من القدس وخاصة في فترة الأعياد اليهودية، كارثة حقيقية بكافة المقاييس.

وتابع إنها" سياسة تطفيش للمقدسيين، إذ يراد الضغط عليهم لكي يفكروا ببدائل أخرى ولكي يحزموا أمتعتهم ويغادروا البلدة القديمة، والتي يبدو أن سلطات الاحتلال تسعى لإفراغها من مكونها الفلسطيني الأصيل لكي يحل مكانهم المستوطنون الذين باتوا يجولون ويصولون في البلدة القديمة بطريقة مقرفة ومقززة ومسيئة لهوية القدس ورسالتها".

وأكد حنا أن القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث، قائلًا إنها مدينة لها خصوصيتها وطابعها، والاحتلال يسعى بوسائله المعهودة وغير المعهودة لتهميش وإضعاف البعد العربي الفلسطيني المسيحي والإسلامي في هذه المدينة المقدسة.

ولفت إلى أن مقدساتنا وأوقافنا المسيحية والإسلامية مستهدفة ومستباحة والفلسطينيون مستهدفون في كافة مفاصل حياتهم، وبتنا نشعر بأن البلدة القديمة ليست مكانًا آمنًا فقد يتعرض أي واحد منا لاعتداء أو إهانة أو شتيمة لدى سيره في أزقة وشوارع القدس القديمة.

وقال "لن نناشد أمتنا العربية لكي تتحرك من أجل القدس، لأنه لا حياة لمن تنادي، ولأننا وصلنا إلى قناعة تفيد بأنه "لا يحك جلدك إلا ظفرك"، لا نتوقع أن يأتينا الدعم والتضامن من أي جهة في هذا العالم سوى من أولئك الأحرار المتحلين بالقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة والذين يدركون جسامة الظلم الواقع على شعبنا".

ووجه حنا في ختام حديثه رسالة للمقدسيين "مسيحيين ومسلمين"، قائلًا "أثبتوا في مدينتكم ولا تستسلموا لسياسة التطفيش الاحتلالية التي تريدنا أن نتخلى عن انتماءنا للقدس، وأن نفتش عن أماكن سكن في مواقع أخرى"، مضيفًا" "لا بديل عن القدس فهي عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة أهم مقدساتنا، وإن اعتداءات المستوطنين وما تتعرض له مقدساتنا وأوقافنا من استهداف لن يزيدنا إلا ثباتًا وصمودًا وتشبثًا بانتمائنا للمدينة المقدسة".