أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الثلاثاء، تقريرها الشهري للانتهاكات الاسرائيلية بحق مدينة القدس ومقدساتها عن شهر أيلول / سبتمبر، حيث قتلت قوات الاحتلال الشاب يوسف عليان (26 عامًا)، في حي المصرارة في القدس المحتلة، واحتجزت جثمانه بعد منع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه وتقديم الإسعافات اللازمة، وفرضت طوقًا أمنيًا في محيط المنطقة، كمااستبقت المناسبات والأعياد اليهودية باعتقال وإبعاد عددٍ من المقدسيين، في إطار استهداف المكون البشري للمسجد الأقصى المبارك.
الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك:
مع حلول "عيد الغفران" التلمودي، تتصاعد الاعتداءات بحق المسجد الأقصى والمصلين، حيث دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى تكثيف اقتحام الأقصى، ففي 18/9 اعتدت قوات الاحتلال على حراس الأقصى والمصلين، خلال تصديهم لاقتحامات المستوطنين، وأصيب أربعة من موظفي الأوقاف، واعتقلت سلطات الاحتلال عدد من المصلين والعاملين في المسجد، كما منعت عمال لجنة الإعمار من إدخال معداتهم إلى الأقصى.
كما دعت "منظمة طلاب لأجل المعبد" المستوطنين إلى المشاركة في اقتحامات الأقصى خلال الأعياد اليهودية القادمة، ونشرت إعلاناتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلقت بعضها في الأحياء الاستيطانية، ودعت المستوطنين إلى اقتحام المسجد بدل السفر وقضاء الإجازة في الخارج.
مع حلول الأعياد اليهودية تشتد اقتحامات المسجد الأقصى الذي شهد اقتحام عضو "الكنيست" المتطرف يهودا غليك، ووزير الزراعة أوري أريئيل، وخلال هذه الاقتحامات شهد المسجد اعتداءات عديدة، شملت صلوات تلمودية، وإدخال أحد ضباط الاحتلال زجاجة خمر إلى الأقصى.
جرائم التجريف والهدم:
هدمت جرافات الاحتلال ثلاثة منازل في قرية الولجة جنوب القدس المحتلة، وهدمت آليات الاحتلال منزلًا وحظيرة أغنام في بلدة عناتا، ولم تمنح قوات الاحتلال صاحب المنزل سوى ربع ساعة لإخراج الأثاث من منزله، ثم هدمته مباشرة، كما هدمت منزلًا في بلدة سلوان، وفرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا حول المكان.
وأجبرت قوات الاحتلال مواطنًا في الولجة على هدم منزله، تجنبًا للغرامات الباهظة.
وأصدرت "المحكمة الإسرائيلية العليا في 5/9 قرارًا بهدم تجمع خان الأحمر البدوي وإخلائه خلال أسبوع واحد، وأعطت المحكمة جيش الاحتلال صلاحية البدء بتنفيذ القرار، بالإضافة إلى منع المواطنين من العودة والسكن في المنطقة مرة أخرى، وفي 11/9 أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى الخان الأحمر ومنعت المركبات من الوصول إلى القرية، كما أغلقت البوابة الرئيسة المؤدية للخان، ومنعت المتضامنين من الوصول إلى القرية بمركباتهم.
وأجبرت سلطات الاحتلال أحد المواطنين في بيت حنينا على هدم منزله، تلافيًا للغرامات الباهظة وتحميله تكاليف الهدم، ويعيش في المنزل 15 فلسطينيًا من بينهم 6 أطفال.
وجرفت سلطات الاحتلال الطريق المؤدي إلى قرية النبي صموئيل، وتعاني القرية العزلة عن محيطها بفعل الجدار العازل، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال حاجز "الجيب" العسكري.
ومتابعة لقرار الاحتلال "هدم تجمع الخان الأحمر"، أمهلت قوات الاحتلال سكان الخان حتى بداية تشرين أول/ أكتوبر، لإخلاء التجمع وهدم المنازل ذاتيًا، ويشمل القرار جميع المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر، وإن لم يتم الإخلاء والهدم سيتم تنفيذ قرار المحكمة مباشرة.
اجراءات التهويد في المدينة:
أصدرت "اللجنة القطرية للتخطيط والبناء" الإسرائيلية مخططًا لإقامة 4700 وحدة استيطانية على أراضي قرية الولجة، ويشمل المخطط سكنًا محميًّا وفنادق ومنطقة تشغيل ومنطقة تجارية، وتعتبر القرية غنية بالآثار والمياه الجوفية والينابيع.
وكشفت وسائل إعلام عبرية أن "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس، تبحث مخططًا لبناء 150 وحدة استيطانية جديدة في بيت حنينا شمال القدس المحتلة. وبعد المصادقة على المشروع سيتم منح 45 يومًا لتقديم الاعتراضات، على أن يعلن عن مناقصات البناء مطلع عام 2019.
وصادقت لجنة "التخطيط والبناء" على بناء 75 وحدة استيطانية في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، وستتكون الوحدات من ثمانية مبانٍ جديدة تتراوح ما بين 7 و12 طابقًا لكل منها.
وفي سياق تهويد القدس المحتلة، قامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، بإحداث بوابة جديدة قرب باب العمود في البلدة القديمة، تصل لحارة النصارى، وتأتي هذه التغييرات في سياق فرض واقع جديد في المنطقة.
كما دشنت سلطات الاحتلال في 20/9 خطًا سريعًا للقطار الكهربائي، يربط القدس المحتلة بمطار "بن غوريون".
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن سلطات الاحتلال بدأت العمل على بناء 310 وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وسيتم بناء هذه الوحدات في حي الشيخ جراح، وتتضمن هذه الأراضي منازل يعيش فيها عدد من العوائل، وسيتم بناء 15 وحدة في حي الشيخ جراح، و75 وحدة استيطانية في بيت حنينا شمالي المدينة المحتلة، و220 في مستوطنة "نوف زيون" جنوب القدس المحتلة.