ونصرة القدس

البرلمان العربي يؤكد استمرار تنفيذ خططه لدعم صمود الشعب الفلسطيني

البرلمان العربي يؤكد استمرار تنفيذ خطهه لدعم صمود الشعب الفلسطيني
حجم الخط

جدد رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، التأكيد على استمرار البرلمان في تنفيذ خطط العمل التي اعتمدها دعماً لصمود الشعب الفلسطيني ونصرةً للقدس، خاصةً بعد قرارات الإدارة الأميركية المُدانة والمرفوضة، والتي تستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

جاء ذلك اليوم الأربعاء، أمام الجلسة الأولى لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، بحضور رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمد الحلبوسي.

وقال السالمي: إن "هذه القرارات الأميركية تضرب مسيرة الأمن والسلام في المنطقة، بدءاً من الاعتراف بالقدس عاصمةً لقوة الاحتلال الغاشمة، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مروراً بقطع التمويل عن مستشفيات مدينة القدس المحتلة، وإيقاف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في افتئات ظالم على التفويض الأممي لها وقرارات الأمم المتحدة بشأنها".

وعبّر عن ثقته في أن الشعب الفلسطيني الصامد، الذي يتعرض لأقسى أنواع الظلم والتهجير والتجويع، على يد المحتل منذ أكثر من سبعين سنة، لن ينكسر، ولن يفرط في أرضه ومقدساته، ولن يركع لسياسات المحتل الغاصب.

كما أكد دعمه للجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق المصالحة بين الاشقاء الفلسطينيين توحيداً للكلمة ووحدة الصف الفلسطيني والتصدي لكل من يستهدف إضعاف الموقف العربي الموحد، والوقوف ضد المخططات الخبيثة والمغرضة المدفوعة من قوى إقليمية ودولية لإثارة الفتن بين أبناء الأمة العربية، ورصد كافة التقارير المسيسة والمغلوطة والممنهجة، التي هدفها الإساءة للدول والمجتمعات العربية للتدخل في شؤونها الداخلية.

وشدّد على استمراره بالعمل بكل جدٍ وإخلاص، تلبيةً لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق الأمن والعيش الكريم والغد المُشرق لها ولأجيالها القادمة، رغم كل التحديات الكبيرة والمصاعب الجسيمة التي تعصف بالأمة العربية، وعلى رأسها استهداف القضية المحورية الأولى "فلسطين".

من جهته، استعرض عضو اللجنتين لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة " فتح"، نائب رئيس لجنة فلسطين في البرلمان العربي، عزام الأحمد، بشكل تفصيلي اجتماعات لجنة فلسطين التي عقدت اجتماعاتها خلال اليومين الماضيين لمتابعة آخر المستجدات الفلسطينية وتنفيذ القرارات المتعلقة حول مجابهة الحراك السياسي الامريكي لفرض رؤية أمريكية لعملية السلام وما أعلنه الرئيس ترمب بشأن القدس، ووقف دعم وكالة الغوث، حيث تابع رئيس البرلمان تلك القرارات بنفسه.

وأكد الأحمد، خلال مداخلة له أمام أعضاء البرلمان، على أنّ هذا القرار الخطير الذي اتخذ بشأن وكالة الغوث "الاونروا" والذي تحاول الولايات المتحدة من هذا القرار الدخول في جوهر تأسيس الوكالة وفق تأسيسها في الأمم المتحدة عام 1949 والذي أكد على الدور المفترض أن تقوم به الوكالة سياسيا الى جانب إغاثة اللاجئين حتى عودتهم الى وطنهم مع استمرار رعايتهم.

وتابع: "لجنة فلسطين استعرضت الاتصالات التي يقوم بها البرلمان العربي من خلال رئيسه مشعل السلمي، مع المنظمات والبرلمانات الدولية والإقليمية من أجل دعم الشعب الفلسطيني، وضرورة التفاف الدول العربية وتوحيد جهودها وطاقاتها من أجل استقطاب دعم عالمي للشعب الفلسطيني وتحريك عملية السلام من خلال عقد مؤتمر دولي وفق ما أقرته "قمة القدس" في السعودية، بدلاً من رعاية الولايات المتحدة، كما ثمّنت اللجنة المنح التي قدمتها العديد من الدول العربية والاوروبية من أجل سد العجز الذي سببته أمريكا في دعم الوكالة".

وأضاف الأحمد: "المطلوب الآن التحرك من قبلنا ومن الواضح أن الولايات المتحدة مستمرة بحراكها العدواني إلى جانب اسرائيل وهذا يتطلب استمرار الصحوة العربية بما فيها البرلمان العربي وأن نكون متابعين، كما أستعرض الاحمد خطورة قانون القومية اليهودي العنصري الذي يهدد بالفعل مصير اللاجئين أينما وجدوا ومصير المواطنين الذي استمروا تحت سيطرة اسرائيل داخل الخط الأخضر، مشيرا إلى أن هذا القانون العنصري يمهد بطردهم من وطنهم وتمرير المخططات الاسرائيلية في تهويد القدس، والجليل، والنقب، والمثلث، وتفريغها ديموغرافيا من أصحابها".

وحيا الأحمد، باسم لجنة فلسطين الإضراب التاريخي في فلسطين، والتي عقدت اجتماعها بالتزامن مع الإضراب الشامل في جميع أنحاء فلسطين التاريخية بدعوة من لجنة المتابعة العربية داخل أراضي 1948 والقوى الفلسطينية مع فعاليات في المخيمات الفلسطينية في المهجر والشتات لإعلان رفض قانون القومية الذي أقره الكنيسيت الاسرائيلي.

وشدّد على رفض لجنة فلسطين للقرار الأميركي بقطع المساعدات المخصصة لدعم المستشفيات بالقدس والمشاريع الاقتصادية المخصصة بالضفة الغربية، مستعرضا صمود الشعب الفلسطيني في مدينة القدس وحماية المسجد الأقصى والتصدي الى قطعان المستوطنين في ظل الاقتحامات اليومية التي ينفذوها في محاولة للتقسيم الزماني والمكاني بحماية قوات الاحتلال.

وثمّن صمود أهالي قرية الخان الاحمر والمتضامنين معهم وكل أبناء فلسطين من جميع المناطق الفلسطينية والذين وقفوا جميعا للحيلولة دون استكمال سلطات الاحتلال لخطتها الاستراتيجية بفصل الضفة الغربية قسمين من خلال الخان الاحمر وصولا للبحر الميت.

وحيت لجنة فلسطين، مسيرات العودة وصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في تحدي للحصار الاسرائيلي الظالم، مؤكدةً على ضرورة فك الحصار البحري والبري والجوي عن غزة.

فيما أكد أعضاء البرلمان العربي في مداخلاتهم خلال الجلسة، على ضرورة التكاتف وإنهاء الانقسام ووحدة الكلمة الفلسطينية، كما دعوا إلى ضرورة مخاطبة البرلمانات الأوروبية لكشف الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل المخالفة للقانون الدولي وتجاهل قرارات الامم المتحدة بشأن القدس واللاجئين.

وشدّدوا على ضرورة مساندة ودعم طلب فلسطين في محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة الأميركية بسبب "انتهاكها لاتفاقية دولية" بنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مؤكدين أن البرلمان العربي ممثل الشعوب العربية وهو حريص على دعم القضية الفلسطينية ولا بد أن تكون لجنة فلسطين هي صوت البرلمان للعالم لفضح الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية، ومحاصرة البرلمان الاسرائيلي من خلال تحرك عملي لأن بيانات الشجب التي تصدر لا منفعة لها في المرحلة الحالية، كما طالبوا بضرورة فتح المعابر مع قطاع غزة ليتمكن الشعب الفلسطيني من التنقل والسفر.

فيما اعتبر أعضاء المجلس، أنّ قرار أميركا بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، لا يخدم فرص تحقيق السلام، ويناقض مسؤوليات الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى، ويقوض المساعي الرامية لحل الدولتين.

يُذكر أنه حضر الاجتماع: "سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح، والسفير المناوب بالجامعة مهند العكلوك، ومسؤول ملف البرلمان العربي بمندوبية فلسطين ممدوح سلطان".