ردت ابنة القدس الأبية الأخت القيادية سلوى هديب على: (خروج أكثر من متصهين ممن ينتسبون قدراً لأمة العرب والإسلام، بمنشور يقول: ذُكر إسم إسرائيل في القرآن 30 مرة، ولم يذكر إسم فلسطين ولا مرة، فكيف ندعي بأننا أصحاب حق فيها ؟؟).
وكان ردها واضحا من القرآن الكريم، ومن ورود الذكر لاسم أرض فلسطين كثيرا في التوراة، وان كان بالجغرافيا كثير اشكال، لكن ردها يبقى في سياق الحق والرأي الوازن.
مما قالت الأخت سلوى هديب الرائعة في ردها المفحم ان اسم "اسرائيل" الوارد بالقرآن الكريم هو اسم علم، او ذكر منسوبا اليه قبيلة باسمه -وليس موقعا جغرافيا او بلدا أو وطنا مطلقا.
أضيف لما سبق، أن الحال مع قبيلة اسرائيل القديمة المندثرة، كالحال مع قبيلة/قوم هود /لوط /ثمود /اصحاب الايكة /نوح /عاد هي أقوام/قبائل بائدة جاء ذكرها بالقرآن للعبرة والحكمة والعظة، وعلميا "تتبدل أسماء القبائل كل قرن أو قرنيين تقريباً"، فكيف بآلاف السنين! (لمراجعة د. ممدوح الريطي بكتابه دور القبائل العربية في مصر)
اما سبب تكرار ذكر اسرائيل أو بني اسرائيل بالقرآن الكريم فلسبب واضح وجلي هو عقوقهم وجحودهم وظلمهم الذي استحق تكرار ذكرهم تنبيها وتقريعا لهم وللحكمة والعظة لعامة المؤمنين بكافة الازمان.
القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ (من حيث التسلسل الزمني للأحداث والشخصيات) وليس كتاب جغرافيا مطلقا. وحتى بعض الاماكن المذكورة فيه فيها آراء وتفاسيرمحترمة عدة، وكثير من التفاسير للامكنة قديما ثبت عدم صحتها او دقتها.
(لمراجعة بكر أبوبكر في أساطير اليهود وأرض فلسطين في القرآن الكريم)
والى ما سبق هناك كتب حديثة تفيد ان اسرائيل شخصية لا صلة لها بيعقوب عليه السلام، وبدليل ان كل سورة يوسف عنه وابنه عليهما السلام، ولم يذكر ان يعقوب واسرائيل واحد مطلقا.
بغض النظر عن ذلك، فهو الشخصية "اسرائيل"شخص، وهي أي "قبيلة بني اسرائيل"قبيلة عربية بائدة منسوبة لهذا الشخص أكان يعقوب النبي ام لم يكن.
كرر القرآن الكريم ذكر القبيلة العاصية للعظة والعبرة،ولا ينسحب اي مما ذكر عن هذه القبيلة على الناس الحاليين فلا صلة وراثية/جينية ولا نسب ولا قبلية بين محتلي بلادنا اليوم من قوميات عدة وبين القبيلة البائدة اي قبيلة بني اسرائيل.
(لمن يرغب مراجعة كيث وايتلام،ارثر كوستلر، شلومو ساند، زئيف هرتزوغ وكلهم يهود باستثناء وايتلام).
تشابه الاسماء بين اسرائيل الدولة القائمة اليوم على ارض فلسطين بقرار التقسيم عام 1947 مع الماضي التوراتي التاريخي على خرافيته لا يعطي أي صلة وراثية او تاريخية لهؤلاء بأولئك.
اما عن الجغرافيا -اي جغرافيا فلسطين- فحدث ولاحرج في مئات الكتب وابحاث الآثار التي تقطع بعدم وجود صلة مطلقا بين خرافات واساطير التوراة-التي كتبت بعد مئات السنين- وبين اسماء المدن والقرى والوديان والجبال الخ الموجودة في فلسطين مع تلك المذكورة بالتوراة.
(لمراجعة أبحاث علماء الآثار الاسرائيليين امثال: سبيلبرغ واسرائيل فنكلستاين وزئيف هرتزوغ،ولك العودة للمؤرخين شلومو ساند أيضا الذي يثبت خرافة "شعب" يهودي، وخرافة "أرض" اسرائيل في كتبه، ولنا العودة ليونتان ودانييل بويارين حيث يؤكدان لا وطن لاسرائيل، وعوفري إيلاني الذي يؤكد لا موطن ابراهيم ولا بني اسرائيل، والكتاب الاخير لإيلان بابه الخرافات العشرعن "اسرائيل").
بمعنى انه لو صحت أسماء المواقع الجغرافية الواردة بالتوراة فهي بجغرافيا اخرى ليست جغرافيا فلسطين الحالية فلسطيننا. ومن أثبت مثل ذلك ونسبها لليمن القديم عديد العلماء أمثال: فاضل الربيعي واحمد الدبش وفرج الله صالح ديب، والخرطبيل وغيرهم الكثير اليوم. وفي جميع الأحوال لا علاقة للجدد من الاسرائيليين بالقدماء كما اسلفنا.
أما الاسماء التوراتية الحالية في فلسطين فهي محض تلفيق وتزوير مقصود من لجنة تسمية الاماكن التي أنشئت في الكيان الاسرائيلي عام 1949 من 9 مزورين كبار امتدادا لتزوير منذ القرن19 (ميرون بنفنستي-المشهد المقدس،طمس تاريخ الارض المقدسة منذ١٩٤٨).
ونقطة اخرى لا يحاول اي مغفل متصهين ان يقول ان "اليهود" هم بني اسرائيل بالامس واليوم؟!
فالقبيلة شيء، والديانة عبر التاريخ خرجت من القبيلة "اسرائيل" للقبائل العربية الاخرى التي اعتنقت الديانة ثم اعتنقها غيرها من خارج الجزيرة. العربية (لمراجعة أرثر كوستلر في القبيلة 13 عن يهود مملكة الخزر وشلومو ساند أيضا).
ولنا في هذا الشان أكثر من عودة.