أفاد الكاتب الإسرائيلي بصحيفة مكور ريشون، تسفيكا كلاين بأن "قراءة في معطيات الهجرة اليهودية لإسرائيل تقدم أرقاما جديدة ولافتة، من خلال ظهور تراجع في أعداد اليهود القادمين إليها من الدول الأوروبية الغربية، بالتزامن مع زيادة أعدادهم من الدول الشرقية".
وقال كلاين، وهو الخبير الإسرائيلي الأهم في قضايا الهجرات اليهودية: "معدلات الهجرة اليهودية إلى إسرائيل من دول أوروبا الغربية باتت أقل، وفقا لأرقام حصلت عليها الصحيفة من الوكالة اليهودية للهجرة والاستيعاب، حيث أظهرت تراجعا مطردا في أعداد اليهود القادمين من فرنسا، بعد أن كسرت معدلا قياسيا في السنوات السابقة من هذه الهجرات وصلت إلى ثمانية آلاف خلال عام 2015".
وأشار إلى أن "ظاهرة التراجع في هجرات اليهود إلى إسرائيل يمكن تعميمها على باقي دول أوروبا الغربية، بعد أن شهدت هجرات يهودها إلى إسرائيل معدلات كبيرة لم تعرفها منذ سنوات الحرب العالمية الثانية، لكن فجأة حصل التراجع في أعدادهم".
وأكد أن "الهجرات اليهودية من دول غرب أوروبا إلى إسرائيل بلغت 2693 يهوديا بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس 2018، ما يقارب 26 بالمائة من ذات الفترة الزمنية للعام الماضي 2017، لكن من بريطانيا وحدها وصلت نسبة التزايد في أعدادهم سبعة بالمائة، بسبب الحالة السياسية السائدة هناك، وتزايد شعبية حزب العمال وزعيمه جيرمي كوربين صاحب التصريحات المعادية للسامية، لكن الأرقام بقيت متواضعة بمعدل 371 مهاجراً يهودياً فقط".
وأردف أن "المفاجأة الكبرى جاءت من فرنسا لأنه في نفس الفترة المذكورة بين يناير وأغسطس الماضيين وصل إسرائيل منها 1268 يهوديا فقط، بتراجع بلغ 31 بالمائة لنفس الفترة من العام الماضي، وهذه النسب والمعدلات المتراجعة جزء من ظاهرة باتت واضحة في السنوات الأخيرة التي تشهد كل عام انخفاضا بعشرات النسب المئوية عن الأعوام السابقة منذ 2015".
وأكد على أن "إسرائيل وصلها في 2015 قرابة 7676 يهوديا فرنسياً، وقبلها بعامين وصلها 3450 مهاجرا، مما اعتبر آنذاك قفزة نوعية، وتم تفسير ذلك أنه بسبب الأوضاع الأمنية السيئة التي عاشتها الجمهورية الفرنسية، والأحداث المعادية للسامية التي شهدتها ضد اليهود، واستهداف المدرسة اليهودية في تولوز، ومهاجمة محل اللحوم اليهودي في باريس".
وتابع أن "بعض الأسباب كان يفترض أن تحد من تراجع الهجرات اليهودية من فرنسا إلى إسرائيل مثل انتخاب عمانوئيل ماكرون للرئاسة، الذي تسبب بتهدئة روع اليهود بعد أن خافوا على وضعهم ومكانتهم في فرنسا، مقابل تراجع العمليات المسلحة هناك، وعدم استهدافها اليهود بصورة خاصة دون الفرنسيين، فضلا عن أن ظروف استيعاب اليهود داخل إسرائيل ليست كما يجب، الأمر الذي تناقله اليهود الفرنسيون لنظرائهم هناك، مما جعلهم لا يتشجعون للهجرة".
وانتقل الكاتب بالحديث عن "الانخفاض في الهجرات اليهودية من أمريكا الشمالية إلى إسرائيل، ففي خلال ذات الحقبة الزمنية بين يناير وأغسطس 2018 وصل إسرائيل 2296 يهوديا، أقل بنسبة 17 بالمائة عن ذات الفترة من العام الماضي".
وفصل التقرير بالأرقام قائلا إنه "من الولايات المتحدة وحدها وصل 2066 يهوديا، ومن كندا 230، ورغم أن التقديرات تحدثت عن أن انتخاب الرئيس دونالد ترمب سيدفع بالعديد من اليهود الأمريكيين لمغادرتها، والمجيء لإسرائيل، لكن ذلك لم يحدث، بل إن هناك من يعيد هذا التراجع لتوتر العلاقة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة حول قضايا مختلفة".
واختتم بالقول إنه "من الغريب أن هجرة اليهود من دول الاتحاد السوفييتي السابق تشهد ازدهارا لافتا إلى إسرائيل، فقد وصلها في ذات الفترة 11687 يهوديا بنسبة 62 بالمائة من كل المهاجرين اليهود، بما يزيد على 12 بالمائة من نسبتهم في العام الماضي، معظمهم أتى من روسيا بعدد 6331 يهوديا، و4094 من أوكرانيا، و588 من بيلاروسيا".