لم يعد خفيا على الساحة الفلسطينية الخلاف الذي انفجر بين الرئيس محمود عباس “أبو مازن”، وبين جبريل الرجوب أحد مقربيه السابقين، بعد أن وضع الرئيس حدا لطموح “أبو رامي” في الوصول إلى سدة رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة فتح وكذلك اللجنة التنفيذية كخليفة للرئيس، من خلال عدة دلالات أبرزها تعيين صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية.
مطلعون على حيثيات الخلاف وما صاحبه من اعتراض الرجوب على تعيين عريقات بدلا من ياسر عبد ربه في أمانة سر اللجنة التنفيذية، قالوا ان الاعتراض ليس لقرب أو حب الرجوب لعبد ربه، بل لكون الرجل لا يريد شخصا من فتح يتبوأ هذا المنصب الذي يقود مباشرة لرئاسة المنظمة في حال موت الرئيس.
فالرجوب كان يريد استمرار عبد ربه، وهو من خارج فتح، لذلك لن يكون هناك له أمل في قيادة المنظمة، سوى رجوعها لحركة فتح لاختيار أحد أعضائها، وهنا لن يكون عريقات الذي وصل للمكانة بفعل قوة تأثير أبو مازن فقط، ما سيجعل المنصب أكثر قربا من الجنرال السابق جبريل الرجوب.
والمعروف أن خلافا انفجر بين أبو مازن والرجوب بسبب اعتراض الأخير علانية أمام الرئيس على اختياره لصائب عريقات ليكون رجلا ثانيا في منظمة التحرير، غير أن هذا الخلاف لم يبق على حاله، بل شهدت الأيام القليلة الماضية زيادة في نيرانه، جرى ملامستها من خلال استمرار حديث الرجوب العلني عن اعتراضه لطريقة اختيار عريقات وعزل عبد ربه، حتى أن هناك من نقل عن الرجوب الغاضب القول في اجتماع اللجنة المركزية وهو يعبر عن اعتراضه “إحنا مش طراطير وبنعرف شو بيصير في البلد”.
مقربو الجنرال الرجوب وطاقم عمله سواء داخل أطر تنظيم حركة فتح في مناطق جنوب الضفة الغربية وحتى في رام الله مقر الحكم، وفي داخل الاتحادات الرياضية والكروية لم يعد يخفون في حديثهم، كما في السابق، رغبة الرجل في الوصول إلى مقعد الرئاسة، خاصة وأنه لا زال على علاقة وثيقة بجهاز الأمن الوقائي الذي أسسه في الضفة الغربية مع قدوم السلطة، رغم تركه المنصب مرغما بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ومؤخرا نقلت جهات أمنية عليا للرئيس تقارير تشير إلى استغلال الرجوب منصبه في رئاسة اللجنة الأولمبية وكذلك اتحاد كرة القدم لتدعيم تطلعاته صوب المقعد الرئاسي، وهو ما أغضب أبو مازن، خاصة وأن حالة الغضب من استغلال الرجوب لمنصبه في الاتحاد الكروي كانت عندما أعطى صوته للمرشح الأجنبي جوزيف بلاتر في رئاسة “الفيفا” بدلا من المرشح العربي الأمير علي بن الحسين.
وكان اسم الرجوب طوال الفترة الماضية من ضمن قائمة الاسماء التي يتم تداولها على نطاق واسع ليكون خليفة للرئيس، ضمن قائمة تضم محمد دحلان ومروان البرغوثي وسلام فياض.
وهنا لا يستبعد الكثيرون أن يقدم أبو مازن إذا ما استمر الرجوب في تحركاته هذه عن إزاحته عن منصبه في رئاسة الاتحادات الرياضية، كمقدمة لتحجيم دوره في اللجنة المركزية لحركة فتح، وفق الطريقة التي يستخدمها أبو مازن في إزاحة خضومه السياسيين.
لكن ذلك لم يضعف التحركات العلنية لأتباع الجنرال الكروي، بالتقليل من أمكانية إقصاء الرجل من هذا المنصب، الذي جعله يأخذ صلاحيات وزير الشباب والرياضة، خاصة وأن الرجوب هو المشرف الفعلي على المجلس الاعلى للشباب.
على العموم الرجوب معروف أنه من أوائل من وقفوا إلى جانب أبو مازن في خطة إزاحة النائب محمد دحلان من اللجنة المركزية، وكان من أكثر من اعترضوا على دحلان وهاجموه ارضاءا لأبو مازن، خلال فترة الود التي سادت بين الرجلين طوال الفترة الماضية، وقبل انفجار الخلاف الاخير.
عن راي اليوم