افتتاح مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الادائية 2018

1.PNG
حجم الخط

افتتح الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية، والذي ينظمه مسرح ديار/ دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، على خشبة مسرح وقاعة مؤتمرات الدار في دار الندوة الدولية.

 

وافتتح الحفل على أنغام النشيد الوطني الفلسطيني، واستهل الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني حفل الافتتاح بكلمة مشيدا بدور مسرح ديار دار الكلمة الجامعية المتميز بتعزيز دور الثقافة في المجتمع.

 

وقال ان مسرح ديار يحمل رسالة فلسطين الرسالة التي نريدها ان تصل الى كل بقاع العالم بأنه برغم القهر والاضطهاد ورغم كل جرائم الاحتلال الا انه هنالك ارادة حقيقية موجودة في فلسطين نتنفسها كما الهواء كل يوم وهي ارادة الامل وارادة النضال من أجل الحرية، مضيفا و"أشكر القس الدكتور متري الراهب ودار الكلمة الجامعية على كل الجهد الذي تقوم به هذه الدار من أجل تثبيت الهوية الوطنية وأيضاً الدور الثقافي كجزء أصيل من نظامنا الوطني من أجل الحرية".

 

وتابع بسيسو: ان مواكبتي لهذا الجهد الذي تقوم به دار الكلمة الجامعية يجعلني دائما انظر الى هذه المؤسسة الأكاديمية بنظرة اعتزاز وفخر لكل ما تقدمه من أجل الثقافة الفلسطينية ومن أجل العمل الثقافي الفلسطيني سواء على صعيد البرامج الأكاديمية أو المهرجانات وورشات العمل والمؤتمرات الأكاديمية وهذه هي فلسطين التي نريد وهذه فلسطين التي تحب عندما تتحول فلسطين الى حالة ثقافية نضالية ملهمة لنا جميعا على صعيد التطور والتقدم، اليوم ونحن نتحدث عن هذا المهرجان نحن نتحدث أيضاً عن طموح حول المستقبل وهذا حقنا كفلسطينيين رغم الجدار والاستيطان والجرائم اليومية بحق شعبنا، من حقنا ان ننظر نحو المستقبل وكيف نرى انفسنا بالمستقبل دون احتلال ودون اضطهاد".

 

وختم بسيسو كلمته: "عندما بادرت وزارة الثقافة الفلسطينية لتكون بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2020 فإننا نؤمن أن بيت لحم هي العنوان الذي من خلاله تتلخص الحكاية الفلسطينية، بيت لحم ببعدها الروحي والتاريخي ببعدها النضالي والابداعي هي مهد لكل المعاني الفلسطينية التي تنطلق من هنا لتعم كامل الخارطة".

 

وألقى القس الدكتور متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة كلمة رحب خلالها بالحضور، مؤكدا أن هذا المهرجان الأول من نوعه في منطقة بيت لحم، حيث نستضيف أربع عشرة فرقة مسرحية من اثنتي عشرة دولة من مختلف بقاع العالم، ويسرنا في هذا العام ان نطلق هذا المهرجان بالتزامن مع مهرجان الفن الفلسطيني بنسخته السادسة في الولايات المتحدة والذي سيقام في ولاية تكساس الأمريكية وفي مدن دالاس واوستن وهيوستن ويُتَوقع أن يزيد الحضور على خمسة آلاف مشاهد ومشترك.

 

وأضاف: "هذا المهرجان يأتي ضمن اهتمام دار الكلمة الجامعية وديار بالتبادل الثقافي بين فلسطين والعالم ومد جسور فنية بين العالم وفلسطين، ولقد اردنا منذ اطلاق مؤسستنا عام ألفِ وتسعمِئة وخمسةٍ وتسعين أن نجعل بيت لحم عاصمة فلسطين الثقافية، وأن تُوضع فلسطين عامّة وبيت لحم خاصة على الخارطة الثقافية العالمية، وخلق مساحات للإبداع".

 

وفي نهاية كلمته شكر القس الدكتور متري الراهب جميع الرعاة والداعمين لمهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية، كما وشكر جميع من ساهم في انجاح المهرجان قائلاً: " لا يسعني إلا أن أشيد بالعمل الرائع والدؤوب لفريق مسرح ديار ولكل الزملاء في دار الكلمة الجامعية الذين وصلوا الليل بالنهار للتحضير لهذا المهرجان، كما وأشكر جميع الرعاة وأشكر الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني لتشريفه لنا وافتتاحه لهذا المهرجان المميز، وعلى أمل اللقاء بكم مجدداً في بيت لحم 2020 عاصمة الثقافة العربية".

 

وذكر رامي خضر مدير مسرح ديار خلال كلمته: "تأتي ولادة هذا المهرجان في وقت لا نزال فيه مجتمعاً مرهقاُ من نير الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وتفاصيل حياتنا، وفي ذات الوقت كلنا أمل أن كل المشاركين والمشاركات في هذا الحدث الفني، سيعيشون التجربة الفلسطينية بجماليتها ، وروح شعبها الحيّة بالرغم من شدة المعاناة والظلم".

 

وشدد "لا يخفى على أحد أن مجتمعنا المقيّد بجدران الفصل العنصري، والمختنق من نقاط التفتيش، هو مجتمع تشوّهت جودة حياته الانسانية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك أصبحت الحاجة ملحّة لخلق مساحات للتعبير والابداع، مساحات تشعرنا بأننا مجتمع منتج غير مكبّل".

 

وتابع: "انطلاقاً من هذا الفكر فإن "مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية" يهدف الى تنمية الثقافة ووضعها على رأس الأولويات المجتمعية، فثقافة المجتمع وحكايته من أهم العوامل التي تبني جسوراً من الأمل والحياة، ومن خلال الفنون، نقاوم بشكل إبداعي احتلالاً يؤمن بأن بناء الجدران، وفصل المجتمعات ، واختطاف الآمال هي أفعال مبررة لإحباط المجتمع بأكمله وتجريده من الحياة".

 

واختتم كلمته قائلاً "إلى كل من يشاركنا/تشاركنا في هذا المهرجان، بكل زخمه الثقافي ، فإننا نعرب عن عميق امتناننا ونحن نرتقي بالأمل معاً من أجل غد أفضل كبشر في المجتمع العالمي".

وتخلل حفل افتتاح المهرجان عرضين لمسرح ديار، العرض الأول بعنوان "إختطاف" لبراعم مسرح ديار، حيث تستكشف هذه اللوحة العواطف المحيطة بخطف الأطفال الفلسطينيين وزجّهم في المعتقلات الإسرائيلية، ويجسّد العرض مشاعر الصمود والصبر وقوّة التحمّل في وجه الظلم والشدائد.

 

أما العرض الثاني فهو بعنوان رقصات الأمل" حيث تعكس هذه الرقصات ثقافة الإحتفال بالحياة وبالهوية الفلسطينية بالرغم من المعاناة في ظل الإحتلال الاسرائيلي.

 

وفي ختام الاحتفال تم توزيع الدروع التقديرية والهدايا التذكارية على جميع الرعاة الذين ساهموا في إنجاح مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية وهم: الراعي الذهبي شركة اتحاد المقاولين (CCC /مؤسسة تطوير بيت لحم)، والرعاة الفضيون كل من: شركة eprint.ps، جمعية الكتاب المقدس الفلسطينية، شركة خميس التجارية، مكتب ممثلية المانيا الإتحادية رام الله، فندق أرارات، والرعاة البرونزيون كل من: شركة نستله، شركة ميلينيوم تورز‎، مطعم ميلانو، وبشراكة اعلامية من راديو بيت لحم 2000، وبمساهمة من شركة التأمين الوطنية (NIC).

 

ومن الجدير بالذكر انه يستمر المهرجان حتى يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من الشهر الجاري، حيث يهدف الى دمج الفنانين العالميين مع شباب فلسطين، الذين غالبا ما يصعب عليهم السفر بحرية، لذلك يوفر المهرجان لهم الفرصة للتجربة والتعلم من الثقافات المختلفة، بالاضافة الى ذلك يوفر المهرجان للفرق العالمية المشاركة الفرصة للاطلاع مباشرة على الوضع في فلسطين و لمعرفة انه بالرغم من الحرب و الصعوبات فلسطين بلد غنية بالمواهب والابداع والامل، حيث يضم المهرجان عروض الرقص، المسرح، عالم الدمى، السيرك، المسرحيات الراقصة وسرد القصص.

 

ويعتبر مسرح ديار الراقص أحد برامج أكاديمية ديار للأطفال والشباب، والتي تعنى بنشاطات وبرامج الأطفال والشباب في حقول الرياضة والفن والمسرح والرقص، وتندرج ضمن برامج ديار التي تعتبر ذراع دار الكلمة الجامعية للبرامج المجتمعية والتنموية وهي أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي والفنون المعاصرة وانتاج الأفلام وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.