حالة من السخط تسود إسرائيل، بسبب ما وصفت بعض المحللين الإسرائيليين بسوء إدارة الحكومة لملف قطاع غزّة، والأحداث المستمرة على حدوده منذ ستة أشهر في إشارة إلى مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في 30 مارس الماضي.
وقال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "مكور ريشون" العبرية، يائير شيلغ: إن "الأحداث المتلاحقة في قطاع غزة تعني أنّ الردع بات كلمة قذرة، لأنّ تطورات الموقف الميداني على حدود القطاع شكلت امتحاناً فاشلاً لهذا الردع، كما أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية هناك لم تمكن من نجاحه".
وأشار إلى أنّ جبهة غزّة المشحونة حمِلت في الأسابيع الأخيرة أجواء حربٍ حقيقية بين حماس وإسرائيل، مضيفاً أنّه "في كل يوم يُقتل الفلسطينيين على حدود غزّة، ما يُقرب أكثر استحقاق المواجهة القادمة الحتمية، وذلك على الرُغم من أنّ حماس تُدرك فروقات موازين القوى بينها وبين إسرائيل".
وتابع: "لكّن هذه المواجهة تبدو ضرورية لها لخروجها من حالة الخنق المستمرة ضدها من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر"، قائلاً: "على الرغم من أنّ الفرضية السائدة تؤكد أنّه إذا أردت أن تطلق النار، فلا تتكلم كثيراً، وأطلقها فوراً، إلا أنّ حماس تهدد بأخذ زمام مبادرة الحرب القادمة من أجل تحقيق إنجازات معينة دون خوضها".
وبيّن أنّ أزمة "حماس" المتفاقمة في غزّة قد تُحوّل الإسرائيليين إلى "بط في مرمى الصيد لحل أزمة الحمساويين" وفقاً لتعبيره، مؤكداً في ذات الوقت على أنّه يدعم حل التسوية، لكّن بشرط أنّ تكون قائمة على قاعدة الردع الإسرائيلي.
وأضاف: "لا أعلم ما هي الطريق الأسرع لتحقيق هذا الردع، لكني أفهم أنّ ألف باء الردع تعني أنّ يكون لدى الطرف الآخر وهو حماس، ما قد يخسره في حال اندلاع أي مواجهة قادمة".
وأردف: "الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية تجاه غزة لا تحقق هذا الردع لأنها دأبت، وما زالت تردد، أنّها في أي مواجهة عسكرية ستكون معنية بالحفاظ على سلطة حماس في غزّة، لأن بديل الفوضى يُخيفها أكثر، ما يجعل حماس ليس لديها ما تخشاه من اندلاع مواجهة مع إسرائيل لأنّها ستبقى في كل الأحوال الحاكمة لقطاع غزّة".
وأكمل شيلغ، قوله: "هذا الموقف الحمائمي من المستوى السياسي الساعي لإيجاد تسوية مع حماس يتطلب موقفاً صقرياً من المستوى العسكري، مفاده إرسال رسالة لحماس بأنّه في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة، فإنها ستفقد سلطتها بغزّة من خلال ثمن إسرائيلي باهظ".
وختم الكاتب الإسرائيلي حديثه بالقول: "ليس بالضرورة أن يتم ذلك من خلال اجتياح بري للقطاع، لأنّه سيشمل خسائر بشرية إسرائيلية كبيرة، لكّن إسرائيل قادرة على تكبيد حماس أضراراً كبيرة عبر سلاح الجو على أي استهداف لمواطنيها، سواء بضرب قادة حماس، أو مؤسساتها السلطوية، وصولاً لضرب أحياء سكنية يخرج منها منفذو العمليات، فليس معقولاً أن يتحول هدف الإبقاء على سلطة حماس هدفاً إسرائيلياً أكثر من كونه هدفاً حمساوياً".
وبدأت فعاليات مسيرة العودة الكبرى وبشكل سلمي بتاريخ 30/ مارس من العام الجاري، ما يناسب "ذكرى الأرض" تأكيدًا على حقّ العودة لأراضينا المحتلة عام 1948 وبموجب قرار "149"، وبهدف كسر الحصار الإسرائيلي الهيمن على قطاع غزة، منذ أكثر من 12 عاماً على التوالي.
ترجمة: عكا