اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور مختلفة بالضفة الغربية والقدس، بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد الرضيع علي دوابشة الذي أحرقه المستوطنون فجر اليوم بقرية دوما جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
واشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمالي القدس، ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة، وسط هتافات غاضبة، منددة بجريمة الحرق.
وبالتوازي اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، عقب قمع الاحتلال مسيرة خرجت احتجاجا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان، مما أوقع عددا من الإصابات.
كما شهدت منطقة جنوب مدينة نابلس ظهر الجمعة انتشارا كثيفا لقوات الاحتلال تحسبا لاندلاع مواجهات.
وذكر شهود عيان أن هناك انتشارا كثيفا لدوريات الاحتلال والجنود المشاة على مداخل قرى جنوب وجنوب شرق مدينة نابلس، خاصة بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعورتا وبيتا وعلى مدخل الطريق الالتفافي المؤدي إلى مستوطنة "يتسهار".
وأضاف الشهود أن جنود الاحتلال احتجزوا عددا من المواطنين على مفترق بلدات بورين وعصيرة ومادما، كما تواجدت حوالي ثمانية جيبات لقوات الاحتلال والمخابرات على حاجز حوارة، وشرعت بإيقاف المركبات والتدقيق في هويات ركابها.
وفي محافظة رام الله، دعا القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية للكف عن ملاحقة المقاومين وإفساح المجال للانتقام لدماء الأطفال.
وأكد يوسف على مضي حركته بمقاومة الاحتلال رغم الظروف التي تمر بها الضفة الغربية، مشددا على أن جريمة حرق الطفل علي دوابشه لن تمر دون حساب.
كما دعا الفصائل والقوى الفلسطينية إلى التوحد في مواجهة الاحتلال والتصدي لممارسات المستوطنين وعربدتهم على الشعب الفلسطيني في الضفة، مشددا على الانتصار للقدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لأبشع ممارسات المستوطنين والانتصار لدماء الطفل دوابشه.
بدوره، طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومنسق القوى الوطنية والإسلامية برام الله واصل أبو يوسف جميع الفصائل بالتوحد أمام غطرسة الاحتلال.
وأكد على أن جهود الشعب الفلسطيني تنصب ضد الاحتلال، نافيا أن يكون هناك نوايا للاحتكاك بأجهزة الأمن الفلسطينية.
وجدد أبو يوسف دعوته للقيادة الفلسطينية إلى التوجه لمحكمة الجنايات الدولية ورفع قضايا ضد ممارسات المستوطنين وجنود الاحتلال على ما يقترفونه بحق الفلسطينيين والتي كان آخرها حرق الطفل دوابشه.
وانطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة من مسجد البيرة الكبير باتجاه مركز مدينة رام الله تحت مسمى "جمعة الغضب" نصرة لما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات يومية، وغضبا لاستشهاد الطفل دوابشه.
وخلال المسيرة انتشر المئات من عناصر الأجهزة الأمنية وسط المدينة بالزي العسكري والمدني، في محاولة منهم للحد من مشاركة أكبر عدد من الجماهير.