رئيس كوريا الجنوبية في باريس لكسب دعم فرنسا في ملف كوريا الشمالية

كوريا الجنوبية.jpg
حجم الخط

من المقرر، أن يتصدر ملف كوريا الشمالية المحادثات التي ستجري اليوم الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي، الذي يقوم بجولة أوروبية تمتد من 15 أكتوبر حتى 23 من الشهر نفسه، يلتقي خلالها عدة زعماء أوروبيين إضافة إلى البابا فرنسيس.

وهي المرة الأولى التي يستقبل فيها ماكرون، نظيره الكوري الجنوبي في باريس منذ توليه السلطة في مايو 2017م.

ولهذه الزيارة دلالة سياسية واستراتيجية كبيرة نظرا لتطرق الرجلين إلى ملف كوريا الشمالية الذي شهد في الأشهر الأخيرة تقدما ملحوظا، لا سيما بعد اللقاء التاريخي الذي جمع كيم جونغ أون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 12 يونيو 2018 بسنغافورة.

ملف الحفاظ على البيئة سيكون هو الآخر حاضرا في النقاشات التي ستجمع ماكرون ومون جاى إن الذين سبقا والتقيا في يوليو 2017 خلال قمة الدول الثماني بمدينة هامبورغ الألمانية.

ويأتي هذا اللقاء تزامنا مع الانفراج الواعد الذي تشهده العلاقات بين الكوريتين بعد سنين من الأزمة التي سببها البرنامج النووي والبالستي المطور من بيونغ يونغ.

وتشكل فرنسا المحطة الأولى لرئيس كوريا الجنوبية، الذي من المقرر أن يزور بعد ذلك إيطاليا وألمانيا ويشارك في قمة أوروبية آسيوية ببروكسل، فضلا عن لقاءه في 18 من الشهر الحالي بالبابا فرانسيس بالفاتيكان.

وأحد الأهداف التي يريد أن يتوصل إليها رئيس كوريا الجنوبية خلال زيارته لفرنسا، إقناع باريس بضرورة تخفيف العقوبات المفروضة على نظام بيونغ يانغ كهدية للمبادرات المختلفة التي اتخذتها كوريا الشمالية لوقف تطوير برنامجها النووي والبدء في العودة إلى طاولة المحادثات دون شروط.

وفي هذا الصدد قال أحد مستشاري رئيس كوريا الجنوبية في تصريح لجريدة "لوموند الفرنسية": "الرسالة التي يود إيصالها مون جاي إن لفرنسا والعالم، هي أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أظهر نية صادقة في وقف تطوير البرنامج النووي لبلاده".

وواصل: "في حال قام بهذه الخطوة بشكل فعلي، فعلى الأسرة الدولية، من بينها فرنسا، أن تكفئه عبر تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليه وإقحامه في المحادثات الدولية".

من جهته، أضاف كونغ كيانغ هوا، وزير خارجية كوريا الجنوبية أن بلاده تدرس حاليا إمكانية رفع بعض العقوبات التي فرضتها على نظام بيونغ يانغ في 2010 في أعقاب الهجوم الذي استهدف إحدى البواخر العسكرية لسول من قبل بحرية كوريا الشمالية التي قامت بإغراقها. لكن لم يكشف عن طبيعة هذه العقوبات التي تريد سول إزالتها.

وبينما سيشارك رئيس كوريا الجنوبية في قمة أوروبية آسيوية ببروكسل، دعت كل من الصين وروسيا، اللتان تعتبران من أبرز مساندي نظام بيونغ يانغ، الأسرة الدولية إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ سنوات على كوريا الشمالية أو على الأقل "ضبطها".

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا لا تملك علاقات دبلوماسية رسمية مع كوريا الشمالية خلافا لألمانيا وإسبانيا وبريطانيا التي قامت بفتح قنوات حوار رسمية مع هذا البلد في سنوات الـ2000.

لكن يبدو أن الدبلوماسية الفرنسية تريد أن تحتفظ بورقة الاعتراف بنظام بونغ يانغ للضغط على هذا الأخير في الوقت المناسب رغم بعض الدعوات التي تطالبها بمرافقة نظام بيونغ يانغ في إجراء تحولات استراتيجية في سياسته والتحول من نظام ديكتاتوري وقمعي إلى نظام منفتح على العالم.