قال الكاتب والباحث الفلسطيني د. عماد عمر: إنّ "تصريح رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، بدراسة مقترح نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أمر خطير يزيد المشهد تعقيداً على المستوى الدولي والإقليمي، خاصة أنً القدس تمثل مركزاً وأساساً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل والعربي الإسرائيلي، كونها تمثل مكانة دينية للفلسطينيين وللعرب والمسلمين".
وأضاف عمر، في تصريح وصل وكالة "خبر" نسخة عنه، أنّه إذا ما خطت أستراليا بهذا الاتجاه فإنّ ذلك يقضي على فكرة حل الدولتين، مؤكداً على أنّه مخالف لكل القوانين والشرائع الدولية الخاصة بمدينة القدس.
وتابع: "إذا ما اتخذت أستراليا مثل هكذا قرار سيكون صفعة للقانون الدولي ولمنظمة الأمم المتحدة، ويطلق العنان لإسرائيل وحكومتها بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، إلى جانب تهويد ومصادرة الأراضي، كون المجتمع الدولي غير قادر على الوقوف وتنفيذ قراراته التي اتخذت في المنظمات والمؤسسات الدولية".
وأشار عمر، إلى حالة التضارب في تصريحات "موريسون" حين يتحدث عن حل الدولتين، وفي نفس الوقت يتحدث عن دراسة مقترح الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى القدس، مبيّناً أنّه بذلك ينسف حل الدولتين المبنى على دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل.
وشدّد على أنّ هناك تحرك عربي للضغط على الحكومة الأسترالية لعدم اتخاذ مثل هكذا قرارات، في إشارة إلى اجتماع 13 سفيرًا عربيًا واتفقوا على توجيه رسالة لوزيرة الخارجية الأسترالية يحذروا فيها من مخاطر تلك الخطوة على مسيرة السلام، وسيكون لها عواقب سلبية على العلاقات مع الدول العربية والإسلامية لما تمثله تلك الخطوة من خطر على مستقبل المدينة المقدسة.
ودعا عمر، إلى أنّ وجود تحرك فلسطيني دبلوماسي للضغط على الحكومة الأسترالية ودعوتها بعدم اتخاذ هكذا قرارات، لما تمثله من انتقاص للحق الفلسطيني، بالإضافة إلى تحرك ميداني فلسطيني والتوجه إلى الشعب الأسترالي ودعوته للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالضغط على حكومته لعدم اتخاذها قرار يقضي بنقل سفارة بلادهم إلى القدس.
وفي ختام حديثه، بيّن أنّ كل هذه الخطوات ربما تؤثر في موقف رئيس الوزراء الأسترالي وتجبره بعدم اتخاذ قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.
يُذكر أنّ رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون، قال في وقتٍ سابق: إنّه "يدرس الاعتراف بشكل رسمي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أستراليا من تل أبيب إلى القدس المحتلة".