صواريخ جر شَكلّ

التقاط.PNG
حجم الخط
 

من المستحيل أن تكون حماس أو الجهاد الاسلامي أو أي فصيل آخر من الذين يتملكون الامكانيات لقصف بئر السبع او تل ابيب هم من يقف وراء اطلاق الصاروخين فجر اليوم.

من المستحيل أن يحدث ذلك في ظل وجود الوفد الأمني المصري الذي يبذل جهد جبار من أجل عدم الانزلاق إلى مواجهة ستدمر ما تبقى من معالم الحياة في غزة.

الأمر لا يحتاج الكثير من الجهد للاعتقاد ان من قرر وقام باطلاق الصواريخ على بئر السبع و تل ابيب طرف أو جهة غير راضية عن مسار المفاوضات أو الجهود للتوصل الى تهدئة طويلة الأمد.

و لنفترض أن هناك تيارين، الأول يعتقد ان الامور حتى الأن تسير بالاتجاه الصحيح وعلينا التقاط الفرصة للجهود المصرية و القطرية و الاممية لتفكيك الحصار والوصول الى تهدئة من خلال مواصلة مسيرات العودة على نار هادئة، و اتجاه آخر يعتقد ان المسيرات ليس فقط يجب ان لا تتراجع اي خطوة للوراء بل يجب ان يتم تصعيدها لإجبار الاحتلال على فك الحصار.

صاروخ بئر السبع الذي اصاب احد المعازل اصابة مباشرة دون ان تعترضه القبة الحديدية و دون ان تعمل صافرات الانذار و كذلك الصاروخ الذي كان موجها الى تل ابيب و سقط في البحر على بعد مئة وخمسين متر من الساحل يخدمون التوجه الداعي إلى جر إسرائيل إلى مواجهة في غزة.

وهو يخدم في نفس الوقت التيار المتشدد في الكابينت الاسرائيلي الذي يدعو إلى الولوج في عملية عسكرية كبيرة في غزة، وهي تضاعف الضغط على نتنياهو و ليبرمان وايزنكوت لاتخاذ قرار بالتصعيد.

مع ذلك، هذا لا يعني ان القصف الذي يجري الأن هو بداية لعملية عسكرية متدحرجة، وقَطِع ايزنكوت لزيارته للولايات المتحدة و الغاء جلسة الكابينت اليوم لا تعني أن هناك قرار بالحرب على غزة وأن المعركة قد بدأت.

خلال الساعات القليلة القادمة ستصبح الامور أكثر وضوحاً، وهذا يعتمد على التالي:

اولا: وجود الوفد الامني المصري في غزة، وفي قلب الحدث يساعد بشكل كبير على احتواء الموقف من خلال اجراء الاتصالات المكثفة مع كل الاطراف.

ثانيا: مدى حجم رد الفعل الاسرائيلي على اطلاق الصاروخين، هل سيكتفون بقصف المواقع العسكرية التي تم اخلاءها و بعض الاهداف دون التسبب في اصابات في الارواح ام سيكون هناك توجه جديد يوسع من دائرة الاهداف بحيث يجبر المقاومة على الرد؟

ثالثا: كيف سترد كتائب القسام و سرايا القدس او غرفة العمليات المشتركة على استمرار القصف الاسرائيلي، تقديري الشخصي أن التحلي بالصبر ومحاولة احتواء الموقف هو الذي سيكون سيد الموقف.

رابعا: اذا ما تم تجاوز الثمانية و الاربعين ساعة القادمة إلى يوم الجمعة بعد الظهر.

الأمر سيتعلق بحجم هذه المسيرات و يتعلق اكثر بحجم السلوك الاسرائيلي خلال هذه المواجهات.

مع ذلك التخوف من الانزلاق الى مواجهة ما زال قائم و التخوف ان تكون هناك عملية تنويم او تمويه اسرائيلية من خلال العديد من التصريحات بانهم غير معنيين في حرب على غزة، بما في ذلك ادخالهم السولار من خلف ظهر الرئيس عباس و بعد ذلك إيقافه بعد مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي يجب التعامل معه بحذر.

إسرائيل معنيه في حال اتخاذ قرار بالحرب على غزة ان تقول للمجتمع الدولي انهم بذلوا كل جهد من اجل منع هذه الحرب و لكن الان لم يتبقى امامهم أي خيار، الحذر واجب و بذل كل جهد ممكن من الجانب الفلسطيني لعدم الانزلاق الى مواجهة نحن في غنى عنها أيضاً واجب.