قال المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية رون بن يشاي: إنّ "خدعة حركة حماس في غزّة الخطيرة، تحتاج لرد من نوع آخر"، حيث يأتي حديثه تعقيباً على سقوط صاروخ أُطلق من القطاع على منزل في بئر السبع فجر اليوم الأربعاء.
وزعم بن يشاي، أنّ عملية إطلاق القذائف الصاروخية الليلة الماضية تجاه بئر السبع وسط إسرائيل كانت طريقة إطلاقها غير مسبوقة في طبيعتها، مضيفاً "الملاحظ أنّ عملية إطلاق القذائف منسقة، وفي آنٍ واحد قد تكون بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي".
وحول هدف القصف، قال: "عملية إطلاق القذائف جاءت لإنقاذ مفاوضات التهدئة التي يقودها المصريين، والتي وصلت بالأمس لطريق مسدود، رُغم أنّ الحركتين نشرا نفي وإدانة، وهما عبارة عن كذب وخدعة، وما يريدونه أنّ تُدار المفاوضات تحت القصف، وهي رسالة أيضاً عن ماذا سيحدث إن فشلت المفاوضات"، بحسب وصف المحلل الإسرائيلي.
وادعى بن يشاي، أنّ هناك عدة أدلة على أنّ حركتي حماس والجهاد يقفان خلف إطلاق الصواريخ، وأول هذه الأدلة، هو أن القذائف طويلة المدى، وتحمل رأس متفجر كبير، ومن إنتاج ذاتي، ويمتلكها فقط حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي، مبيّناً أنّه من غير الواضح أي من التنظيمين أطلق القذائف، أو قد يكون أحد التنظيمات الصغيرة حصل على القذيفة منهم، فهذا عمل كلاسيكي من جهة غير معروفة، ويهدف لمنع الطرف الآخر من الاضطرار للرد بشكل قوي، بحيث يكون الرد الإسرائيلي على غرار الرد على تعزيز قوة إيران في سوريا.
وأكمل المحلل العسكري بالصحيفة: "الإصابة المباشرة للمنزل في بئر السبع، والإسقاط المقصود للقذيفة في البحر بمنطقة الوسط تدل على مستوى عالٍ من التخطيط والتنفيذ، والذي لا يتوفر إلا لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والضبابية التي بقيت قائمة حول هوية مطلقي القذائف يؤكد أنها مبادرة حمساوية أو جهادية".
وتابع: "قائد حماس بغزّة يحيى السنوار، صرح للصحفيين في لقاء داخلي بنهاية آب الماضي، أنّ الحصار سيُرفع عن قطاع غزّة بطريقة أو بأخرى في منتصف أكتوبر، وهذا يعني أننا الآن تخطينا الموعد الذي حدده السنوار بيومين".
وفي ختام حديثه، قال المحلل العسكري الإسرائيلي: "في جميع الأحوال، ممنوع على إسرائيل أنّ تسمح لعملية كهذه غير مسبوقة، أنّ تمر دون تنفيذ عمل مضاد، ورد يوضح لحماس والجهاد الإسلامي وللمصريين أنّ الإسرائيليين لن يقبلوا إدارة مفاوضات في ظل مراهنة الطرف الآخر على حياة الإسرائيليين كرافعة لدعم مواقفه، وعلينا أنّ نوضح أن هذا يخالف قواعد اللعبة، وإنه أسلوب سيتضرر منه الفلسطينيين".
ووصل ظهر أمس الثلاثاء، وفداً أمنياً مصرياً إلى قطاع غزّة عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع، لبحث ملفي المصالحة والتهدئة مع حركة حماس، والتمهيد لزيارة وزير المخابرات المصري اللواء عباس كامل.
يُذكر أنّ مصر تبذل جهوداً حثيثة منذ سنوات لتقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل في قطاع غزّة.