اعتبر أمين عام هيئة علماء فلسطين في الخارج، نواف تكروري، أن “صمود المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، أخّر مخطط إسرائيل لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا”، داعيا الأمة الإسلامية إلى دعم المرابطين ماديا.
و أفاد تكروري أن إسرائيل “وضعت في 2013 مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ولا يزال على طاولة الكنيست (برلمان إسرائيل) ولم يقر، بسبب مقاومة المرابطين والمرابطات، ما أخاف الكيان الصهيوني، وجعله يحسب ألف حساب”.
وأفاد تكروري، أن العام الماضي شهد هجمة (إسرائيلية) لتنفيذ المشروع، وتقسيمه زمانيا، من خلال تخصيص أوقات لليهود وأخرى للمسلمين، ومنع الأخيرين بتاتا من دخول الأقصى في فترات، والتقسيم المكاني بتخصيص قسم دائم لليهود وجزء آخر للمسلمين”.
وكانت آخر اقتحامات جنود الاحتلال الإسرائيلي، لباحات المسجد الأقصى قد جرت في 26 تموز/يوليو الماضي، حيث خلّفوا وراءهم دمارًا كبيرًا، وأصيب 17 فلسطينيًا، تزامنًا مع ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل الثاني” في 70 ميلادية، حيث يزعم الإسرائيليون “أن المسجد الاقصى أقيم على أنقاض الهيكل”، ويدعون لإعادة بنائه من جديد.
و”الهيكل” حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، وأطلق عليه اسم “الهيكل” لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر، غير أن البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نصَّر، أثناء غزوه القدس عام 586 قبل الميلاد.
وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.
ولفت تكروري أن “الكيان الصهيوني يمنهج اعتداءاته، ففي 2007 وضعوا 16 مشروعا لتهويد القدس، وكل مشروع تدعمه دولة من دول العالم لكي تمكّن له”، مبينا أن “الكيان له مخطط قديم حديث مستمر للعدوان على الأقصى”.
من جانب آخر، أبدى أمين عام الهيئة، “خشيته من الصمت على الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للأقصى”، معتبرا ذلك “نذيرا خطيرا، بأن الأمة غير متفاعلة مع مقدساتها”. وطالب الأمة الإسلامية على المستوى الشعبي “أن تتحرك الجموع في كل العواصم، للضغط على الحكام والمسؤولين، ليأخذوا دورهم في الدفاع عن الأقصى”، داعياً إلى “جمع الأموال لتثبيت المرابطين”.
وأوضح تكروري أن هيئة علماء المسلمين أعلنت عن كفالة ألف مرابط، وكل واحد منهم يحتاج 600 دولار، مبيناً أن العدد غير كاف، وأن “على الأمة دعم المرابطين، وكل من يتخاذل يكون مساهما بمشروع هدم الأقصى”، بحسب قوله.
ودعا “الفصائل الفلسطينية وعموم الشعب في الضفة وغزة وأراضي 48، إلى الاستمرار في جهودهم لرفض العدوان”، لاًفتا أن إسرائيل “لن تقدم شيئا على طاولة المفاوضات”.
واعتبر أن “التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، جريمة كبيرة تمثل خذلانا للشعب والأقصى، حيث تغل أيدي المجاهدين، وتحول دون القدرة عن أداء واجبهم”.
ودعا تكروري الرئيس الفلسطيني، محمود عباس “لإعلان مباشر لقطع كل أشكال التنسيق مع العدو”، مضيفا “يخرج البعض للقول بأن الطريق للمقاومة هو دعم السلطة بالمال، إن كان ذلك لتمويل المجاهدين فأهلا به، وإن كان لملاحقتهم فلا يجوز الدعم”، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق باستشهاد الرضيع دوابشة، بعد حرق منزل ذويه في الضفة الغربية، الجمعة، اعتبر أمين عام هيئة علماء فلسطين في الخارج العملية جزءا من “مخططات إخافة الفلسطينين لترك البلاد، وهو عمل لا يتم من قبل المستوطنين، بل مخطط دولة ونظام يبرز بأشكال مختلفة، تارة من قبل الجيش، وتارة من قبل المستوطنين”.
ولقي الرضيع الفلسطيني (علي سعد دوابشة) مصرعه، فجر الجمعة، وأصيب والداه وشقيقه بجروح، إثر حرق منزلهم من قبل مستوطنين يهود متطرفين، ببلدة دوما، جنوب شرق نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.