حذر علماء من أن الكثير من المواقع الأثرية الخلابة المطلة على البحر المتوسط، والتي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، قد تختفي تماما مستقبلا، كونها عرضة للتدمير بفعل كوارث طبيعية ناتجة عن التغير المناخي.
وأنشأ فريق من الأكاديميين بقيادة لينا ريمان من جامعة كيل في ألمانيا، قاعدة بيانات لجميع مواقع اليونسكو المطلة على البحر الأبيض المتوسط، المعرضة للخطر خلال القرن المقبل بسبب الفيضانات أو "تآكل الساحل"، وذلك باستخدام نماذج رياضيات للتنبؤ بكيفية تأثير ارتفاع مستوى البحر عليها.
وشملت الدراسة مواقع خلابة مثل مدينة فينيسيا الإيطالية "العائمة" وشاطئ أمالفي الإيطالي، وبيازا دل دومو، أهم ميدان في بيزا الإيطالية.
ووجد الباحثون أنه من بين 49 موقعا ساحليا حول البحر المتوسط، سيكون هناك موقعين فقط في مأمن من الفيضانات أو التعرية الساحلية بحلول عام 2100.
وأوضح الباحثون أن أكثر من ثلاثة أرباع هذه المواقع (أي 37 موقعا)، معرضة لفيضانات شديدة بحلول عام 2100، حسب ما ذكر موقع "ديلي ميل" البريطاني.
ويعد بيازا ديل دومو في بيزا، الموقع الوحيد المعرض لخطر الفيضان فقط، فيما ستواجه 90 بالمائة من المواقع خطر التآكل الساحلي بحلول نهاية القرن (42 موقعا).
وستواجه مواقع خطر التآكل الساحلي فقط، مثل جزيرة رودس اليونانية، ومدينة سوسة التونسية، ومناطق أثرية في مدينة بومبي الإيطالية، ومدينة هركولانيوم الرومانية القديمة الواقعة جنوبي إيطاليا، وجزيرة كورفو اليونانية، والمناطق الأثرية في وادي نوطس جنوب شرقي جزيرة صقلية، وسهل ستاري غراد في قبرص.
وبحلول عام 2100، قد تزيد مخاطر الفيضانات بنسبة 50 في المائة، ومخاطر التعرية بنسبة 13 في المائة في جميع أنحاء المنطقة.
ويمكن بسهولة استنساخ النتائج وتطبيقها على مناطق أخرى، حيث من المحتمل أن يتعرض عدد كبير من مواقع التراث العالمي لخطر الكوارث الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، كما هو الحال على سبيل المثال في جنوب شرق آسيا.
وجاء في البحث الذي نشر في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز": "مع تزايد المخاطر الساحلية مثل الفيضانات والتعرية مع ارتفاع مستوى سطح البحر، فإن عددا كبيرا من مواقع التراث العالمي الساحلية سيتعرض بشكل تدريجي للخطر في المستقبل، وهذا يهدد القيمة العالمية البارزة للمواقع المتأثرة ويحتمل أن يؤدي إلى خسائر في الإيرادات الاقتصادية".