هل تم احتواء الضربة ... وتجاوز العدوان ؟؟!

thumb (3).jpg
حجم الخط

​​​​​​

ربما احتوينا الضربة العسكرية العدوانية ... وتجاوزنا العدوان ... وعدنا الى ما يشبه التهدئة بعد ايام عصيبة ... ولحظات حاسمة ... وهي لا زالت قائمة ... حتى وان كانت الجهود قد تكللت بالنجاح الملحوظ ... والمؤشرات والدلالات والتصريحات التي اخذت منحى التهدئة وليس المواجهة ... والعقلانية الغالبة بحسابات تدفع الى الانضباط .... في ظل معادلة ارباح غائبة ... وخسائر قائمة .
ما بعد جهد مصري شقيق ... والذي لا زال مستمرا بقناعات المسئولية والواجب للمحافظة على امن القطاع وسلامته وعدم تعرض اهله لعدوان ودمار ... ربما نكون أمام تهدئة غير موقعة ... لكنها ملزمة على الاقل بدواعي ودوافع عديدة ... فكل الشكر لمصر الشقيقة وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .
الا اننا لا يجب ان نقبل باستمرار حالنا ... وكأننا على قاعدة التجربة دون الاستفادة من الاخطاء ... وايجاد المعالجات الصحيحة لها .
على قاعدة التجربة لأجل استعادة الوجود والحضور ... دون متابعة سياسية واستخلاصات عملية يمكن ان تدعم اهدافنا الوطنية الثابتة ... لذا نكون بذلك بحاجة الى وفقة ومراجعة وتقييم .
نحن بنضالنا ومسيرة تضحياتنا .. وما نقدم من شهداء وجرحى ... وما نتعرض له من دمار وازمات .. وما يصيب اجيالنا المتعاقبة من معضلات ومشاكل ... وما تشهده الحالة الداخلية من كوارث منظورة وغير منظورة ... لا يمكن ان تكون النتيجة على قاعدة التجربة ... وعلى احتماليات التهدئة المؤقتة .... ومن يمتلك زمامها عدو مجرم غاصب قاتل .. وهي قاب قوسين ان تنتهك لابسط الاسباب والذرائع ... ولنعود من جديد للقاءات وحوارات حتى نثبت التهدئة ... وحتى لا يحدث الانهيار بها .
يجب ان نفكر معا ... وبطريقة جديدة ... لاجلنا ... ولاجل وطن وشعب وقضية ... وليس لاجل فصيل او جزء من الوطن .. او جزء من المطالب ... لا ينفع معنا التجزئة دون الصورة الكاملة ... ودون الاسباب الحقيقية .
من هنا يجب ان نحدد مقومات الخطاب السياسي ... ومرتكزات الخطاب الاعلامي ... وليس الابقاء على حالة التشتت بالخطابات المتعددة وذات الدوافع المختلفة .... وان نطرح على انفسنا السؤال الاهم ...
ماذا نريد ؟! 
لا يجب ان نختزل ونقزم مطالبنا ... بل يجب ان نؤكد على حقوقنا وثوابتنا ... هذا المدخل السياسي الوطني الذي يجب ان يكون ... وليس مساحة صيد تتسع .. وتتقلص باليوم التالي ... او ساعات كهرباء تتناقص باليوم التالي ... او فتح معبر بيت حانون (ايرز) و(كرم ابو سالم) واغلاقهم باليوم التالي ... او ادخال السولار والبضائع وايقافها باليوم التالي .
وعلى اهمية المطالبة باعتبارها حقوق اساسية الا اننا يجب ان لا نتأرجح ما بين قبول ورفض .... وبحسب المزاج الاسرائيلي .
حقوقنا عديدة .. ولا حدود لها ... وهي ليست حقوق مصطنعة وطارئة واستثنائية ... بل حقوق اساسية وثابتة ومرتبطة بحقوقنا الوطنية والانسانية .
حريتنا .. ودولتنا واستقلالنا ... أمننا وسلامتنا ... اقتصادنا وازدهارنا وتنميتنا ... شبابنا واجيالنا وحقوقهم بالعيش الكريم واعطائهم فرصة الابداع والابتكار واثبات الذات حقوق ثابتة وراسخة ... وليست منة من احد .... وهي اولويات وطنية تتعدى الكثير مما تحاول دولة الكيان تقزيمه واختزاله واختصاره .
ما نطالب به يتحقق في ظل تحقيق مشروعنا الوطني التحرري .. في ظل دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ... لا ينفع معنا ... ولا يجوز لنا ... ولا يفيدنا كثيرا سياسة الترقيع بالنسبة لنا !!
استمرار سياسة الترقيع وعلى قاعدة حبة هنا ... وحبة هناك !!!... ويوم لنا ... ويوم علينا !!! سياسة لا يتمخض عنها ثبات بالحقوق ... ولا هدوء بالميدان .
على الدوام يجب البحث بجذور المشكلة ... وليس بتوابعها ونتائجها ... المشكلة معروفة والتي تنصب بمجملها على هذا الاحتلال العنصري الذي يجب ان يزول ... والمشكلة وحلولها معروفة والمعتمدة بالأساس على قيام دولة فلسطين وحرية واستقلال شعبنا ... هذا ما يجب التأكيد عليه ... والسعي لأجل تحقيقه وغير هذا الكلام مجرد ترقيع وتجزئة لحقوق شعب .
المشكلة معروفة بضرورة ان نأخذ فرصتنا بالحياة الكريمة ... وان نساهم بالعمل والانتاج والشراكة مع الجميع بمستقبل المنطقة .
لن يتحقق أي شئ يمكن ان يعزز الامن داخل المنطقة وان يوفر الامن لإسرائيل دون حل المشكلة الفلسطينية ... ودون استعادة حقوقنا الوطنية الثابتة .
لا يمكن لإسرائيل بغطرسة القوة ان تعيش بأمن وأمان على حساب أمننا وحرية شعبنا .
حقائق ونتائج ومتطلبات ... وهي ليست باختراعات جديدة او طارئة على التاريخ وتجارب كافة الشعوب .
العالم بأسره يعرف الحقيقة ... كما ان اسرائيل تعرف ايضا الحقيقة ... أما سياسة القط والفار ... وسياسة عض الاصابع ما بين مرحلة واخرى ... وسياسة التصعيد والتهدئة ... وسياسة الفتح والاغلاق في ظل حصار كامل وشامل ... سيبقى مضيعة للوقت وترك للأمور والقضايا بحالة فراغ قاتل ... قد يؤدي الي انفجار قادم . 
عالم الطب ... كما عالم السياسة ... لا يفيد ... ولا ينفع ان نعالج الجرح من خارجه ونتركه ينزف من داخله ... وبالسياسة لا ينفع ولا يفيد البحث بالقشور وعدم دراسة المضمون والاسباب .. ومعالجة الواقع من جذوره .
نحن بمرحلة غاية بالصعوبة ... وتزداد بحساسيتها وتعقيداتها ... كما تزداد بعدم الارتكاز على ما يجب ان نكون عليه .... نتخبط ... ونتضارب ... مع اننا نهدد على مدار اللحظة ... ونضرب ونقتل ودون حساب ... يجب ان نعرف وان نتأكد من الحقيقة ... التي نحاول في بعض الاحيان تغييبها ..... لان كل ما يجري ... وما نعاني ... وما يمكن ان نواجه ... لا يمكن معالجته وايجاد الحلول له الا من خلال المصالحة وانهاء الانقسام وهو اقرب الطرق واسرعها .... اذا ما احسنا الشراكة وتعزيز النظام السياسي واسقطنا المشاريع الخاصة ... وتكاتفنا وتوحدنا لأجل مشروع وطن واحد لشعب واحد ... وعكس ذلك نكون قد اضعنا ما تبقى !!!! 
ليس من الخطأ ان نتعلم من تجارب التاريخ ... وكيف حققت الشعوب حريتها واستقلالها الوطني ... وكيف تعاملت مع اجتهاداتها وافكارها المختلفة ... وايضا لماذا لا نتعلم من عدونا كيف يفكر ... وكيف يضع الاولويات ؟!!! ... وكيف يصنع القرار ؟!!!! ... وكيف يكون الالتزام ؟!!!! ... واين يتفق ؟!!! .. واين يختلف ؟!!! ... مثال سريع ما حدث بالكابينت الاسرائيلي ما بين اصوات تدفع الى توجيه ضربة عسكرية وما بين اصوات لا تؤيد ... وما حكم القرار الاسرائيلي معادلة الربح والخسارة .. وكم سيكون الثمن ؟!!!! ... هذا ما دفعهم الى التهدئة .... بأكثر من المواجهة وفي هذا درس واعادة نظر .... ان الدماء والانسان اهم كثير من أي قرار .