ذو القعدة .. المنشار والمليار

التقاط.PNG
حجم الخط

​​​​​​

ينتظر العالم إنتخابات الكنغرس الامريكي في السادس من نوفمبر تشرين الثاني ( ذو القعدة ) بفارع الصبر . ليعرف العالم بعدها اذا يصمد الرئيس الامريكي " المتهور " ويفوز الحزب الجمهوري بغالبية الكنغرس وما يعنيه ذلك أربع سنوات أخرى لترامب في البيت الابيض .

جاءت فضيحة مقتل الاعلامي السعودي جمال خاشقجي في وقت حساس جدا بالنسبة للانتخابات الامريكية ، وهو ما يفسر إهتمام الصحافة الامريكية بمقتل مواطن عربي واحد رغم عدم اكتراثها بمقتل عشرات الالاف في اليمن وليبيا وسوريا والعراق !!

الديموقراطيون ووسائل إعلامهم الضخمة أثاروا الأمر بشكل غير مسبوق لإحراج ترامب وحشره في الزاوية ، وقد نزلت عليهم قصة خاشقجي من السماء لتحسين وضعهم الانتخابي أمام الناخب الامريكي المرتبك، ولكن ترامب لم ينحشر في الزاوية , بل ركب الموجة فورا وصار هو حامل عصا الاوركسترا في كل هذه السمفونية . وأقول لم ينحشر في الزاوية لأنه لم يكن أبدا من المدافعين عن السعودية كحليف أو المتمسكين بالسعودية كزبون سلاح دسم . بل إن خطته الأصلية كانت القضاء على حكم اّل سعود وتدمير السعودية مثلما صار مع سوريا وليبيا والعراق وغيرها . وأمّا خطته الثانية فكانت تدفيع السعودية مئات المليارات على شكل صفقات سلاح . والخطة الثانية لم تكن هي الأصلية عند ترامب بل أن تدمير السعودية ومسحها عن الخارطة هي الخطة الاولى المفضلة لديه .

وبالتالي فان الامور تسير على نحو يرضي ترامب ولا مانع لديه أبدا من العودة للخطة الأولى الأصلية ، واذا ما حصل ترامب على إدانات واضحة على تورط المملكة في ذبح خاشقجي وسلخ جلد وجهه وتقطيع أصابعه ، فإن هذا سيعيد اليه خطته الاولى التي كان يجاهر بها فترة ترشّحه للرئاسة . وحتى قبل ساعات من قضية خاشقجي حين قال للملك : يا ملك انك لن تصمد بطائرتك هذه اسبوعين اذا رفعنا الحماية  عنك . ولكنه منذ عام رفع الحماية عن السلطة الفلسطينية ولم يحدث شئ من هذا القبيل .

كما ينتظر الفلسطينيون شهر ذو القعدة بفارغ الصبر ، وبناء على نتائج انتخابات الكونغرس سوف يتقرر في رام الله أدوات وشكل التعامل مع صفقة القرن . ومثل ذلك غزة وسوريا وليبيا والسودان والاردن ومصر والعراق والكويت و...الخ .

وأين اسرائيل من كل هذا ؟

اسرائيل تحاول ان تلعب دور الغبي الذكي و تلتزم الصمت الرسمي بشكل كامل في كل القضايا الاقليمية ، وبإستثناء تهديداتها لغزة فانها مرتعبة من نتائج الانتخابات في الكونغرس ، ومن غضب تركيا ، ومن خاشقجي ، وتراها هذه الفترة ترخي الحبل لوسائل اعلامها كي تسدّ الفراغ . فاذا جاء يوم الحساب قالت : نحن لم نقل شيئا .

شخص واحد فقط يقلق تل ابيب قبل اي انتخابات مبكرة ، لا خاشقجي ولا بن سلمان ولا حفتر ولا الصدر . هو العامل الفلسطيني الفقير أشرف نعالوة منفذ عملية بركان في سلفيت ، هو الوحيد الذي يقض مضجع نتانياهو .