على مدار سنوات طويلة كانت المواجهة بين كريستيانو رونالدو، النجم السابق لريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، بمثابة كلاسيكو خاص داخل "كلاسيكو" الكرة الإسبانية.
ومنذ انتقال البرتغالي إلى ريال مدريد، مطلع 2009، تقاسم اللاعبان صدارة المشهد، كما تقاسما معظم الألقاب، والجوائز المهمة بإسبانيا، وأوروبا، والعالم، قبل أن يحزم البرتغالي حقائبه نحو تحد جديد، في جنة كرة القدم.
وتشهد الإحصائيات على هذا، فخلال مواجهات الكلاسيكو، بين الريال وبرشلونة، سجَّل رونالدو 18 هدفًا في مرمى برشلونة، وهزَّ ميسي شباك الريال، في 26 مناسبة.
وكان لوجود كريستيانو رونالدو، أثره الواضح على ليونيل ميسي؛ حيث وجد النجم الأرجنتيني، في البرتغالي ندًا واضحًا وتهديدًا له، ما كان له الأثر في تقديم مستوى مبهر.
فعندما انضم رونالدو، إلى ريال مدريد في 2009، حقق ميسي بهذا الموسم، لقب هداف الليجا برصيد 34 هدفًا، وهو الرقم الذي حطمه كريستيانو، في الموسم التالي بتسجيل 40 هدفًا.
لكن ميسي، عاد في العالم التالي، وسجَّل 50 هدفًا (رقم قياسي)، كاد رونالدو أن يحطمه في موسم "2014-2015" بتسجيل 48 هدفًا.
هذه الأرقام الكبيرة، لم تكن تعرفها الليجا، وإنما التنافس بين اللاعبين، هو من صنعها، فوجود ميسي في كفة، ورونالدو في أخرى، زاد أكثر من قيمة الثنائي، وساهم في حفاظ كل لاعب على مستواه حتى يظل ندًا للثاني.
وماذا بعد رحيل كريستيانو؟
لكن الآن، ترك كريستيانو رونالدو، الساحة كاملة أمام ليونيل ميسي، متجهًا صوب يوفنتوس الإيطالي، ليصنع تاريخًا جديدًا في كنف السيدة العجوز.
لكن ميسي، بقي على توهجه المعتاد، حيث سجَّل في 11 مباراة بجميع المسابقات 11 هدفًا، بواقع 6 أهداف بالليجا، و5 أهداف في دوري أبطال أوروبا، يتصدر بهم قائمة هدافي البطولة بعد أول جولتين، فضلاً عن صناعة 4 أهداف بالليجا، وهدف في السوبر الإسباني.
ورغم الأهمية الكبيرة لكريستيانو رونالدو، إلا أنَّ فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، رفض تعويضه بإبرام صفقة كبرى، وبنى كل آماله وطموحاته على شريكيه كريم بنزيما، وجاريث بيل، لتعويض النجم الأسطوري، لكن أحلامه باتت كالرمال التي عبثت بها الرياح.
وبدا أنَّ بيريز، ستتحق طموحاته، حيث حقق الفريق بداية جيدة، بالفوز في أول 3 مباريات، وتألق بنزيما، وبيل بشكل لافت، وبدا وكأنهما سيكونان المنافسين الجديدين، ولو من الناحية الرقمية، للبرغوث الأرجنتيني.
لكن هذه الانتفاضة للريال، ومهاجميه، سرعان ما انطفأت جذوتها، وبدا أن تألقهما كان سرابًا، ليحقق الفريق معهما أسوأ بداية تهديفية في الليجا منذ 11 عامًا.
فقد تراجع أداء كريم بنزيما تمامًا، فبعدما زار الشباك 4 مرات في أول 3 جولات، غاب عن التسجيل تمامًا، ولم يعد يشكل أدنى خطورة.
كما تراجع مستوى جاريث بيل، ولم يزر الشباك في آخر 4 جولات، والأسوأ من ذلك، أنَّه تعرض لإصابة عضلية، باتت تهدده بين الحين والآخر في السنوات الماضية، وتجعل منه لاعبًا زجاجيًا، لا يمكن التعويل عليه.
كلاسيكو بنجم وحيد
وسيكون الكلاسيكو، نهاية الشهر الجاري، هو الأول بين الغريمين بدون كريستيانو رونالدو، وهو ما يعني أنها ستكون مواجهة النجم الوحيد.
ولم تفرز المواجهات السابقة للفريق الملكي، هذا الموسم، أي لاعب يمكن أن يقترب من مكانة رونالدو، ليبقى البرغوث الأرجنتيني يغرد وحيدًا حتى حين.
وتأمل جماهير الريال أن ينتفض الثعلب العجوز فلورنتينيو بيريز، في الأسابيع المقبلة، ويُبرم صفقة كبيرة، تكون أولاً عاملاً في إنقاذ فريقها من دوامة النتائج السلبية، وكذلك إعادة التوازن مرة أخرى مع الغريم التقليدي، بعدما بات الأمل مفقودًا في إيجاد نجم يقترب من كوكب ليونيل ميسي.