مركز: الوقت قد حان لوقف الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين

مسيرة العودة 3.JPG
حجم الخط

قال مدير مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "بتسيلم" حجاي إلعاد إن الوقت قد حان لوقف الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنهاء الاحتلال.

وأفاد إلعاد في الجلسة الاعتيادية لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي، التي ترأسها مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بأن: "من الصّعب جدًّا إن لم يكن مستحيلًا أن أنقل لكم الصّورة الكاملة للإهانة والغضب والألم التي يحسّها شعب تُسلب منه حقوق الإنسان طيلة أكثر من خمسين سنة".

وذكر "يصعب هنا في هذه القاعات التعبير بصيغ تنقل بدقّة معنى الحياة المكشوفة والمُستباحة التي يعيشها الفلسطينيّون، ولكن مهما كان صعبًا وصف ذلك فإنّ المشقّة الحقيقيّة هي في المعيشة التي لا تُطاق -مجابهة مستمرّة على نحو يوميّ: الكفاح من أجل العيش ورعاية أسرة وتنمية مجتمع في مثل هذه الظروف."

ونوه إلعاد إلى خطابه السابق أمام مجلس الأمن قبل سنتين، قائلًا: "منذ خطابي الأخير قُتل 317 فلسطينيًا على يد قوات الأمن الإسرائيلية وقُتل 13 إسرائيليًّا على يد فلسطينيين، وهدمت إسرائيل 294 منزلًا فلسطينيًا وواصلت حملات الاعتقال اليوميّة بما في ذلك اعتقال القاصرين".

وأشار إلى أن المستوطنين خربوا الحقول الفلسطينيّة وأبادوا آلاف أشجار الزيتون وشجيرات الكرمة، وواصلت قوّات الاحتلال اقتحاماتها العشوائيّة لمنازل الفلسطينيّين في دُجى اللّيل أحيانًا، حيث تُفزع الأطفال من نومهم لكي تسجّل أسماءهم وتلتقط صورًا لهم.

وتابع "وأيضًا خلال السّنتين الأخيرتين خسر الفلسطينيّون آلاف الساعات في طوابير الانتظار على حواجز التفتيش دون توضيح أيّ سبب. وهكذا يواصل الاحتلال مسيرته الروتينيّة دون عائق. "

واتهم إلعاد الحكومة الإسرائيلية بانتهاج عملية محسوبة ومقصودة لتجزئة الشعب الفلسطيني وتفتيت أرضه وشرذمة حياته، عبر فصل غزّة عن الضفة الغربية، وفصل الضفة عن القدس، وتشظية بقيّة أراضي الضفة إلى جيوب منفصلة وإنشاء جدار يعزل القدس عن بقيّة أراضي الضفة، ما يتبقّى في نهاية المطاف قطع منفصلة من السهل التحكّم بها.

وبين أن قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة أصبح سجنًا مفتوحًا، خرج نزلاؤه في الأشهر الستّة الماضية محتجّين على أوضاعهم، بعد أن عانوا طيلة أكثر من عشر سنوات تحت وطأة حصار تفرضه "إسرائيل"، مضيفا أن هذا الحصار أدّى إلى انهيار اقتصاد القطاع وارتفاع حادّ في معدّلات البطالة وتلوّث مياه الشرب وتناقص إمدادات الطاقة الكهربائية، ما أدى إلى حالة يأس عميق.

وذكر أنه منذ الـ 30 من آذار جُرح أكثر من خمسة آلاف فلسطينيّ بنيران إسرائيليّة واستشهد أكثر من 170 بينهم 31 قاصرًا ومنهم أطفال صغار مثل مجدي السطري وياسر أبو النجا وناصر مصبح، قُتلوا ولمّا يتجاوز أيّ منهم الـ 11 من عمره.

وخاطب إلعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول: "لن تستطيع إسكاتَنا أبدًا لا نحن ولا آلاف الإسرائيليّين الذين يرفضون الحاضر القائم على الفوقيّة والاضطهاد ويصرّون على مستقبل قوامه المساواة والحرية وحقوق الإنسان."

وأردف "أنا لست خائنًا ولستُ بطلًا أيضًا، الأبطال هم الفلسطينيّون الذين يتحمّلون هذا الاحتلال بشجاعة ومثابرة وهم يستيقظون في دُجى اللّيل ليجدوا الجنود قد دهموا منازلهم، ويعرفون أنّه عندما يُقتَل أحبّتهم يكون الإفلات من العقاب مضمونًا لجميع الضالعين في الجريمة. والأبطال هم الفلسطينيّون الصّامدون على أرضهم رغم علمهم أنّ وصول الجرّافات مسألة وقت فقط."

وقال إن"على العالم جعل اسرائيل تدرك بأنه لن يقف مكتوف الأيدي بعد الآن، وأنّه سيتّخذ خطوات ضدّ السحق المتواصل للشعب الفلسطينيّ، مخاطبا أعضاء مجلس الأمن بالقول: "لقد تكلّمتم وقد جاءكم ردّ إسرائيل. أمّا الآن فقد حان وقت الفعل."