أكدت صحيفة عبرية، على أن "الكل يكذب"، في ما يتعلق بقضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، وذلك لأن كل طرف في ذهنه مصالحه ابتداء من واشنطن وانتهاء بإيران.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبته الصحفية المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري، اليوم الأحد، إلى أنه في قصة مقتل الكاتب خاشقجي، "لا أحد يقول الحقيقة؛ فالملك السعودي سلمان، حتى صباح أمس لم يكن على الإطلاق على علم بالقتل في القنصلية بإسطنبول".
وذكرت الصحيفة، أنه "بسبب صحته الهزيلة لتقدمه في العمر، لم يستوعب إلا أجزاء من القصة الصادمة"، مؤكدة أن ولي العهد محمد بن سلمان كذب هو الآخر، حين زعم أن الـ15 من رجال الأمن والاستخبارات والطبيب الشرعي العسكري السعودي، هم سياح، وبعد ذلك أوضح أن خاشقجي قتل بالخطأ".
كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "لا يقول كل الحقيقة؛ فهو يعرف من محافله الاستخبارية كل شيء في المراحل المبكرة، ولكنه فضل تقسيم قضية القتل إلى قسمين؛ فالسعودية تتلقى عقابا من جهة، والولايات المتحدة المعنية جدا بصفقة السلاح من جهة أخرى".
وأضافت: "لا تنسوا أن الحديث يدور عن أكثر من مئة مليار دولار، وفي حال لم تكن الولايات المتحدة، فهناك احتمال جيد أن تحصل روسيا أو الصين على المال (ثمن صفقة السلاح مع الرياض)".
وفيما يتعلق بالموقف الإيراني من جريمة مقتل الصحفي السعودي، رأت أنه من "المشوق أن نرى كيف تعاطوا مع هذه القصة الفظيعة في إيران، التي تحتل مكانا بارزا في العالم"، وفق الصحيفة التي نوهت إلى أن "طهران صمتت لنحو خمسة أيام، وبعدها خرج الناطق بلسان وزارة الخارجية ليعلن أننا سننتظر حتى انتهاء التحقيق".
وتساءلت: "ماذا ينتظرون بالضبط؟ تحقيق كريهي النفس الأمريكيين، أم كريهي النفس بقدر لا يقل السعوديين؟"، موضحة أن "الحرس الثوري الإيراني موجودون في الصورة تماما، ويتلقون آخر الأخبار من الاستخبارات التركية، حيث توجد بينهم علاقات، وتبادل للمعلومات".
كما واعتبرت الصحيفة، أن "صمت الإيرانيين ليس صدفة، فلا يزال لديهم احتمال وإن كان طفيفا، بأن تطرأ انعطافة لدى ترامب فيعود ليجرب حظه عندهم، كما أنه لا يزال هناك احتمال في أن يقنع الأوروبيون الذين يقاطعون السعودية ترامب بإجراء التفافة حذوة حصان".
وأشارت إلى أنه "في أعقاب الأحداث في السعودية، سقطت الأسهم في الرياض، ولاح ارتفاع ما في العملة الإيرانية".
ولفتت إلى أن "إسرائيل مشاركة أيضا، ففي ذروة العاصفة في واشنطن، التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بنظيره السعودي"، موضحة أن "صمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كل ما يتعلق بالقضية ليس صدفة، وهو مطلع عبر قنواته في واشنطن على (تطورات مقتل خاشقجي)".
ورأت الصحيفة أنه "مثلما تدور الأمور في الشرق الأوسط، فإنه بعد أسبوعين سينتقلون للموضوع التالي، وقضية خاشقجي وإن كانت لن تنسى، إلا أنهم سيضعونها جانبا، فخاشقجي مثلما شرح ترامب للصحفيين، ليس مواطنا أمريكيا، ولدينا الكثير مما نفعله مع السعوديين".