خطة ناسا الذكية على الزهرة.. مدينة عائمة فوق الغيوم

1-1191429.png
حجم الخط

بات كوكب الزهرة هدفا جديدا لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، بمشروع يستغل "الغلاف الجوي الكثيف" كقاعدة لاستكشاف الكوكب غير المواتي للحياة.

وبحسب خطط "ناسا"، فإن البعثة الواحدة المأهولة تتمثل في إرسال رائدي فضاء إلى طبقات الجو العالية فوق سطح الزهرة لمدة 30 يوما، على أن تتبعها رحلة مدتها 110 أيام إلى الكوكب المجاور للأرض.

والزهرة لا يصلح للحياة بسبب درجات الحرارة المرتفعة للغاية فيه، والجو المسموم والارتفاع الهائل في الضغط على سطحه، ورغم ذلك فإن "ناسا" تسعى حاليا لإرسال بعثات استكشاف مأهولة له.

فكيف ستحقق ذلك؟ خصوصا على كوكب تصل فيه الحرارة إلى 460 درجة مئوية، وهو بذلك أكثر حرارة من كوكب عطارد رغم أنه يبعد عن الشمس ضعف المسافة التي يبعدها عطارد عنها.

هذه المهمة، التي لم يعلن عن تاريخ فعلي لها، هي خطة طويلة الأجل سوف تعتمد على اختبارات صغيرة في البداية لمعرفة ما إذا كانت ستنجح أم لا، مع أنها باتت ممكنة حاليا مع التكنولوجيا المتاحة.

وتقتضي الخطة استخدام مناطيد يمكن أن تظل محلقة على مسافة عالية في الغلاف الجوي للكوكب لفترات طويلة من الزمن.

ومما يثير الدهشة أن الطبقات العليا للغلاف الجوي لكوكب الزهرة، تبدو أكثر شبها بالأرض، حيث يمكن مقارنة الضغط الجوي ودرجة الحرارة على ارتفاعات بين 50 و60 كيلومترا في جو الزهرة بالضغط ودرجة الحرارة في الطبقات الدنيا للغلاف الجوي للأرض.

ويبلغ الضغط الجوي في الغلاف الجوي للزهرة، على ارتفاع 55 كيلومترا، حوالي نصف الضغط الجوي في مستوى سطح البحر على الأرض، وهذا يعني أن رائد الفضاء على الزهرة سيكون على ما يرام دون ارتداء بذلة ضغط، لأن هذا يعادل تقريبا مقدار ضغط الهواء على قمة جبل كليمنجارو على الأرض، كما أن درجة الحرارة ستكون بين 20 و30 درجة مئوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الغلاف الجوي على هذا الارتفاع كثيف جدا، بحيث يكون كافيا لحماية رواد الفضاء من الإشعاعات المؤينة من الفضاء.

ويوفر قرب الزهرة من الشمس كميات كبيرة من الإشعاع الشمسي تفوق كثيرا ما هو متاح على الأرض، وبالتالي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة بحوالي مرة ونصف أكثر مما هو متاح على الأرض.

أما المنطاد، فيمكن أن يكون مليئا بخليط من غازي الأكسجين والنيتروجين، ذلك أن هواء التنفس أقل كثافة من الغلاف الجوي للزهرة، على الأقل هذا ما تمكن العلماء في "ناسا" من معرفته من خلال مهمة المسبار "ماجلان" الذي أرسل إلى الكوكب سابقا، وكذلك من خلال سلسلة مهام "فينيرا السوفيتية" في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وأظهرت نتائج هذه المهمات الظروف السطحية للزهرة، وكشفت أنها غير ملائمة تماما لأي نوع من الحياة.

ويعود سبب الاهتمام بالزهرة إلى أن الظروف المناخية عليه وتكوين الغلاف الجوي هناك أقرب إلى لتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، التي حولت على ما يبدو الكوكب من عالم "توأم" يشبه كوكب الأرض في تاريخه المبكر، إلى عالم جهنمي حاليا.

لكن هذا لا يعني أن العلماء يتوقعون حاليا أن تتعرض الأرض لسيناريو متطرف مماثل للزهرة، بل إن الأخير يمكن أن يزودنا بمعرفة ما يمكن أن يصبح عليه كوكبنا في حال تعرض لظروف مناخية قاسية.