قرأت في الآونة الأخيرة للكثير من الكتاب والصحفيين والمثقفين تحليلاتهم عن حالة العنوسة التي تجتاح قطاع غزة , ووصول النسبة لأعداد خيالية , وكان هناك من نظر للموضوع من الجانب السلبي وهناك من تعامل مع الموضوع بطريقة فكاهية .
الغريب في الأمر أننا نكتب كأننا محللين من خارج المنطقة التي تظهر فيها الحالة , وكأننا لا نعاني منها ولا نشعر بها .
العنوسة مصطلح غبي للغاية , هذه الفتاة لم تُخلق للزواج فقط , بل وُجدت لتكون نصف الحياة تطبيقاً وليس شعاراً , أن تبني وتقاوم وتطمح وتحلم وتكون , هذه الفتاة التي نجرحها بكلماتنا القاسية , موجودة في بيوتنا جميعاً , فمن العيب أن نصفها بالعانس أو ما شابه ذلك .
هذه الكلمات تحطم مكانة الفتاة وتحبطها داخلياً , وتجعلها مجرد دمية تُباع وتُشترى, وهذا ليس صحيح , لأن الفتاة هي الشريكة الرئيسية بكل مناحي الحياة , والرجل الذي لم يتزوج هو الذي يفتقد لكماليته , وأنا لا أخفي قيمة الزواج لديها ولكن أنظر للنصف الممتلأ من الكأس .
فأعتقد علينا أن نوقف الحديث بهذه الطريقة عن ظاهرة كثرة الفتيات الغير متزوجات ولنتحدث عن القيادة التي شاخت في مكانها , فهي عنست من سنين ولا أحد يحاول الحديث عنها , لذلك بدلاً من التجرؤ على فتاة ضعيفة تحاول أن تجد مكانتها داخل المجتمع , تجرؤوا على قيادة سلبت منا نحن الرجال كل صلاحياتنا , فأصبحنا عانسين في كافة مجالات الحياة .
نحن عنسنا في انتظار فرصتنا لندخل مجال المسؤولية وهم عنسوا على كراسي الحكم وفتياتنا قتلناهم بإلقاء ما بداخلنا عليهم , مجتمع يحتاج "وعي" .