قرر مجلس وزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة اعتماد إعلان مدينة القدس عاصمة للبيئة العربية عام 2019، وذلك في ختام أعمال دورته الثلاثين، برئاسة لبنان اليوم الخميس بمقر الجامعة العربية.
كما اعتمد وثيقة المعايير والأسس لاختيار عاصمة البيئة العربية وتعميمها على الدول العربية، على أن يبدأ العمل بها في عام 2020، وتكليف الأمانة الفنية للمجلس بتقديم مقترح لتشكيل لجنة لاختيار عاصمة البيئة العربية لعام 2020 وفقا لهذه المعايير.
ورحب المجلس بمساعي المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة لتعيين فريق مؤهل من الخبراء الدوليين لإعداد دراسة ميدانية عن حالة البيئة في فلسطين، بما يشمل القدس الشرقية وقطاع غزة، بناء على الطلب المقدم من دولة فلسطين.
وأحيط المجلس، علما بعدم وجود موافقة كتابية حتى الآن من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على دخول فريق الخبراء الدوليين إلى فلسطين لإعداد تلك الدراسة، وعليه سيتم تقديم مشروع قرار باسم المجموعة العربية إلى الدورة الرابعة للجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة، المقررة في نيروبي في شهر مارس المقبل، للقيام بإجراء الدراسة الميدانية حول الحالة البيئية في فلسطين.
وطالبوا، بالاستمرار بالطلب من الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية إثارة ما تقوم به اسرائيل من تخريب ممنهج للبيئة العربية في الأراضي العربية المحتلة، في المؤتمرات والاجتماعات والندوات الإقليمية والدولية المعنية لفضح اسرائيل وقوى الاحتلال وحشد الدعم الدولي للقضايا العربية.
كما طالب الوزراء، الدول والمنظمات العربية والدولية المعنية بتوفير مزيد من الدعم لبناء القدرات في دولة فلسطين، وتنفيذ مشاريع لحماية البيئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومساعدتها على الانضمام للاتفاقيات البيئية الدولية.
وطالب وزراء البيئة العرب الأمم المتحدة بالاستمرار في اتخاذ الإجراءات والخطوات المطلوبة لتنفيذ التوصيات التي وردت في تقرير تقييم الوضع البيئي في قطاع غزة بعد عدوان 2008- 2009 حسب قرار المجلس الحاكم، والمتعلق بالوضع البيئي في قطاع غزة، وكذلك ما يتعلق بالدراسة المكتبية حول الوضع البيئي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي صدرت عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في العام 2003، وإطلاع المجلس وسلطة جودة البيئة في دولة فلسطين بصورة دورية على سير العمل.
وثمن المجلس، عمل المركز العربي لدراسات المناطق الجافة في إعداد خرائط التصحر والجفاف في فلسطين، وحثه على استمرار التعاون وتقديم الدعم الفني لسلطة جودة البيئة.
وكلف المجلس أمانته الفنية بطرح موضوع بعنوان "الإدارة المتكاملة للنفايات في المنطقة العربية" على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المزمع عقدها في بيروت 20 يناير المقبل، كأحد الموضوعات ذات الأولوية لوزراء البيئة والتي تحظى باهتمام وتركيز عالمي في الوقت الراهن.
ودعا المجلس، الدول العربية التي وقعت على النظام الأساسي لمرفق البيئة العربي، ولَم تصادق عليه إلى سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية للتصديق، كما رحب المجلس بإيداع دولة الكويت لوثائق التصديق على النظام الأساسي لمرفق البيئة العربي لدى الادارة القانونية بالجامعة العربية، وتوجه السودان للتوقيع على النظام الأساسي للمرفق وبدء التوقيع عليه.
وكلف المجلس، أمانته الفنية بمراجعة مسألة دخول مرفق البيئة العربي حيّز النفاذ وعرض الأمر على الدورة الاستثنائية للمجلس في يناير 2019 في أقرب الآجال.
وثمن المجلس جهود الهيئة العربية للطاقة الذرية في دراسة الآثار المُحتملة للمفاعلات الحدودية على المنطقة العربية، ودعوة الهيئة إلى الاستمرار في رصد المخاطر الناتجة عن تلك المفاعلات على البيئة في المنطقة العربية ومتابعة عملية رصد التلوث الإشعاعي في المناطق الحدودية مع اسرائيل.
وفيما يتعلق بتنفيذ البعد البيئي في أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية، رحب المجلس بما قامت به المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة من وضع رؤية متكاملة لتنفيذ تلك الاجندة في مجال عملها بما في ذلك تعزيز مسألة التربية من أجل التنمية المستدامة.
وعبر المجلس عن قلقه لعدم طرح مخرجات الجهود العربية في مجال تنفيذ البعد البيئي لأجندة 2030 في المنتدى العالمي رفيع المستوى للتنمية المستدامة 2018، ما كان له أثر سلبي في تمكين المنطقة العربية من تعبئة الموارد اللازمة من الشركاء لدعم التنفيذ على المستوى الإقليمي.
وقرر المجلس عقد دورة استثنائية له يوم 10 يناير المقبل في الأردن للإعداد للدورة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، والاتفاق على الموقف العربي الموحد إزاء جدول أعمال تلك الدورة خاصة ما يتعلق بـ"الحلول البيئية المبتكرة وآليات تقليل الهادر والفاقد في الغذاء بالبلدان ذات المناخ الحار"ـ و"الحلول البيئية المبتكرة لإدارة النفايات الصلبة"، وإعداد مسودة أولية لمشروعات القرارات التي ستصدر عن تلك الجلسة الاستثنائية ومن ثم رفعها الى المجموعة العربية في نيروبي لتقديمها للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة.
ورحب المجلس باعتماد الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2030 من قبل القمة العربية الأخيرة في الظهران بالمملكة العربية السعودية، وتفعيل آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر تلك الكوارث.
ودعا المجلس الدول التي لم تصادق بعد على النظام الأساسي للمركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، ومقره الجزائر إلى الانضمام إليه وفقا للأنظمة القانونية.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع، رئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، ومدير عام السياسات والتخطيط بسلطة جودة البيئة زغلول سمحان، والمستشار رزق الزعانين من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.