أكدت السعودية، اليوم السبت، على أن دول الخليج العربية تلعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط من خلال مواجهة الرؤية "الظلامية" الإيرانية، وذلك في وقت تواجه فيه الرياض أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.
وتعد السعودية حجر الزاوية لتكتل إقليمي تدعمه الولايات المتحدة في مواجهة نفوذ إيراني متنام في الشرق الأوسط، لكن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها في "اسطنبول"، أثار موجة غضب عالمية وأدى لتوتر في علاقاتها مع الغرب.
وذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام مؤتمر "حوار المنامة" الأمني المنعقد في البحرين: "نتعامل حاليا مع رؤيتين في الشرق الأوسط: رؤية (سعودية) مستنيرة... ورؤية (إيرانية) ظلامية تسعى لنشر الطائفية في أنحاء المنطقة"، مردفا: "يخبرنا التاريخ أن النور ينتصر دائما على الظلام... والسؤال هو كيف يمكننا هزيمتهم".
من جهته، أوضح وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، أن قتل خاشقجي، الذي كان منتقدا بارزا للسياسات السعودية، قوض الاستقرار الإقليمي، لافتًا إلى أن واشنطن ستتخذ إجراءات إضافية ضد المسؤولين عن ذلك بعد إعلان حظر على منح التأشيرات لواحد وعشرين مشتبها به في القضية.
ونوه ماتيس في جلسة منفصلة في مؤتمر حوار المنامة السنوي بالبحرين، إلى أن: " عدم التزام أي دولة بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض الاستقرار الإقليمي في وقت تشتد الحاجة إليه".
يشار إلى أن المؤتمر الذي يبدأ التحضير له قبل فترة طويلة من انعقاده اجتذب قدرا أكبر من الاهتمام هذا العام بعد مقتل خاشقجي.
إلى ذلك، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه يريد معرفة حقيقة ما حدث على وجه الدقة، لكنه أكد في الوقت نفسه على دور الرياض باعتبارها حليفا في مواجهة إيران والمتشددين الإسلاميين إضافة إلى كونها مشتريا كبيرا للأسلحة الأمريكية.
وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ الإقليمي عبر حروب بالوكالة من العراق إلى سوريا ومن لبنان إلى اليمن.
وساند ترامب بقوة السعودية في جهودها لمواجهة النفوذ الإيراني كما انسحب في مايو أيار من الاتفاق النووي مع طهران. ومن المقرر أن تدخل الحزمة المقبلة من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، بحيث تتهم إيران بدورها السعودية والإمارات بتمويل مسلحين شنوا هجوما على عرض عسكري على أراضيها الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل 25 شخصا من بينهم 12 من الحرس الثوري. وتنفي السعودية والإمارات أي ضلوع لهما في الأمر.
واتهم الحرس الثوري الدولتين "بتدبير المؤامرات وإثارة التوترات".
في ذت السياق، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أمام المؤتمر إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية "يعد دعامة للاستقرار الإقليمي وأهم عنصر، إلى جانب جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في مساعدة المنطقة على الاستقرار".
وأضاف أن التحالف الأمني الخليجي المزمع تشكيله، والذي يضم مصر أيضا، سيكون في طور العمل بحلول العام المقبل.