شمعون بيرس: انا خجل ومصدوم لنحرر اسرائيل من المجانين

شمعون بيرس
حجم الخط

أنا فخور بان أقف هنا هذا المساء معكم، ولكن اسمحوا لي أن اقول شيئا شخصيا – أنا خجل. أنا مصدوم. أنا لا اصدق اننا وصلنا الى مطارح ظلماء بهذا القدر.
وقفت على هذه المنصة قبل ست سنوات، بعد ايام قليلة من القتل في بار نوعر. أجد صعوبة في أن اصدق باننا نقف مرة اخرى على ذات المنصة، امام تلك المحاولات للقتل والعنف الخطيرين. هناك من ينكلون باسرائيل من الخارج وهناك من يحاولون هدمها من الداخل. هذا المساء اجتمعنا لحرب التحرير، تحرير دولة اسرائيل من الجنون ومن المجانين. هذا ليس خلافا بين اليمين واليسار. هذه مواجهة بين اصحاب الضمير وعديمي الضمير.
جدير في هذا المساء أن ننزع الاقنعة. من يصف مسيرة الفخار بمسيرة البهائم لا يجب أن يتفاجأ عندما ترفع سكين على فتاة ابنة 17. من يحرض ضد مواطني اسرائيل العرب، لا يجب أن يتفاجأ اذا احرقت كنائس، مساجد واخيرا احرق رضيع حي في منامه! نحن نواجه اليوم وضعا يتعين فيه علينا جميعا ان نحمل القلق العميق على مصير دولتنا.


في دولة ديمقراطية يمكن عقد المساومات السياسية، ولكن محظور فيها عقد مساومات اخلاقية! الاخلاق غير قابلة للانقسام. الاخلاق هي تجاه كل مواطن بلا استثناء سواء كان يهوديا، مسيحيا، مسلما، عربيا، درزيا، شركسيا، سواء كان شابا أم شيخا.


التوراة التي جاءت لنا من سيناء هي أولا وقبل كل شيء توراة قيم. اليهودي لا يمكنه أن يبقى يهوديا اذا خرق فريضة “لا تقتل”، واستبدلها بالتحريض على القتل.


اليهودي لا يبقى يهوديا اذا تجاهل دعوة “واحب لغير ما تحبه لنفسك”، حتى لو كان غيرك يحب طريقا مختلفا عن طريقك. محظور أن يأتي مسيحو الكذب بدلا من أنبياء الحقيقة.


المعركة على وجودنا قيمية بقدر لا يقل عنها عسكريا. في هذه المعركة، اولئك الذين هم مستعدون لان يحرقوا الرضع في ظلمة الليل واولئك الذين يغرسون السكاكين في قلب بناتنا وابنائنا هم اعداء الشعب. هم خطر على وجود اسرائيل كدولة يهودية، كدولة ديمقراطية.


على كل مواطني اسرائيل، على زعمائها، قضاتها، شرطييها، جنودها ان يتجندوا كي يحسموا هذه الجبهة. نحن لا نفعل هذا من أجل صورتنا، نحن نفعل هذا من أجل مستقبلنا. كمن يرافق دولة اسرائيل منذ قيامها، اقول من على هذه المنصة، قاتلنا بشدة من أجل وجودنا المادي.


محظور ان ندع ما حققناه في ميدان المعركة في الماضي، نخسره في ميدان التحريض والعنف. حذار أن نقلل من حجم الخطر! علينا جميعا أن نتجند هنا والان للمعركة على طابع ووجود اسرائيل اليهودية والديمقراطية. دولة تحترم فيها قيمة كرامة الانسان وفيها مساواة حقوق للجميع! هذه المعركة يجب أن تنتهي بسرعة وبانتصار واضح.


لا مكان في اسرائيل لغزو قوى متطرفة وظلامية. علينا أن نصدها بشكل فوري ومطلق، حتى لو كان في ايديهم حد السكين ونار اللسان المنفلتة. كلنا نحن دولة اسرائيل. انا احب مواطنيها وأبناءها، وأعرف بانكم انتم ايضا هنا تحبونها. تعالوا نقاتل في سبيلها ونكون جديرين بدولة اسرائيل.
معاريف 2/8/2015