أصدر مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، بيانا خلال جلسته الأسبوعية.
وشدد المجلس على تأييده للمواقف التي أعلنها سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، في خطابه أمام المجلس المركزي، ودعمه الكامل لنتائج الاجتماعات، واستعداده التام لتقديم كافة أشكال الدعم لترجمة قرارات المجلس المركزي عملياً.
وأكد المجلس على ما ورد في خطاب سيادته الذي دعا فيه أبناء شعبنا إلى التوحد خلف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، والتمسك بالوحدة والثوابت الوطنية والترفع عن الجراح، والتأكيد على أننا سنبقى صامدين على أرضنا متمسكين بثوابتنا وحقوقنا الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية، ولن نكرر ما جرى في عامي 1948 و1967، بالإضافة إلى التأكيد على أنه لا دولة في قطاع غزة، ولا دولة دون غزة.
وأكد المجلس أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأن فلسطين والقدس، ليست للبيع أو المساومة، ورفض الدولة ذات الحدود المؤقتة، ورفض ما يسمى بصفقة القرن، والإجراءات الأمريكية ضد شعبنا، والتأكيد على استمرار قطع العلاقات والاتصالات مع الإدارة الأمريكية لحين تراجعها عن قراراتها غير القانونية بشأن القدس واللاجئين والاستيطان، والموقف من منظمة التحرير، وأن رواتب شهدائنا وأسرانا وجرحانا خط أحمر، ولا يمكن المساومة على حقوقهم، وأن الاستيطان من الحجر الأول غير شرعي وغير قانوني ومخالف للقانون الدولي.
كما شدد المجلس على ما ورد في البيان الختامي لاجتماعات المجلس المركزي بالتمسك برؤية الرئيس محمود عباس التي طرحها أمام مجلس الأمن الدولي في تاريخ 20 شباط 2018، بالدعوة لمؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات برعاية الأمم المتحدة ويضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وغيرها من الدول، وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبالتنسيق مع جميع الأطراف العربية والدولية، وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة من أجل تحقيق سلام شامل ودائم وعادل في المنطقة، بالإضافة إلى التمسك بمبادرة السلام العربية كما أقرت في مؤتمر القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002، ورفض تغييرها بأي شكل من الأشكال، ومطالبة جميع الدول العربية بوقف كافة أشكال التطبيع مع سلطة الاحتلال (إسرائيل) لحين تنفيذ مبادرة السلام العربية بشكل كامل، وتفعيل قرارات القمة العربية التي عقدت في عمان 1980 الذي يلزم الدول العربية بقطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتنقل سفارتها إليها.
واشار المجلس الى رفضه الكامل للمشاريع المشبوهة الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بما فيها عاصمتنا الأبدية القدس، على اعتبار ذلك جزءاً من صفقة القرن، محمّلاً حركة حماس المسؤولية الكاملة عن عدم الالتزام بتنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوقيع عليها وإفشالها، والتي كان آخرها اتفاق 12/10/2017، والذي صادقت عليه الفصائل الفلسطينية كافة في 22/11/2017، ويؤكد الالتزام بتنفيذ هذه الاتفاقات بشكل تام بالرعاية الكريمة للأشقاء في مصر، ومجدداً التأكيد على أن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما تم في المفاوضات غير المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية عام 2014 وليس عملاً فصائلياً، وفقاً للمبادرة والرعاية المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورحب المجلس بتصويت البرلمان الأوروبي ضد مقترح خفض المساعدات الأوروبية لقطاع التعليم في فلسطين، مؤكدا أن هذا التصويت يثبت الحق الفلسطيني، ويؤكد على أن الاتحاد الأوروبي يرفض الرضوخ للضغوط الأميركية والإسرائيلية، وتقاريرها الكاذبة وتحريفها للحقائق عبر التحريض المستمر ضد السلطة الوطنية بشكل عام، وفيما يخص المناهج التعليمية الفلسطينية بشكل خاص، ويرفض كذلك هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، بموجب القانون الدولي الذي يفرض على سلطات الاحتلال الحفاظ على طبيعة التعليم الخاص والثقافة والهوية والمواطنة الخاصة بالشعب الرازح تحت هذا الاحتلال.
وطالب المجلس بحماية المنهاج الفلسطيني والدفاع عن التعليم والمدارس، داعياً كافة المنظمات الدولية المختصة إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة تجاه مدارسنا وطلبتنا ومناهجنا الدراسية.
وثمّن المجلس تبني البرلمان الأوروبي في ذات الوقت قراراً يدعو لتقديم مساعدة أوروبية إضافية للأونروا بقيمة 22 مليون يورو، معتبراً أنه يمثل رسالة واضحة ضد محاولات الإدارة الأميركية الالتفاف على حقوق شعبنا، وانحيازها لإسرائيل "القوة القائمة بالاحتلال"، وعن التزام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن الأونروا وتعزيز قدراتها لتستمر في تقديم المساعدات لأبناء شعبنا في الوطن والشتات، وتمكين الوكالة من مواجهة الأزمة المالية الناتجة عن قطع الدعم الأمريكي.
وأدان المجلس جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة الأطفال خالد بسام محمود سعيد (13 عاماً)، وعبد الحميد أبو ظاهر (13 عاماً)، ومحمد إبراهيم السطري (13 عاماً)، شرق مدينة خان يونس.
وأكد المجلس أن هذه الجريمة هي حلقة جديدة من سلسلة الجرائم التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وقضيته وحقوقه، مطالبا المجتمع الدولي والعالم والمنظمات الحقوقية الدولية ومحكمة الجنايات الدولية بالعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية الدولية وفتح تحقيق فوري لمحاسبة الاحتلال على جرائمه اليومية ضد شعبنا الأعزل.
وحمّل المجلس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استمرار التصعيد في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها مدينة القدس، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته كافة، والتدخل الفوري لوضع حد للجرائم الإسرائيلية، وخاصة مجلس الأمن الدولي من خلال توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا بشكل فوري وعاجل، والتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، وإلزام إسرائيل بالامتثال لقواعد القانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
كما أدان المجلس الاعتداء الوحشي والهمجي الذي نفذته قوات الاحتلال ضد وقفة احتجاجية نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس أمام كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، احتجاجاً على رفض حكومة الاحتلال قيام الكنيسة القبطية بأعمال الترميم داخل "دير السلطان القبطي"، مؤكداً أن هذا الاعتداء يأتي في سياق الاعتداءات الممنهجة والمتواصلة التي تنفذها حكومة الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة، سواء في المسجد الأقصى المبارك، أو في بقية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وشدد المجلس على أن هذا الاعتداء يكشف للعالم أجمع الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال، ويتنافى مع مبدأ حرية العبادة التي كفلتها كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، وينسجم تماماً مع قانون "القومية العنصري" الذي ينتهك حقوق جميع مَن هم من غير اليهود، ويمهد لاعتداءات أخرى.
وثمّن المجلس الموقف الذي أعلنت عنه المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية "فاتوا بن سودا"، باعتبار أن هدم قرية الخان الأحمر ترقى إلى جريمة حرب.
وطالب المجلس المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل واتخاذ إجراءات فورية، لوقف الهجمات العدوانية والجرائم والاعتداءات ضد أبناء شعبنا من المسيحيين والمسلمين، مشيراً إلى أن هذه العدوان هو نتيجة حتمية لسياسة التحريض الرسمية والممارسات غير القانونية الإسرائيلية والحصانة التي تقدمها إدارة ترمب لهذه الممارسات ولقوة الاحتلال، وعجز المجتمع الدولي عن لجم انتهاكاتها وإنهاء احتلالها.
ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن هذه الجرائم.
واستنكر المجلس مصادقة الكنيست الإسرائيلي، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون "تعديل أنظمة سلطة السجون"، الذي ينص على حرمان بعض الأسرى من الزيارات، مشدداً على أن حكومة الاحتلال وائتلافها اليميني المتطرف، وبدعم وشراكة من الإدارة الأمريكية، تواصل نهجها العدواني، وتشكل نموذجاً حقيقياً للنظام العنصري الذي يمارس سياساته القائمة على التطرف عبر المصادقة على القوانين المخالفة للقوانين الدولية والإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية والبرلمانية بسرعة التحرك لوقف ممارسات دولة الاحتلال، ورفع الحصانة عنها، وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومحاسبتها ومساءلتها على انتهاكاتها الممنهجة للقوانين الدولية والقرارات الأممية، ووقف سياسة التجاهل والتخاذل تجاه جرائمها، واتخاذ إجراءات رادعة وعقابية بحقها على جرائمها وانتهاكاتها المستمرة، وتحمل مسؤولياتها تجاه سلسلة القوانين العنصرية الإسرائيلية التي تنتهك بشكل فاضح كل القيم الإنسانية وكافة المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
واطلع المجلس على نتائج اجتماع الدورة الأولى للجنة الفلسطينية التركية المشتركة والذي عقد في اسطنبول يوم الخميس الماضي، وتوّج بالتوقيع على سبع اتفاقيات في مجالات الزراعة، والأمن ومكافحة الجريمة، والدفاع المدني، والاتصالات والتكنولوجيا، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين.
وأكد المجلس أهمية انعقاد اللجنة المشتركة، والتي تعتبر تتويجاً للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتشكل الإطار لتعزيز أواصر التعاون في العديد من المجالات، مثمنا المواقف التركية الداعمة لشعبنا من أجل تحقيق تطلعاته بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وخصوصاً المواقف في المحافل الدولية وأبرزها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وثمّن المجلس على وجه الخصوص مواقف الرئيس التركي والحكومة التركية من قضية القدس في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيدا بالتحركات التركية بصفتها رئيس اللجنة الاستشارية لوكالة "الأونروا" من أجل إبقاء الدعم وزيادته للوكالة للقيام بمهامها في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
وعلى صعيدٍ منفصل، أكد المجلس أن اللجنة الوزارية للحوار بشأن قانون الضمان الاجتماعي، التي قرر مجلس الوزراء تشكيلها الأسبوع الماضي، قد باشرت أعمالها بتنفيذ توجيهات سيادة الرئيس بالاجتماع مع مختلف الأطراف ذات العلاقة من المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، والنقابات، والاستماع إلى كافة الملاحظات والتساؤلات حول القانون ومناقشتها، وبما تقتضي المصلحة العامة للحفاظ على حقوق الفئات العمالية وحمايتها.
وجدد المجلس تأكيده أن اللجنة ستقوم بدراسة كافة الملاحظات بشكل مستفيض، وعلى البدء بتطبيق القانون وفقاً لجدول زمني بالشركات والمؤسسات، يصدر عن مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي، بحيث يتم البدء بالشركات والمؤسسات التي يزيد عدد موظفيها عن 200 موظف.
كما قرر المجلس تأجيل فرض الغرامات الواردة في القانون لمدة شهر على من يتخلف عن الانضمام وفقاً للجدول الزمني الذي سيصدره مجلس إدارة المؤسسة.
وتقدم المجلس بأصدق مشاعر الحزن والمواساة، وأعرب عن تعازيه الحارّة، للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ملكاً، وحكومةً، وشعباً، وإلى ذوي الضحايا، الذين ارتقوا في فاجعة الحافلة المدرسية في البحر الميت.
وأكد المجلس وقوف شعبنا وقيادته إلى جانب الأردن الشقيق في هذا المصاب الجلل، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل، متمنياً للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة دوام التقدم والازدهار.
وصادق المجلس على توصيات اللجنة الوزارية بشأن الهيئات المحلية وعلاقتها بشركات توزيع الكهرباء وذلك بهدف إلزام الهيئات المحلية بجدولة وتسديد ديون الكهرباء، وإلزامها بالانضمام لشركات توزيع الكهرباء مما يمكن الهيئات المحلية من الاستفادة من الحصول على المشاريع التطويرية ويمكن شركات التوزيع من الحصول على الحوافز.
وقرر المجلس توفير التمويل اللازم لتعبيد طريق رمون وذلك للتسهيل على أصحاب الأراضي من اجل استغلالها وحمايتها من قطعان المستوطنين، والبدء في إجراءات تصنيف الجامعات من خلال الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي.
كما صادق المجلس على مذكرة التعاون الموقعة بين وزارة التربية والتعليم العالي والفدرالية الفرنسية للرياضة العمالية بهدف بناء قدرات معلمي ومعلمات التربية البدنية والرياضية، ووضع اللعب في مركز العملية التعليمية والتربوية، واستضافة فعاليات وطنية ودولية في هذا المجال.
وصادق المجلس على مشروع قانون ديوان الفتوى والتشريع، ومشروع قانون بشأن لجان ومشرفي السلامة والصحة المهنية في المنشآت، وإحالتهما إلى السيد الرئيس، لإصدارهما وفق الأصول.