أعلن الرئيس محمود عباس في كلمته التي ألقاها في افتتاح اجتماعي " المجلس المركزي " ، الذي لاتعتبره الفصائل الفلسطينية شرعيا ( باستثناء فتح ) ، برنامجا سياسيا للمرحلة القادمة ، هذا البرنامج هو بمجمله عودة الى البرنامج الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1988 ـ الأساس في هذا البرنامج يتكون من : -
1- التمسك باقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة ( دون التخلي عن سم واحد.
2- المستعمرات التي بنيت في الضفة الغربية غير شرعية من مستعمرة رقم 1 حتى هذه اللحظة .
3- العمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ليتم انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967 .
وتنسجم هذه الخطوط العريضة مع ماتتمسك به الفصائل ، أي أن أساس الاتفاق السياسي الذي يمكن الفصائل من الحوار واعادة الوحدة للصف الوطني أصبح متوفرا اذا تم الالتزام بما طرحه الرئيس محمود عباس ، واذا وضعنا جانبا كافة القضايا الاخرى العالقة والمختلف عليها ، والتي تعرقل اعادة الوحدة للصف الوطني جانبا يمكن أن نطالب كافة القوى الفلسطينية الفاعلة بأن تبدأ حوارا جديا لا يستهدف البحث عن نقاط الخلاف بل عن نقاط توحيد الصف .
اذ أن قضيتنا العادلة تمر بمرحلة هي الأصعب في تاريخها ومخطط العدو الذي تتبناه كليا الولايات المتحدة يمكن التصدي له ودحره ان توحد الصف الفلسطيني .
فهذه الظروف الصعبة التي نمر بها تشهد في الوقت ذاته تحركا شعبيا واسعا لدحر العدو ودفن " صفقة القرن " ، التي خططت لها وتحاول تنفيذها اسرائيل والموظف الصهيوني في البيت الأبيض دونالد ترامب ، فقد تمكن التحرك الشعبي الذي تشكل مسيرة العودة جوهره وطليعته من اعادة فرض قضية فلسطين على الخريطة السياسية بالرغم من كل الخطوات التي اتخذها العدو لطمسها ، وبالرغم من خيانة أنظمة عربية " تهرول نحو التطبيع مع اسرائيل " ، لقضية العرب المركزية ، قضية فلسطين .
هذا الحوار مطالب ببحث واقرار آليات مناسبة وخطة عمل يلتزم بها الجميع لدفن صفقة العصر ، وخلق البديل الذي يمكنه أن يبني تدريجيا قوة الاندفاع نحو الأهداف الوطنية مرة اخرى .
ان ماواكبمخطط ترامب – صهيون من انهيار أو انكشاف الدور الرسمي العربي من تحرك شعبي فلسطيني يرهب الأعداء ويرهب الأنظمة التي كشفت علاقاتها باسرائيل ، فقد كانت تلك العلاقات قائمة سرا والآن تجاهر أنظمة تدفع الجزية للولايات المتحدة لحمايتها بهذه العلاقة .
حكومة نتنياهو تعمل جاهدة لتعميق الخلاف الفلسطيني ، وهي الأكثر ارهابا بين الحكومات الاسرائيلية الارهابية التي حكمت اسرائيل منذ عام 1948 ، فهي التب تنفذ خطة ابتلاع الضفة الغربية ، وتدمير الدول العربية المحيطة بها والهيمنة على ثرواتها في الجزيرة والخليج ، لكن خطة عملها هذه تعتمد على فرضية أساسية واحدة هي ابتلاع الأرض الفلسطينية من النهر الى البحر ودون ذلك ستبقى خططها الاخرى عرضة للفشل .
وهي تخشى فعلا من أي تحرك شعبي كبير في الضفة الغربية لأن ذلك سيؤثر تأثيرا مباشرا وكبيرا على تنفيذ خطتها من ناحية ، ومن ناحية اخرى سوف يبدأ بردع الأنظمة العربية المتهالكة للتطبيع مع اسرائيل سواء جاء ذلك نتيجة لخوفها من اسرائيل أو لظنها أن الخطر قادم من ايران أو لأن ترامب يريدها أن تفعل ذلك ، فقضية فلسطين وتحرك شعبها النضالي سيبقى دائما مصدر تأثير كبير على الوضع الجماهيري العربي .
ابو مازن طرح برنامجا بخطوطه العريضة ماكان ليطرحه لولا قناعته بأنه لايوجد في جعبة الاسرائيليين والاميركان لنا سوى تصفية قضيتنا ، وهو بحاجة لتصليب موقفه وتقويته بدعم الجميع لموقفه هذا ، من جهة اخرى لافشال مخطط العدو يتطلب من الرئيس محمود عباس أن يراجع نفسه ، وأن يعود عن قرارات اتخذها ومازالت سارية المفعول أساءت وأضرت بمصالح الآلاف من أبناء شعبنا ، وكذلك فان المطلوب من الرئيس ابو مازن أن يتصرف كرئيس للفلسطينيين وليس لفتح فقط ، وأن يعيد النظر بكافة القرارات التي اتخذها انحيازا وتعصبا لتنظيمه ناسيا أنه رئيس للفلسطينيين وليس لفتح فقط ، وأهم تلك القرارات وقف العقوبات عن أهلنا في غزة وذلك بتكليف الحكومة بأن تكون هي مسؤولة عن الصرف في غزة وليس أي جهة اخرى ، فنحن نطالب بالابتعاد عن الامطار التي تسقط على رؤوسنا ولا ندعو لاستبدالها بالمزراب .
ونقترح أن يشكل الرئيس محمود عباس هيئة رئاسية مكونة من أكفأ قيادات فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي والجبهة الديمقراطية وثلاثة كفاءات مستقلة مشهود لها بمواقفها الوطنية الصلبة ، وأن تشرف هذه الهيئة على الحوار الوطني واعادة بناء م ت ف واجراء الانتخابات ديموقراطيا وبشفافية ، وأن تشكل رجال مراقبة وتفتيش على كل الوزارات لتكشف كافة مكامن الترهل والبيروقراطية والمحسوبية والعصبوية والفساد ، وذلك تهيئة لمرحلة جديدة من النضال ، وبذلك نضع كل ما جرى سابقا على الرف ونبدأ بداية سليمة .
لا مكان لتعصب تنظيمي أعمى يحمي الفساد والترهل وانعدام الكفاءة ، ويتيح مجالا لسرقة أموال ووقت وقوت الشعب .
الشعب فقد ثقته بالمسؤولين ، فهو يعيش على الاشاعة التي تدمر احترام وصورة المسؤول فهو يسمع عن سرقات ونهب وفساد ولايجد ردودا على أسئلته ، يسمع عن سكرتيرة وزير المالية وكم سرقت من مال الشعب !!! ، بسأل عن مسؤول ومسؤولين في اللوازم ... ويسمع عمن يحيط بابي مازن وكم نهبوا ... يسأل عن أملاك المنظمة وأموالها ، يسأل عن انتصار ودورها وبسأل عن مرافق ابي مازن الذي أصبح جنرالا ثم أخرج من عمله بعملية فساد كبيرة ....
لا مكان لأي نعامة الآن ، الشعب يريد الحقيقة ويريد تقويم الأمور ، ويريد شفافية ومصداقية ، وصدقا انه يريد النضال لتحرير وطنه ، ان أخطر ما نواجهه هو انكفاء الناس قرفا من الظلم والفساد لأن ذلك يسهل على العدو شطب القضية ، فالأمور مترابطة ، لايمكننا محاربة مخططات العدو ان نحن أغمضنا عيوننا عن ما ينخر الجسد الفلسطيني ، يجب أن نقف على أرض صلبة .
عدنان ياسين ، الجاسوس الذي تشهد له الموساد بأنه أكثر جاسوس بتاريخ اسرائيل ساعدها بالمعلومات لضرب م ت ف والانتفاضة أفرج عنه !!!؟ ، هو الآن في اسرائيل من أفرج عنه ؟؟ الجاسوس ، الذي دس السم لياسر عرفات في معجون أسنانه سمعنا من ابي مازن انه بقبضة السلطة من هو وأين هو ؟؟؟
من حق الشعب أن يسأل ، ومن واجب المسؤول أن يجيب ، والا لن تبنى ثقة بين الشعب والمسؤول .
ان بناء الثقة لا يمكن أن يستكمل مالم يقرن الموقف بآلية أو آليات عمل تتصل ب :-
1- قطع كل علاقة بالآليات السابقة التي اعتمدتها اتفاقية اوسلو : كاتفاقية باريس والتنسيق الأمني و ....
2- وضع آليات جديدة للتعبئة الشعبية والتحرك الشعبي الدائم ضد الاستيطان ومواجهة مصادرة الأراضي ورفض حكم الارهاب الاسرائيلي .
3- اتباع آليات لتعبئة اقليمية ودولية لاسناد الشعب التحرك الشعبي الفلسطيني .
4- اعتماد كفاءات عالية ومناضلين ملتزمين ومخلصين لادارة هذا الجهد .
5- اقالة كل مسؤول ثبت فساده أو ترهله أو عدم كفاءته واحالته على التقاعد .