قالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادر أمنيّة وعسكريّة رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها" إنّ التقديرات الاستخباريّة في الدولة العبريّة تُشير إلى أنّ حزب الله اللبناني سوف يرد على عملية الاغتيال التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي في القنيطرة السوريّة.
وأوضحت القناة نقلاً عن المصادر عينها، أنّ قوات جيش الاحتلال أعلنت حالة التأهب على الحدود الشمالية تحسبًا لأي هجوم محتمل من قبل حزب الله.
كما يُذكر أن طائرات إسرائيليّة مقاتلة أغارت على موقع عسكري تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامّة، بقيادة أحمد جبريل، في منطقة البقاع على حدود سوريّة لبنان، وذلك تمام الساعة الثالثة وربع من بعد ظهر الأربعاء الماضي، الأمر الذي أدّى لإصابة 6 نشطاء من الجبهة الشعبية.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ذكرت بأنّ من بين القتلى في الغارة التي نفذت الأربعاء الماضي، والتي قيل إنّها نُفذّت من قبل سلاح الجو الإسرائيليّ في القنيطرة السورية، ناشطون من حزب الله. ووفقًا لوسائل إعلام لبنانية، فإنّ طائرات إسرائيلية مقاتلة كانت تُحلّق في سماء لبنان، كما نقلت صحيفة "رأي اليوم".
على صلةٍ بما سلف، قال الجنرال يوني سيدا مروم، رئيس شعبة التخطيط في الاستخبارات العسكريّة (أمان) إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ نشر قبّة فولاذية على الحدود الشمالية للدولة العبريّة.
وحسب موقع روتر، الإخباريّ-الإسرائيليّ، قال ماروم إنّ عناصر حزب الله وعناصر أخرى من منظمات أخرى يقتربون من الحدود، ويُشكّلون تهديدًا لإسرائيل، وأنّ جيش الاحتلال يعتقد أنّ حزب الله سيُحاول الاحتكاك بإسرائيل بتهديدات مختلفة لذلك تمّ نشر القبة الفولاذية، على حدّ تعبيره. وسُئل ماروم: هل حزب الله أوْ أيّ تنظيم آخر يخططون لمهاجمة إسرائيل، قال: نحن لا نعلم نواياهم فحزب الله يمكنه فعل ما يختارون لتنفيذه لذلك علينا أنْ نكون مستعدين لأي حدث، حسبما قال. في السياق ذاته، نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة عن مصادر أمنيّة وصفتها بالمطلعة جدًا في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ مَنْ يعتقد أنّ انشغال الأمين العّام حزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، في القتال الدائر في سوريّة، يمنعه من شن ردود بحجم المخاطرة في شن حرب شاملة، هو واهم وعليه أنْ يعيد حساباته.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ المصادر التي استندت عليها هي من شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ. ونبّهت الصحيفة إلى أنّه في موازاة زيادة دعم حزب الله لنظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، الذي يُقدّر بـ 7000 مقاتل يزدادون خبرة قتالية في سوريّة ويحققون نجاحات في الأسابيع الأخيرة، فإنّ تشكيلات النار في لبنان الموجهة نحو إسرائيل لم تتغير، ومشغلو الصواريخ ما زالوا في أماكنهم، على حدّ قول المصادر عينها. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه للمرّة الأولى منذ عام 2007، هناك في الجيش الإسرائيليّ والجبهة الداخليّة تنبؤات جديدة بموجبها يجب على دولة إسرائيل أنْ تبني قوتها وقدرتها على المواجهة في حال اندلاع حرب جديدة ضد حزب الله، لافتةً إلى أنّه وفقًا لمسؤول كبير في الجبهة الداخليّة، يجري الحديث عن سيناريو إطلاق قذائف بمعدل 1,200 قذيفة في اليوم، من لبنان إلى إسرائيل طوال الحرب وعن مئات القتلى الإسرائيليين.
وأشارت مصادر الصحيفة الإسرائيليّة إلى أنّ مَنْ يعتقد بأنّ حزب الله يردّ على إسرائيل بردٍّ لا يتجاوز كونه ردًا موضعيًا محدودًا، عليه أنْ يتذكر الرد السابق في كانون الثاني الماضي (يناير)، على الهجوم في القنيطرة أيضًا، إذْ أنّ مَنْ يُريد فقط ردًا موضعيًا محدودًا لا يُطلق سبعة صواريخ كورنيت على موكب للجيش الإسرائيليّ، ردًّا على اغتيال جهاد مغنية، مضيفةً أنّه لحسن الحظ سقط قتيلين اثنين في الهجوم، لكن لو أدّت العملية إلى مقتل عشرة جنود، لكنّا وجدنا أنفسنا في مكان آخر، على حدّ قول المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة.
وحول الغارة التي شنّها سلاح الجو لدى الجيش الإسرائيليّ بالقرب من بلدة حضر في ريف القنيطرة، أشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّه خلافًا للتقارير المتداولة في الإعلام، فإنّ الأسير المُحرر سمير القنطار وأياً من عناصر حزب الله لم يكونوا في السيارة المستهدفة، ولم يكونوا في الأساس هدفًا للهجوم، ولكنّ المصادر استدركت قائلةً إنّ الحساب الإسرائيليّ مع القنطار طويلاً. وأعادت الصحيفة الإشارة إلى تقديرات سابقة حيال الإستراتيجيّة الإسرائيليّة تجاه الساحة السورية، وتحديدًا تجاه المنطقة الجنوبية الحدودية من سوريّة، مؤكّدة على أنّ هدف قيادة المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيلي، هو العمل على إقامة حزامٍ امنيٍّ، شبيه بالحزام الأمني في جنوب لبنان في التسعينات من القرن الماضي، حسبما ذكرت.