نحن نعيش في زمن الانحطاط و الانبطاح ..

التقاط.PNG
حجم الخط

 

قبل كل شيء اريد أن أترحم على مقتل الصحافي جمال خاشقجي على يد عصابة مارقة لا رحمة لديهم ان كانوا مسلمين او مسيحيين أو يهود لان هذا فعل شنيع اعترفت به أعلى سلطة في المملكة العربية السعودية والتي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامير محمد بن سلمان .

ولكن الشعب الفلسطيني يتساءل و بكل استغراب كيف ان العالم اجمع استنكر هذه الحادثة الكريهة و النكراء ولا يستنكر او يفعل شيئاً بما تقوم به حكومة اسرائيل منذ العام ١٩٤٨م والى يومنا هذا. بحق الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش على أرضه وأرض أجداده منذ آلاف السنين .

ونذكر هنا بعض المجازر البشعة التي قامت بها المنظمات الصهيونية ، مما جعل اهل البلد الأصليين يفرون من قراهم ومدنهم خوفا من قتل وبطش :

*مذبحة دير ياسين غرب القدس والتي قامت بها جماعات الإرجون وشتيرن ونفذت العملية ليلا والأطفال والنساء نيام لتكون الحصيلة ٢٦٠ ضحية على يد اسحق رابين ، ودفنت جثثهم في آبار هذه القرية، وكانت هذه المجزرة في ٩ نيسان من العام ١٩٤٨ وقبل خروج الجيش الاستعماري البريطاني من فلسطين. ولم تكتف هذه العصابات بالقتل بل تجاوزتها للتعذيب البشع وقطع الأطراف واغتصاب الفتيات امام اهاليهم.

*مذبحة اللد، والتي قامت بها البالماخ الخاصة بمنظمة الهاجانا في ١١ حزيران ١٩٤٨ م، وأخرجت جميع الرجال الذين يتجاوز أعمارهم ال١٦ عاما، لتعدمهم بالرصاص ، ولم تابه بمحاولة اهل القرية الاحتماء في مسجد المدينة، بل اقتحمته بزعامة رابين واستمرت في التقتيل الى ان وصلت الحصيلة الى ٤٢٦ شهيداً.

*مذبحة الحرم الابراهيمي من قبل المجرم باروخ جولدستين ، ليقتل ٢٩ مصلياً في فجر شهر رمضان المبارك ، شباط من العام ١٩٩٤، بعدما وفر له الجيش الاسرائيلي الذخيرة والتدريب . كما ساعده في إنجاز مهمته القذرة اغلاق المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل. و هو عضو في منظمة كاخ العنصرية.

وقد كرمه اليهود في كريات أربع مزار كي يقوم بزيارته المستعمرون في الأعياد اليهودية.

* مجزرة صبرا وشاتيلا بعد ان اقتحم شارون مدينة بيروت في العام ١٩٨٢م ، بعد ، مغادرة الفصائل. المسلحة الفلسطينية من بيروت الى تونس ، بضغط امريكي و تعهدت امريكا بعدم المساس بحياة المقيمين في المخيمات من العائلات الفلسطينية وبعض العائلات اللبنانية. و بتخطيط من المجرم شارون الذي أمن الغطاء للعصابات اللبنانية بقيادة ايلي حبيقة لمدة ٤٨ ساعة وقتل ما يزيد عن ثلاثة آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ، والذين لم يكن لديهم قطعة سلاح واحدة. وهذه تعتبر اكبر جريمة في حق اسرائيل، وقد جرت في اسرائيل تمثيلية محاكمة صورية ، لا تمت الى الحقيقة بحق شارون والذي اصبح من بعدها رئيس وزراء لإسرائيل.

هذه الجرائم جميعها وغيرها موثقة وقد بلغت ٨٣ مجزرة ، ذكرنا بعضاً منها، ولكن لا بد ان نذكر جريمة قرية الطنطورة ، ويافا وخان يونس ومجزرة السوق العربية في حيفا و مذبحة يازور ومجزرة العباسية شرق يافا وغيرها.

كما ان القدس لم تسلم من المجازر وأهمها مجزرة مسجد القدس بتاريخ ١٥/٧/ ١٩٣٨م ومجزرة باب العامود في العام ١٩٤٧م.

وكان من واجب الاستعمار البريطاني لو كان عنده ذرة من الأخلاق او الانسانية ان يحمي الشعب الفلسطيني حتى تنفيذ القرار الاممي رقم ١٨١ للعام ١٩٤٧ ، ولكن من اجرام وقذارة الحكومة البريطانية قد غادرت فلسطين في ١٥ ايار من العام ١٩٤٨م وهو يوم النكبة ويترك الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح وضعف قدرة الجيوش العربية من وقف الطموحات الصهيونية ، لذلك طلبت امريكا بقيادة ترومان من حكومة العرش البريطاني الخروج من فلسطين في اقرب فرصة ممكنة ، لان اوروبا بما فيها فرنسا دربت وسلحت ٦١٠٠٠ الف مقاتل لذبح ما يستطيع من الشعب الفلسطيني، كي يدب الذعر في هذا الشعب المسالم الذي هرب جنوبا الى غزة وشمالا وشرقا الى الاردن وسوريا ولبنان.

والاجرام هذا استمر بعد هزيمة العرب الكبرى في العام ١٩٦٧م الى يومنا هذا.

وان نتنياهو وصديقة ليبرمان الذي كان حارس ملهى عراة في روسيا و حكومتة المجرمة ضد المظاهرات السلمية بحق العودة، ولغاية يومنا هذا بقتل ٢٣٩ شهيدا منهم ٣ مسعفين من بينهم الشهيدة رزان النجار ، والجرحى بلغوا ٢٣ الفاً ، ومن الصحفيين ثلاثة ، ومن بين الشهداء الأطفال ٣٧ و ٥ إناث . والعالم فقط يستنكر ، لذلك علينا ان نقول وبالفم المليان بان قذارة العالم ، و ان أولهم امريكا و اوروبا بانت للعيان و بعد استشهاد الصحفي جمال. خاشقجي ، وكما نرى الان وفِي اعلامه لا يذكر الا عن الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله، ولا يذكر اي شيء عن جرائم الفلسطينيين، وكاننا شعب لا قيمة له.

ان ترامب ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب الذين يتبجحون بالقواعد الامريكية العادلة ، هم أنفسهم الذين يدوسون على دستورهم عندما ترتكب اسرائيل جرائمها . اين اوروبا وخصوصا السيد ماكرون و جميع دول اوروبا تندد فقط ولا تجرؤ أن تفعل شيئاً للدولة المارقة بل تستقبل و بالاحضان نتنياهو الذي يرتكب كل يوم جرائم يندى لها جبين الانسانية.

نحن كل يوم نودع الشهيد بعد الشهيد، فاين هولندا وإيطاليا والنمسا وألمانيا وبريطانيا العظمى ، والتي وبكل وقاحة تدعو رئيس دولة اسرائيل لمشاركتها بوعد بلفور الذي شرد اهل فلسطين من بلادهم، ودعمت حفنة قراصنة العصر بارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني المسالم ، ويتركوننا ندفع ثمن ما فعل النازي بهم .

لربما نفهم ان الاعلام الأجنبي ليس بوارد اهتمامه بشرح ما يرتكبه الاحتلال في الضفة والقطاع، لكن اين الاعلام العربي من هذه المجازر ان كان على شاشات التلفاز او المظاهرات السلمية او الاعلام في الجرائد او الأفلام . مع الاسف الشعب الفلسطيني يرى نفسه ولوحده يدافع عن شرف الأمة العربية و الاسلامية.

الشعب الفلسطيني يستغرب كيف يتصرف بعض من الحكام العرب باستقبال القادة الاسرائيليين الملطخة أياديهم بدم شهداء أطفالنا ؟ اننا نعيش في مهزلة اسمها" الانبطاح والانحطاط".