كشفت مصادر فلسطينية، أنَّ جهاز المخابرات العامة التابع لوزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة أخطرت جميع مكاتب السفريات والأفراد عن وقف العمل بنظام التنسيقات عبر معبر رفح البري، والعمل بالطريقة النظامية بحسب الكشوفات والأسماء.
وأفادت المصادر، في بيان مساء اليوم الأحد، أنَّ جهاز المخابرات العامة حذَّر المكاتب والافراد من مخالفة القرار الصادر بشأن وقف التنسيقات المصرية.
وجاء في نشرةٍ عُلِقت في مكاتب السفريات، "العملاء الكرام: تماشيا مع قرار وقف التنسيقات الصادر عن جهاز المخابرات العامة في قطاع غزة والتزاما منا بذلك عن وقف التعامل بشكل نهائي مع طلبات التنسيقات عبر معبر رفح البري".
وكشفت المصادر إلى أن الجانب المصري وعد بإلغاء نظام كشوفات التنسيق عبر معبر رفح البري، بعد طلب ان طلبت حركة حماس والأجهزة الأمنية من وفد المخابرات العامة الذي يزور غزة بضرورة وقف العمل بنظام التنسيقات، لما له آثار سلبية على المواطنين.
وذكرت، أنَّ حماس والأجهزة الأمنية أبدت استيائها من نظام التنسيقات؛ خاصة أنه يرهق كاهل الغزيين وأصبح واقعاً مريراً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، علاوة على أنَّ أفراد من الجانب الفلسطيني والمصري استغلوا الملف لجني الأرباح من خلال الاحتيال والنصب.
يشار، إلى أن "التنسيقات" يقوم بها طرفان، وسطاء من غزة ومسؤولون في مصر، وتكلف من 3 آلاف حتى 5 آلاف دولار للمسافر الواحد في أوقات الأزمات الأشد، وتنخفض إذا فُتح المعبر لفترات أطول لتصل إلى ألف دولار للمسافر الواحد أو حتى أقل.
ويمكن أيضاً للممنوعين من دخول مصر لأسباب مختلفة، استصدار تنسيق يسمى "دون العرض"، ويعني مرور المسافر من دون ممانعة من جهازي المخابرات وأمن الدولة في معبر رفح، وهما الجهازان المسؤولان بشكل مباشر عن إرجاع المسافرين الفلسطينيين، لكن سعر هذا التنسيق قد يصل إلى عشرة آلاف دولار، وفي حالات أخرى أكثر من ذلك.
ويقوم مشغّلو المعبر المصري يومياً بإرسال كشف بأسماء أصحاب "التنسيقات" إلى الجانب الفلسطيني، ويكون ملزماً للفلسطينيين دخول أصحاب "التنسيقات" قبل المسافرين الآخرين، وإذا ما اعترض الفلسطينيون على ذلك، يمكن أن تصل الأمور إلى إغلاق جزئي للمعبر حتى إدخال مسافري "التنسيقات".
كما واعتبرت العديد من الجهات الفلسطينية ملف التنسيقات من ضمن ملفات الفساد على المعبر المصري، إذ لا يعدو كونه عبارة عن رشوة مالية للإسراع بالسفر، وفي بعض الأحيان يكون سيفاً مسلطاً على رقاب الغزيين المسافرين إذ في غالب الأحيان تكون الحظوة للمسافرين بنظام التنسيقات على حساب الأسماء من نظام الكشوفات.
ويذكر، أن معبر رفح البري على الحدود المصرية مع قطاع غزة يعد المنفذ البري الوحيد على العالم الخارجي لسكان قطاع غزة البالغ عددهم زهاء مليون وتسعمائة ألف نسمة.