استولى مستوطنون على جزء مهجور من معسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية، وأقاموا فيه بؤرة استيطانية عشوائية، بينما زودهم جيش الاحتلال بالكهرباء والماء.
وكان جيش الاحتلال قد أخلى جزءا من هذا المعسكر بحيث بقي قسما من المباني فيه مهجور، ورغم أن الجيش يعلن عن المكان أنه منطقة عسكرية إلا أن عددا من المستوطنين غزوا المكان، في الأسابيع الأخيرة، وأقاموا فيه بؤرة استيطانية عشوائية أطلقوا عليها اسم "ملآخي شالوم"، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" اليوم، الاثنين.
ورغم أن جيش الاحتلال يصف الوضع بأنه "غزو غير قانوني لمنطقة عسكرية"، إلا أن اتضح أن جيش الاحتلال زود المستوطنين في البؤرة الاستيطانية الجديدة بالماء والكهرباء.
ووفقا للصحيفة فإن جيش الاحتلال حاول إخلاء المستوطنين من المكان، قبل شهر، إلا أنهم عادوا إليه وربطوا المكان بشبكتي الماء والكهرباء بتمويل الجيش الإسرائيلي.
وبعد تقديم شكوى حول تزويد المستوطنين بالماء والكهرباء، قرر جيش الاحتلال قطع إمداد البؤرة الاستيطانية، وبالأمس أخلتها قوات الجيش للمرة الثانية. وتواجد في البؤرة لدى إخلائها عشرة مستوطنين.
وقال الباحث في السياسة الاستيطانية في الأراضي المحتلة، درور أتكيس، إن "هذا الكشف لا ينبغي أن يفاجئ أحدا، فهو تعبير محلي آخر عن التعاون بين الجنوح القومي المتطرف للمستوطنين وسلطات الدولة. وهذا تكافل يبدأ حول طاولة الحكومة وجذوره مغروزة عميقا في آلاف النقاط في أنحاء الضفة الغربية، حيث تقدم الدولة المساعدة بشكل فعلي للجانحين الذين يواصلون في تنفيذ ما يتقنون تنفيذه بأفضل صورة، وهو إشعال المنطقة".
من جانبه، اعترف جيش الاحتلال بتفاصيل التقرير وأنه زود المستوطنين بالماء والكهرباء، وأنه في أعقاب شكوى حول الموضوع أخلى المستوطنين من المكان. رغم ذلك فإنه يتوقع أن يعود المستوطنون إلى المكان مرة أخرى.
وقال الصحيفة إن البؤر الاستيطانية في منطقة "وادي شيلو" أقيمت في نهاية التسعينيات وفي السنوات الأولى للانتفاضة الثانية، في إطار مخطط شامل للمستوطنين يرمي إلى ضمان الاستيطان في المنطقة الواقعة في جنوب مستوطنة "أريئيل" وحتى غور الأردن.