فتح : يجب أن نكون جاهزين للحرب في الأمس قبل اليوم لأن العدو قرر أن يدير ظهره للسلام

C4-N1
حجم الخط

أما آن لنا أن نغضب؟
لم تعد تمر شمس يوم فلسطينية دون أن يكون هناك اعتداء لغلاة المستوطنين، الذين توفر لهم تل ابيب كافة أشكال الدعم والحماية ليعيثوا فسادا في ارضنا ويقتلوا ما يستطيعون من اطفالنا وابنائنا، لأنهم رأوا هواننا على انفسنا فعرفوا اننا سنهون عليهم.

منذ سنوات والعدو يحاول دفعنا إلى مربع العنف، عبر اطلاق العنان لارهابه بمختلف الاشكال، فتارة يعلن عدوان جيشه المتعطش للدم، على محافظاتنا الجنوبية ويقتل ويدمر ويسفك الدم، وتارة اخرى يعطي اوامر لمستوطنيه بممارسة حقدهم على كل ما هو فلسطيني.

امام هذا المشهد هناك استحقاقات لشعبنا بات على قيادته وسلطته تنفيذها، حقنا لدمه وحفاظا على مقدراته، فحرق الرضيع علي دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس، علق الجرس، أن لزاما على السلطة أن تبدأ بخطوات عملية لحماية شعبها من عدوان المستوطنين، اولى هذه الخطوات، تتمثل اولاها بتشكيل لجان دافع ذاتي بعد توفير السلاح لها، لترابط على مداخل وتخوم القرى والبلدات ومناطق الاحتكاك، على مدار الساعة لحماية المواطنين، وعدم السماح لأي متطرف بالوصول للآمنين، وقطع يد المستوطنين التي تقترب من شبر من أرضنا.

وفي حال تعذر على السلطة القيام بهذه المهمة، فإنه يتوجب عليها توفير السلاح للمواطنين وتدريبهم على حماية انفسهم، من خلال تدريب كافة الشباب الفلسطيني على استخدام السلاح، وتوفير ما يمكن توفيره لهم، لتكون هناك وحدات او لجان فلسطينية شبابيبة تعكف على حماية ابناء شعبنا ومقدراتهم ليل نهار، خاصة في مناطق الاحتكاك مع المستوطنين.

ليس هذا فحسب، علينا بموازاة التوجه إلى مؤسسات المجتمع الدولي، العمل على انشاء "لجان مقاومة" شعبية يسند إليها حماية شعبنا، وتوفير السلاح والعتاد اللازم لها، لأنه إذا ما مرت جريمة حرق الطفل علي دوابشة دون ان يكون هناك خطوات عملية، تردع المستوطنين، فسيكون كل يوم هناك رضيع جديد، او امرأة او شيخ تحت وطأة جرائمهم، كما كل يوم هناك عطاءات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية.

المجتمع الدولي الذي عجز في الامس عن "هز" جبروت العدو، لن يتمكن غدا من توفير الحماية لشعبنا، فمحكمة الجنايات الدولية لن تعيد لنا الطفل علي دوابشة إلى الحياة، ولن تعيد الطفل محمد ابو خضير، وبينهما عشرات الاطفال من اقرانهم، وبالتالي لم تعد هذه المؤسسات حكما نزيها، لنودع امانتنا بين يديها، فالحق يحتاج إلى قوة تحميه، وحقنا الفلسطيني يحتاج إلى مخالب وانياب تغرس في اجساد هؤلاء المستوطنين.

اسرائيل التي عكفت على الدوام على استغلال المواقف، تدرك تماما انشغالات المجتمع الدولي، واولياته، واننا لم نعد على سلم هذه الاوليات، فهي تسعى إلى خلق واقع يصعب تجاوزه في حال تحريك العملية السياسية.

اننا حتما لن نبدأ الحرب، ولكن علينا أن نكون جاهزين لها في الامس قبل اليوم، لأن العدو قرر أن يدير ظهره للسلام، وقرر قتل أي عملية سياسية من خلال الاستمرار في القتل المنظم واستباحة الدم الفلسطيني، وسرقة الارض والاعتداء على المقدسات، وهو ما يتطلب منا الجاهزية الكاملة للمواجهة، فحقنا المسلوب لن يأتينا بالسياسة، بل بالنار والحديد.

يجب علينا ان نعلنها بصراحة وبما لا يقبل التأويل "لا حرمة للمستوطنين"، وسيكون معنا كل احرار العالم، لأننا لسنا معتدين، ولأن القاسي قبل الداني يدرك تماما أن من حق الشعوب المحتلة ان تقاوم الاحتلال بكل الوسائل، وانه لا يمكن لنا اغفال وسيلة او اسقاطها من خياراتنا، وإلا فستنطبق علينا حكمة الامام علي "ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا" ونحن لسنا أذلاء، فتاريخنا حافل بالبطولات، مثلما هو حاضرنا وحتما سيكون مستقبلنا كذلك، حتى نطهر فلسطين، كل فلسطين من بحرها إلى نهرها من دنس هؤلاء المارقين.

علينا أن نغضب، وعلينا ان نشعل الارض من تحت أقدامهم ليحترقوا بنار ظلمهم، ولتنقلب النار التي حرقوا بها الطفلين دوابشة وابو خضير إلى نار تأكل مستوطنيهم، نار تأكل هؤلاء النازيين الذين قدموا من كل قطر ليشكلوا عصابات الفساد والتدمير، ولبتقى فلسطين لأصحابها عصية وبطهارتها عصية على هؤلاء الانجاس.

اللواء سلطان أبو العينين