أطلقت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، تحت رعاية وبحضور وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، فيلم "الرقص على الزجاج: نبيل خوري رائد الصحافة في الوطن العربي" للمخرجة محاسن ناصر الدين، في متحف ياسر عرفات بمدينة البيرة.
جاء ذلك بحضور د. أنور أبو عيشة وزير الثقافة الأسبق، ود.أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات، والقس د. متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية، وممثلين عن أسرة خوري، ونخبة من المثقفين والفنانين والمهتمين.
واستهل بسيسو حفل الافتتاح، قائلا "ان إطلاق هذا الفيلم عن حياة الكاتب والصحفي القدير نبيل خوري، يعيدنا إلى إطلاق ملتقى الدورة الأولى من ملتقى فلسطين للرواية العربية في العام 2017، وحملت اسم "دورة القدس .. دورة نبيل خوري"، وهو الملتقى الذي أردنا في وزارة الثقافة من إطلاقه الاحتفاء بأسماء فلسطين وأبنائها ممن صنعوا مجداً للوطن، وحققوا حضوراً لافتاً على الساحة الإبداعية العربية والدولية، فكان نبيل خوري".
وأضاف ان نبيل خوري واحد من أبرز رواد الصحافة العربية ممن أسهموا في إثراء المكتبة العربية، وفي المساهمة في ترك بصمات واضحة خاصة في الإعلام اللبناني والعربية المهاجرة في فرنسا، وكان الأسبق إلى توثيق الاحتلال الإسرائيلي العام 1967 روائياً، من خلال روايته "حارة النصارى" التي جاءت بعد أشهر من احتلال القدس الشرقية لتوثق بأسلوب سردي مميز مآل الحالة الاجتماعية والسياسية والوطنية خلال حرب حزيران، فكانت أول حضوري إبداعي لتوثيق ما عرف لاحقاً بالنكسبة أو حرب 1967، وطبعت في العام 1969 عن دار النهار في لبنان، وبعدها ضمن "ثلاثية فلسطين" عن دار الشروق في مصر العام 1974، واحتفاء من الوزارة بهذه القامة والقيمة الأدبية، قامت بإعادة طباعة "ثلاثية فلسطين" بالتزامن مع إطلاق ملتقى فلسطين للرواية العربية بدورته الأولى، كما حرصنا على حضور هذه "الثلاثية" في الجامعات والمراكز الثقافية، وعبر الشراكة مع دار الكلمة الجامعية بخصوص إطلاق فيلم عن حياة نبيل خوري، للتأكيد على دوره المتواصل في أكثر من اتجاه.
وشدد بسيسو على أهمية إطلاق هذا الفيلم من متحف ياسر عرفات، الذي وفر مادة أرشيفية أساسية له، "فنحن في أمس الحاجة لاستعادة هكذا قامات، في ظل الظروف التي تمر بها قضيتنا على المستويين السياسي والثقافي، فهؤلاء ممن تركوا لنا أثراً إبداعياً هم الذين يشكلون لنا بارقة أمل للمضي نحو المستقبل، موجهاً الشكر لمخرجة وفريق الفيلم، وللقائمين على دار الكلمة الجامعية لإنتاج هذا الفيلم، الذي يضيء لجوانب من حياة نبيل خوري".
وألقى القس د. متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة كلمة أكد خلالها على دور الدار في استعادة وتكريس رموز الثقافة والإبداع في فلسطين، لافتاً إلى أن فكرة إنتاج فيلم عن نبيل خوري كانت بمبادرة من الوزير بسيسو، وهو ما كان، ويأتي استكمالاً لدورنا في هذا المجال، حيث سبق "وأصدرنا كتاباً وفيلمين عن كريمة عبّود، وكتاباً عن إلياس البندك، والآن فيلماً عن نبيل خوري"، موجهاً الشكر لوزير الثقافة ولمخرجة العمل وطاقمه على ما بذلوه من جهد ليخرج على ما هو عليه.
وقدم الراهب شيئاً مما كان كتبه يوم تأبين خوري، مستعرضاً لفصول من حياته وسيرته الذاتية، ومنها شغفه بالقراءة منذ صغره، ودوره البارز في الصحافة العربية حيث كتب ما يزيد عن 20 ألف مقال، وصدر له سبعة عشر كتاباً، وآلاف التعليقات الإذاعية المكتوبة والمذاعة، والصداقة التي ربطته بالشاعر الكبير محمود درويش، وانتدابه من قبل الجامعة العربية رفقة بطرس غالي لشرح القضية الفلسطينية للصحافة الغربية، ومواقفه السياسية، وغيرها.
وعبرت المخرجة محاسن ناصر الدين عن سعادتها بإخراج فيلم "الرقص على الزجاج"، والذي "هو محاولة أولى لتوثيق المسيرة المهنية والشخصية لنبيل خوري"، لافتة إلى أن جمع أرشيف نبيل خوري، والذي يتطلب جهداً ووقتاً كبيرين، كما موزنات كبيرة، كان من أكبر المعيقات أمام الفيلم، موجهة الشكر على الصور الأرشيفية التي قدمتها مؤسسة ياسر عرفات لصالح الفيلم.
من الجدير بالذكر ان الفيلم أنتج بدعم من وزارة الثقافة، وسيتم عرضه في عدة مدن فلسطينية، حيث من المقرر أن تختضن دار الكلمة الجامعية عرضاً له في مقرها بمدينة بيت لحم، هذا الشهر.
واعتمد الفيلم على صور أرشيفية، ولقاءات في جلها مع أسرة نبيل خوري: أبنائه، وشقيقه، وابنة شقيقه، إضافة إلى قراءة متطفات من رسائلة إلى والده والعائلة، ومن بعض أعماله الإبداعية كرواية "حارة النصارى"، والصحافية أيضاً.