استشهد 7 مواطنين، مساء الأحد، بعد اشباكات مسلحة اندلعت بين المقاومة الفلسطينية، وقوة "إسرائيلية"، تسللت إلى منطقة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لاغتيال أحد قيادات "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، علمًا بأنه كُشِف أمر التسلل، ما اضطر الاحتلال لاستخدام الطائرات الحربية، للتغطية على قوته ومساعدتها على الانسحاب.
هذا الحدث، يفتح الأفق واسعًا أمام المقاومة الفلسطينية للبت في آلية وكيفية الرد على مباغتة قوة تنمتي لأكثر الوحدات غموضًا في جيش الاحتلال "ماجلان" لقائد في كتائب القسام، بما يتوائم مع إرهاصات المرحلة المقبلة، والتي لا زالت "التهدئة الموقوتة" هي سيدة الموقف فيها.
فعدم رد المقاومة بعنجهية غير محكمة ومدروسة في ذات الوقت، يثبت أنها تسير وفق ما يرتضيه الشعب والجبهة الداخلية، علمًا بأنها تعاملت مع من تسلل واغتال بكل صرامة، رغم إمكانيات العدو اللا محدودة والتي سخرها حتى لا يقع في إخفاق آخر يُسجل في تاريخه الأسود.
العدو الإسرائيلي أراد الليلة الماضية أن يثبّت معادلة بغزة، انتهجها في عدة بلدان ودول حول العالم، لكن أحسبه قد فشل، لا سيما وقد قُتل ضابط أثناء الاشتباك "صاحب أعلى رتبة تُقتل منذ عدوان 2014"، في حين أصيب آخرين بجروح متوسطة.
المقاومة الفلسطينية، لا بد وأن تقف وقفة محاسبة، وتسأل نفسها عدة تساؤلات حول الحدث، فعلى سبيل المثل لا الحصر: "كيف دخلت القوة إلى غزة وأين الرقابة الأمنية؟!" وما إلى ذلك.
في السياق ذاته: "لا بد من وقفة جادة من قبل الجهات المعنية والتعامل بحزم مع بعض النشطاء ومروجي الإشاعات والأنباء المتضاربة، والتي لا تخدم سوى منظومة الاحتلال".
إلى ذلك، لا بد من الإفادة من تجارب وخبرات العدو الإسرائيلي وإعلامه، حول طبيعة التعامل مع الأحداث الحساسة، بحيث نجده ركز جل اهتمامه لأجل المحافظة على الجبهة الداخلية لكيانه باعتبارها الداعم النفسي والمعنوي لجنوده في أرض المعركة.
في الختام إن شر البلية ما يضحك: "الاحتلال لم ينشر معلومات، سوى بعد انتهاء الحدث (قرب ساعات الفجر)، فقد امتنع الإعلام العبري عن نشر ذلك لحظة الاشتباك، لكنه اكتفى بنقلها عن بعض النشطاء ووسائل إعلام فلسطينية محلية".
محبتي وتحيتي لكم