وافقت الحكومة البريطانية، على مسودة الاتفاق على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي التي توصل إليها المفاوضون البريطانيون والأوروبيون، في حين اعتبر مفوض أوروبي أن الاتفاق مع بريطانيا بشأن بريكست خطوة مهمة وحاسمة.
يشار إلى أنه جاء الإعلان بعد خمس ساعات من تمحيص المسودة في جلسة خاصة لأعضاء حكومة ماي.، علمًا بأنه يتعين الآن على دول الاتحاد الأوروبي الموافقة على الاتفاق قبل تصويت البرلمان البريطاني عليه، إما بالمصادقة عليه أو برفضه.
وذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن مجلس الوزراء اتخذ القرار الصعب بدعم مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، مردفة أن الحكومة اتخذت قرارا جماعيا لدعم الاتفاق، ووصفته بأنه أفضل ما يمكن التفاوض عليه.
وشددت على أنها تؤمن إيمانا راسخا بأن الاتفاق يصب في المصلحة الوطنية، معتبرة أنّ مشروع الاتفاق هو "أفضل الممكن" للبلاد، وأنّه يتيح للمملكة استعادة السيطرة على "مالنا وقوانيننا وحدودنا وينهي حرية التنقل ويحمي الوظائف والأمن ووحدتنا".
في وقت سابق، توصل مفاوضو بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى مسودة اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد، بعد جولات مكثفة من المفاوضات جرت هذا الأسبوع.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية أنه بالموافقة على المسودة، سينعقد اجتماع خاص بين الجانبين يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني من أجل وضع اللمسات الأخيرة عليه، قبل طرحه للتصويت في البرلمان البريطاني منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في موعد أقصاه 29 مارس/آذار المقبل، إلا أن لندن لم تتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق مع بروكسل يضمن خروجا تدريجيا.
وفور إقرار الحكومة البريطانية مسودة الاتفاق، اعتبر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه أن بروكسل ولندن أنجزتا "تقدما حاسما" في مفاوضات بريكست، مما يفتح المجال لإبرام الاتفاق وتحقيق "خروج منظّم" للمملكة المتحدة؛ لكن المسؤول الأوروبي لفت إلى أنّه ما زال هناك "الكثير من العمل" للوصول إلى ذلك.
وأشاد بارنييه بالحل الذي تم التوصل إليه لتفادي "حدود مادية" بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، وهو ما كان نقطة تعثر المفاوضات منذ أسابيع.
ووعيا منه بالصعوبات التي ستجدها ماي لتمرير الاتفاق في البرلمان، دعا بارنييه "الجميع" إلى تحمل "مسؤولياتهم".