صرح وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، إن "أحد أهداف زيارته الأخيرة إلى سلطنة عمان تمثلت في عرض خطته "قضبان السلام"، وهي مبادرة تهدف إلى ربط السعودية ودول الخليج "الفارسي، بميناء حيفا من خلال خط سكة حديد، وصولا إلى جسر الملك حسين".
وأضاف كاتس في مقابلة مطولة مع صحيفة مكور ريشون، اليوم الاثنين، أن "خط السكة الحديد هذا، يترافق مع إقامة موانئ برية في مدينة إربد شمال الأردن، خاصة بنقل البضائع من ميناء حيفا، موصولة بخط السكة الحديد السعودي التي تصل إلى باقي دول الخليج".
وأوضح أن زيارته إلى سلطنة عمان كانت ممتازة وغير مسبوقة، حيث منحه المضيفون علاقات دافئة وإيجابية، مع إجراءات أمنية كافية، مضيفا: "دعيت للمشاركة في مؤتمر دولي حضره ممثلون عرب ومن إيران، قدمت فيه خطة "قضبان السلام"، وتم عرضها في الإعلام العربي الذي غطى المؤتمر، وفوجئت أنني لم أسمع انتقادا للخطة من أي دولة عربية، حتى المندوب الإيراني استمع لكلامي، ولم يخرج باحتجاج كما توقعت أن يحدث".
وأشار إلى أنه "في ظل الدعم الأمريكي لهذه الخطة على لسان جيسون غرينبلاث المبعوث الأمريكي للمنطقة، فإنه سيؤثر إيجابا على مواقف باقي دول المنطقة، لاسيما القريبة من الإدارة الأمريكية، مع العلم أن هذه الخطة في حقيبتي منذ عامين، أتابعها، وأدرس تفاصيلها، وعقدت لأجلها مع غرينبلاث سبعة اجتماعات، في البداية تفاجأ منها، وفي مرحلة لاحقة لم يرد أن يكون ذو صلة مباشرة بها، لأنها تعني في النهاية تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، الأمر الذي يثير توترا داخل تلك الدول".
كما وأوضح كاتس "أكدت للحضور في المؤتمر أن الخطة غير مرتبطة بالصراع القائم في المنطقة، لأن الخطة تنتج واقعا جديدا، بل تقدم مساعدات للفلسطينيين، من بينها تسهيل نقل البضائع من معبر الجلمة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كمنطقة تجارية مشتركة مرتبطة بميناء حيفا شمال إسرائيل، ونعمل على تطوير الخطة بالتنسيق مع شركة السكة الحديد الإسرائيلية".
وأكد أننا "نعمل في هذه الآونة على استكمال ربط منطقة "بيت شآن" مع معبر الشيخ حسين الأردني بواسطة شركات دولية، وبدأنا بتلقي عروض دولية قادرة على استكمال هذا المخطط مقابل أن تحظى بنقل البضائع، حيث وصلت وفود من اليابان والصين وألمانيا، ورأوا عن قرب أن هذا المشروع عملي جدا، وينتج عن شراكات اقتصادية كبيرة في المنطقة، من خلال إيصالها بخط السكة الحديد السعودية".
وأشار إلى أن "هذا المشروع يمكن وصفه بأنه مناهض لإيران، لأنه يوجد معابر تجارية بعيدة عن الاحتكار الإيراني لمضائق باب المندب وهرمز، من خلال إيجاد طرق برية، ويرسل برسائل إلى السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وكل الأطراف العربية، سواء لأغراض تجارية أو أمنية واستخبارية، لأن نفقات النقل التجاري البري أقل كلفة كثيرا من الطرق البحرية".
وأشار إلى أنه "ليس مصادفة أن الإيرانيين يقدمون مبادرة لإقامة خط سكة حديد مواز، يربط بين إيران والعراق وسوريا إلى البحر المتوسط، نحن كإسرائيل مستفيدون من هذا المشروع بتطبيع علاقاتنا مع الدول العربية دون استحقاق سياسي، كما هو الحال حين حلقت طائرات من الهند إلى إسرائيل عبر الأجواء السعودية مما أغضب الفلسطينيين".
وأكد قوله، إننا "من الناحية السياسية نعد تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية انتصارا كبيرا، وباللغة الاقتصادية، فإن تقديراتنا تشير إلى أن قيمة الصفقات التجارية عبر هذا المشروع ستصل خلال عقد من الزمن إلى 250 مليار دولار في السنة، صحيح أن دول الخليج وإسرائيل قد لا توقعان قريبا على اتفاقات سلام، لكن مجالات التعاون والشراكة بينهما آخذة بالتنامي والتمدد".