انطلقت اليوم الاثنين، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بنسخته الثانية، بحضور الأمين العام أحمد أبو الغيط، ووزيرة التخطيط والإصلاح الاداري المصرية هالة السعيد، وبمشاركة فلسطين، وعدد من ممثلي الدول العربية.
ويعقد هذا الأسبوع بمشاركة الشركاء الرئيسيين للجامعة العربية وهم البنك الدولي، والأمم المتحدة، وجمهورية مصر العربية ممثلة في وزارة التخطيط والإصلاح الإداري.
ويشارك في الفعالية وفد فلسطيني كبير يترأسه محمود عطايا من مكتب رئيس الوزراء، وزغلول سمحان من سلطة جودة البيئة، ومصطفى خواجا من الجهاز المركزي للإحصاء، وعزمي عبدالرحمن من وزارة الاقتصاد الوطني، ورنا حماد وكمال عيسى من سلطة المياه، والمستشار تامر الطيب من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
وتركز فعاليات الأسبوع في نسخته الثانية هذا العام على فكرة الانطلاق نحو العمل، بينما الأسبوع في نسخته الأولى كان يركز على الشراكات الفاعلة في التنمية المستدامة.
ويضم الأسبوع العربي للتنمية المستدامة حوالي 30 جلسة متنوعة تتفاوت بين موضوعات اجتماعية واقتصادية وثقافية، وهناك أكثر من 120 متحدثاً من منظمات إقليمية ودولية ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص وخبراء إقليميين ودوليين.
وتبحث الجلسات عددًا من الموضوعات، منها: "التمويل المستدام" والقضايا المتعلقة بالهدف الثاني لأهداف التنمية المستدامة 2030 وهو القضاء على الجوع، وموضوعات لها علاقة بتحقيق التوازن بين التنمية الريفية والحضرية، وموضوعات تتعلق بالقوى الناعمة والإبداع ودورها في تنوير المجتمعات.
من جهته، دعا أبو الغيط إلى إطلاق شراكة حقيقية ومثمرة بين الحكومات والقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن دور الدولة وحضورها في المجالات التنموية لا غنى عنه في المنطقة العربية، مضيفا أن التحدي الحقيقي يكمن في رسم دور للدولة لا يؤدي لخنق القطاع الخاص ومزاحمته والقضاء على الحافز الذي يدفعه للنجاح والابتكار الى جانب خلق علاقة ناجحة بين القطاعين، الحكومي والخاص، تؤدي إلى ازدهارهما معاً.
وقال، في كلمته أمام الفعالية، أن عقد هذا الأسبوع للعام الثاني على التوالي هو مؤشر جاد على الاستمرارية وعلامة الجدية والتراكم ، خاصة بعد أن نجح الأسبوع الأول (العام الماضي) في توجيه اهتمام المجتمعات وتنوير الرأي العام العربي بأهمية قضايا التنمية المستدامة، مشيرا الى ان الأسبوع العربي يعقد هذا العام تحت شعار "الانطلاق نحو العمل"، مضيفًا أن اللحظة الحالية هي لحظة فعل وعمل، وليس أمام العالم العربي سوى أن يطلق كافة طاقات أبنائه ويحشدها من أجل التنمية والبناء، إذ لا يخفى أن الانطلاق نحو العمل الجاد والمخلص هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية باعتباره السبيل الوحيد أيضاً لمواجهة التحديات التنموية، وهي بالتأكيد الأخطر والأكثر إلحاحاً من بين جملة التحديات الخطيرة التي تواجه بلادنا العربية .
وأضاف أن عملية التنمية في العالم العربي لا تجري في ظروف طبيعية، ولا تحيط بها بيئة مهيأة أو حاضنة ، بل على العكس، نرى استمراراً للعنف والاضطرابات في أنحاء مختلفة من الوطن العربي، ونلمس مشكلات سياسية تلعب الدور الأكبر في تعطيل المسيرة التنموية ، وهي أوضاع تزيد من صعوبة إيجاد منظومة تنموية متكاملة وفعالة تضع إعادة تأهيل وبناء الإنسان في مقدمة أولوياتها، جنباً إلى جنب مع إعادة إعمار ما تم تدميره وهدمه بفعل الحروب والنزاعات.
وشدد أبو الغيط في ختام كلمته، على أن التنمية المستدامة أصبحت عنواناً عريضاً للكثير من الجهود التي تبذل، والمبادرات التي يجري تنفيذها، بامتداد العالم العربي، حيث اقتحمت الدول العربية عصر "التنمية المستدامة" بأبعادها المختلفة بكل جدية وحماس، ولم يعد هذا المفهوم مجرد شعار يطلق أو التزام شكلي بالأجندة الأممية، وإنما صار جزءاً من الجدل العام وثقافة المجتمعات العربية في تناول قضايا التنمية ، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الوعي العام لدى دولنا وحكوماتنا.