في ثاني أفلامه الروائية الطويلة يعود المخرج السعودي محمود صباغ لانتقاد السلبيات الاجتماعية في إطار يمزج بين الواقع والفانتازيا، لكنه هذه المرة يسلط الضوء على المرأة السعودية وشؤونها.
يتناول فيلم "عمرة والعرس الثاني" قصة ربة المنزل عمرة ذات الـ44 عاما التي تعيش راضية بحالها ولا يشغلها سوى راحة زوجها وبناتها الثلاث، لكنها تجد نفسها في مأزق عندما تكتشف عزم زوجها الزواج من شابة سورية انتقلت مع أسرتها للعيش في منزل مجاور.
تطرق عمرة كل الأبواب محاولة منع الزيجة المرتقبة، لكن مواقف كل من يتدخل في الأمر تكشف أنهم جميعا يحاولون استغلال معاناتها دون تقديم حل، فتصبح في النهاية هي الملامة على رفض أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها.
الفيلم بطولة الشيماء طيب وخيرية نظمي ومحمد الحمدان، ووضع موسيقاه التصويرية تامر كروان بينما قام بالتصوير فيكتور كريدي.
وقال مخرج الفيلم محمود صباغ في مناقشة عامة بعد عرضه الأربعاء بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي "موضوع الفيلم موضوع جاد، اخترت فكرة الذكورية أو الذكورية الاجتماعية، وناقشنا سوء التعامل مع المرأة وحقوق المرأة".
وأضاف "حاولت أن أكشف كل من حاول خدمة عمرة أو اعتقد أنه يحاول انتشالها من عثرتها سواء رجل الدين التقليدي أو المرأة المتحررة المشهورة بوسائل التواصل الاجتماعي أو الرجل الليبرالي أو الناشطات الحقوقيات، جميعهم حاول استغلالها أكثر من خدمتها".
ورغم تقديمه لنموذج المرأة المقهورة في المجتمع السعودي والنماذج السلبية المحيطة بها فإن مخرج الفيلم أكد حصول العمل على كافة التصريحات الرسمية بالتصوير من السلطات المحلية.
وقال صباغ "الفيلم تمت الموافقة عليه من الرقابة السعودية، عندنا مرحلتين للرقابة، الأولى تمنح التصريح بالتصوير بينما تمنح الثانية التصريح بالعرض، وقد اجتزنا المرحلة الأولى وخرج الفيلم للنور".
وكان سفير السعودية بالقاهرة أسامة نقلي من بين الحاضرين لعرض الفيلم بالمسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية.
وحقق الفيلم الروائي السابق لمحمود صباغ "بركة يقابل بركة" نجاحا كبيرا وعرض في أكثر من مهرجان عربي وأجنبي. وتناول الفيلم قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة واستخدمها في مناقشة الحريات الشخصية والقيود الاجتماعية المتوارثة.
وعلى المستوى السينمائي حقق فيلمه الثاني "عمرة والعرس الثاني" إضافة جديدة بتقديم وجوه سعودية جديدة تشارك في صناعة السينما لأول مرة من بينها بطلة العمل الشيماء طيب.
وقال صباغ "أغلب الممثلين ليسوا محترفين، خضنا تدريبات قبل التصوير لأكثر من أربعة أو خمسة أشهر تقريبا. هذا أول عمل لشيماء".
وأضاف "عندما بدأت في صنع الفيلم بحثت عن شخصية غير محترفة، شخصية عفوية لا تتقمص الدور لكن تعيشه، وشيماء بذلت جهدا كبيرا.. أظن أنه كان اختيارا موفقا".
والعرض الأربعاء هو الثاني عالميا للفيلم والأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويتنافس الفيلم ضمن ثمانية أفلام بمسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي. وتستمر عروض وأنشطة المهرجان حتى 29 نوفمبر.