رأى مختصون وإعلاميون أنّ وجود رؤية واضحة توحد الجسم الإعلامي الفلسطيني، أصبح ضرورة مُلحة وذلك من أجل التعامل مع أي أحداث ميدانية، مُحذرين من وجود سلبيات من حيث التعاطي والتعامل باجتهاد سلبي مع الأحداث الطارئة من بدايتها، الأمر الذي يؤثر على الجبهة الداخلية.
جاء ذلك اليوم الخميس، خلال ندوة حوارية نظمها المكتب الإعلامي الحكومي- بغزّة، تحت عنوان "تقييم الأداء الإعلامي خلال العدوان الأخير"، لتدارس عدة محاور حول الأداء الإعلامي المحلي، وكيفية تعاطي الإعلامي الدولي مع العدوان الأخير، وأبرز الملاحظات على تغطية إعلام الاحتلال، والتعريج على تجربة قناة الأقصى الفضائية، بعد استهدافها بطيران الاحتلال.
بدوره، أكد مسؤول وزارة الإعلام بغزّة سلامة معروف، على اهتمام الوزارة باستخلاص العبر مما حدث، واجتهادها في سرعة أداء الرسالة الرسمية وعدم إفساح المجال للشائعات المضللة. مُشدّداً على اهتمام الوزارة بعقد سلسة نشاطات لتصويب بوصلة النشر الالكتروني من خلال عقد عدة ورشات عمل وندوات ولقاءات مع النشطاء وأصحاب الصفحات الإخبارية ومديري مجموعات الواتسب لتعريفهم بمحددات النشر الإلكتروني الصحيح وتقويم عملية النشر دون المساس بحرية الرأي والتعبير.
فيما بيّن الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أنّ أبرز ما ميز الإعلام المحلي ويعتبر من الايجابيات هو الوحدة والتكتل الواضح بجسم فلسطيني واحد للتعامل مع العدوان وتوحد الرؤية والرواية، موضحاً أنّ الاحتلال استغل فترة الهدوء لتنفيذ مهمته وسوق للعالم رواية غير حقيقية في البداية غير أن وحدة الرؤية السياسية الفصائلية ووجود الغرفة المشتركة نقلتنا لأكثر من مجرد مواجهة عسكرية بل لمواجهة سياسية أيضا بإجماع الكل الفلسطيني.
وأشار القرا، إلى وجود سلبيات من حيث التعاطي والتعامل باجتهاد سلبي مع الأحداث الطارئة من بدايتها، وما يتوجب علينا فعله للحفاظ على السلم من خلال وجود رواية وطنية عالية الأثر، مؤكداً على ضرورة أن تكون الرواية الرسمية مبكرة أكثر ليتم اعتمادها ولعدم اتاحة فجوة لمطلقي الإشاعات حيث أن كل معلومة تخدم الاحتلال.
وجعا إلى الخروج بتوثيق مكتوب للتجربة الأخيرة كدليل إعلامي يُستند إليه لعدم تكرار الأخطاء، مع محاسبة النشطاء المسيئين والذين يضرون المجتمع بنشر الاشاعات من جهة وتسريب معلومات تخدم جيش العدو من جهة أخرى.
وعي أمني
شدّد المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، على أهمية تصنيف من هو الإعلامي بدقة، مضيفاً "لا يوجد وعي كامل عند النشطاء خاصة أن الجميع يعتبر خط نفاذ بالنسبة للإعلام "الإسرائيلي" وللجهات العسكرية على حد سواء، وبالمقارنة مع الإمبراطورية الإعلامية الإسرائيلية فلا يوجد مكان للبعد الإنساني بل هو تحت متابعة منظومة الجهاز العسكري بشكل تام لعدم الحياد عن الهدف العام للكيان".
ولفت مرداوي، إلى أنّ أبرز مميزات التغطية الإسرائيلية رغم انهزام الجيش هو حفاظ الجهاز الإعلامي على السر، وعدم نشر أي معلومات حول الحدث الخاص بالوحدة الخاصة حين ذاك رغم توفر المعلومات حول وجود حدث أمني حينها لكن المسئولية حتمت عليهم التزام الصمت والإكتفاء بنقل رواية النشطاء الفلسطينيين والرواية غير الرسمية لعدم خلق بلبلة للشارع الإسرائيلي وعدم تسريب معلومات قد تخدم المقاومة.
كما اتفق مرداوي مع القرا، على ضرورة وجود رقابة رسمية وأمنية على النشر لدينا دون تقييد الحرية العامة لكن بما يخدم المصلحة والسلم المجتمعي والأمني، مُشيراً إلى عدم وجود تميز، على الإطلاق، في نقل السبق دون تثبت والنقل الاعمى للأخبار العبرية وترجمتها للعامة.
تجربة قناة الأقصى
قدم مدير العلاقات العامة بفضائية الأقصى، راجي الهمص، شرحاً لتجربة قناة الأقصى في العدوان الأخير كونه مقدم برامج بالفضائية، بالقول: "على المذيع أنّ يكون حاضر الذهن ويستطيع ممارسة المسئولية الاجتماعية تجاه ما يجب وما لا يجب نشره".
وأضاف الهمص: "كان علي قطع رسالة مراسلنا على الهواء مباشرةً من موقع الأحداث بخانيونس حينما أحسست أنه يعطي تفاصيلاً لا يتوجب نشرها وأنها تضر أكثر مما تنفع".
ونوه إلى أنّ قناة الأقصى لها مصداقية عند المشاهدين وعليه فإن مسألة السبق الصحفي لا تفيد بشيء بل الأولوية لنقل الخبر الصحيح والذي لا يضر حياة الناس وأمنهم وهو ما يجعل المشاهدين ملتفين حولها.
وأوضح الهمص، أن عملية تقييم الأداء لديهم تكون سريعة وفورية بعد كل حدث أو أزمة لتعزيز وتطوير عملهم الإعلامي، مُثمناً سرعة أداء الإعلام الحكومي في نقل الرواية الرسمية وتبيان الحقائق ودحض الشائعات.