تحدثت مصادر مصرية مطلعة على المفاوضات الخاصة بالملف الفلسطيني عن تفاصيل المخطط المصري الحالي لتحقيق المصالحة بين حركتي حماس و فتح .
وأفادت المصادر إن وفدا قيادياً من حركة فتح والسلطة الفلسطينية سيصل إلى القاهرة في غضون أيام قليلة، وقبل مغادرة وفد حركة "حماس" الذي بدأ زيارة إلى مصر الأربعاء الماضي، وفق صحيفة العربي الجديد.
وأوضحت أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، سيعرضون على وفد "حماس" ما جاء في المباحثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفلسطيني محمود عباس، في اللقاء الذي جمعهما في مدينة شرم الشيخ مطلع الشهر الحالي، وسيحصلون من الوفد على ردود واضحة، على أن يتم عرض تلك الردود على وفد "فتح".
وأشارت إلى أنه في ضوء تلك الجولة قد يكون هناك لقاء يجمع قيادة الحركتين في القاهرة خلال أسبوع، بوجود رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل .
وأكدت المصادر أن الرئيس المصري يدفع بقوة ويقوم باتصالات رفيعة مع القيادة الفلسطينية ً بدعم سعودي، لحصول لقاء قيادتي "فتح" و"حماس"، والتوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية وإعلانها قريبا
ولفتت إلى أنه في حال تمت المصالحة، فهناك اتجاه لزيارة ثنائية لقيادة الحركتين إلى العاصمة السعودية الرياض ولقاء العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، احتفالا بتلك الخطوة، على غرار ما حدث في اتفاق مكة للمصالحة، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017 خلال فترة حكم العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز.
وكانت حركتا "حماس" و"فتح" قد وقعتا في القاهرة اتفاقا لم ّ يطبق بشكل كامل، بسبب نشوب خلافات حول قضايا، منها تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين ّعينتهم "حماس".
وبشأن المفاوضات الخاصة باتفاق التهدئة بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، قالت المصادر إن المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية سيبحثون مع وفد "حماس" مطالب ّ تلقاها وفد الجهاز خلال ً من قيادات الأجهزة الأمنية هناك.
وأوضحت أن هناك مطلبا ْ الأمد سيتم بحثه من بين الضمانات التي تطلبها تل أبيب في إطار التهدئة طويلة عبر إقامة منطقة عازلة بطول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومستوطنات غلاف غزة، لافتة إلى أن هذا ريما يلقى رفضا من المقاومة في القطاع.
كما أشارت المصادر إلى أن أحد المطالب الإسرائيلية يتمثّل لإتمام الاتفاق، منوهة في الوقت ذاته إلى أن "التعامل الأخير من الحركة أساسيا مستوطنات غلاف غزة شرطا ً خلال المواجهة العسكرية الأخيرة عبر حرصها على عدم التصعيد، اعتبرته بعض دوائر الحكومة الإسرائيلية تصرفا يجب أن يبنى عليه لعدم الدخول في مواجهة لن تكون نتائجها الإجمالية في صالح إسرائيل"، على حد تعبير المصادر.
من جهة أخرى، قالت مصادر قيادية في حركة "حماس"، إن الوفد سيبحث مع الجانب المصري إضافة إلى القضايا الاستراتيجية، قضية الأوضاع المعيشية، مشيرة إلى أن الوفد يحمل معه أجندة متخمة بملفات اقتصادية ومعيشية متعلقة بأهل القطاع.
وأكدت أن الغزيين لا بد أن يستشعروا ثمارا القطاع، من خلال إدخال مستلزمات مجموعة من الصناعات المتوقفة في القطاع والتي تتسبب في ارتفاع معدلات البطالة والفقر، لافتة إلى أن القطاع تجاوز فكرة إدخال المساعدات الإنسانية فقط، ويبدأ في الفترة الراهنة مرحلة إعادة التأهيل وتحويله إلى قطاع منتج.
ونفى قيادي في الحركة صحة ما يثار بشأن ّ تحفظات مصرية على إدخال المنحة القطرية لموظفي غزة، والتي من المقرر أن تستمر لمدة ستة أشهر إلى حين التوصل لاتفاق دائم بين حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية بشأن ملف الموظفين.
واعتبر أن تلك الخطوة محفز قوي لوساطات المصالحة.
وقال إن الجانب المصري كان مرحبا واجتمع وفد حركة حماس برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري مساء أمس الخميس، مع مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية العامة في القاهرة.