"النخالة" يُلقي كلمة خلال حفل تكريم حفظة القرآن الكريم.. ماذا قال؟!

زياد النخالة.JPG
حجم الخط

أفاد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، بأنَّ المقاومة الفلسطينية، حققت إنجازاتٍ كبيرةٍ وبارزة في المعاركِ الأخيرة"، موضحًا أنَّ "رفض المقاومة أي تفاهمات مع العدو تَمسُ حقوقَ شَعبِنَا".

وألقى النخالة اليوم الأحد، كلمة خلال حفل تكريم فوج العودة لحفظة القرآن الكريم، نظمته اللجنة الدعوية لحركة الجهاد وجميعة أقرأ الخيرية-، وجاء فيما ما يلي:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين. حَمداً يَليقُ بجلالِ وجههِ وعظيمِ قُدرَتِه. والصلاةُ والسلامُ على سيدنَا محمدٍ النبيِّ الذي نَعيشُ في ظلالِ ذكرى مَولدِه العَطرةَ والمباركةَ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه إلى يومِ الدين.

السلامُ عليكم وأنتم تلتَزِمون مسيرةَ رسولِنا الكريم في حَملِ رسالَته وحفظِ كتابِ الله. وترفعون آياتِ اللهِ راياتٍ تتَمثَلونَها في حَياتِكُم وتحفظونَها في صدورِكم.. وبمثلِكُم تُحفظُ المسيرةُ، تفتحون آفاقاً جديدةً وآمالاً كبيرة. أجيالٌ من الذين قالَ اللهُ فيهم: ((منَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ ومِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلًا ..)) صدقَ اللهُ العظيم.

الصدقُ مع الله بالتزامِ أوامِرهِ بمحبةٍ وشوق وسَعيٍّ لأجلِ أن يَبقى القرآنُ ويبقى الإسلامُ دينَ الأمة.. باقياً ما بقيّ الليلُ والنهار.. فترى الشبابَ أمثالَكَم يَتَسابقونَ على حفظِ كتابِ الله. وتَمَثُلِ أوامرِه .. وهنا نتوقَفُ قليلاً... حولَ معنى حفظِ كتابِ الله. في صدورِنا. وأهميةُ أن نرى هذا الحفظ مُتجَسداً في سلوكِنا وحياتِنا.. ومُسيِّراً لأمورِنا.. لذلك وُفِّق الأخوةُ القائمون على هذا العملِ المبارك بأن يكونَ هذا الجمعُ وهذا الحفلُ في ذكرى مولدِ سيدنا وقائدنا رسولِ الله الذي قالَ اللهُ فيه في محكم التنزيل: ((وإنّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيم)). وسُئلت السيدةُ عائشة رضي اللهُ عنها. عن خُلقِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كان خُلُقهُ القرآن... إذاً نحن نقرأُ القرآنَ ونحفظُ القرآن. لنتمثلَ هذا القرآن في حياتنا. ونتَمثلَ سيرةَ سيدنا محمدٍ على أكملِ وجه. ونتتبعَ أَثرَهُ وسيرتَهُ ونُحاولَ أن نَقتَرِبَ من خُلُقهِ وأَفعالِهِ.. لأَنها هي الدليلُ الساطعُ في حياتِنا. وهي التجسيدُ العَمليُ للقرآنِ الكريم... الذي نقرَأهُ ونحفظهُ.. فكانَ صاحبُ الحُلم وصاحبُ العفوِّ عندَ المقدرة. والصبرِ على المكارِه. وصاحبُ الجودِ والكرم، وكانَ من الشجاعةِ والنجدةِ والبأسِ بالمكان الذي لا يُجَهل. كانَ أشجعَ الناس. مُقبلاً غيرَ مُدبِر. وكانَ أشدَ الناسِ حياءً. وكان أعدلَ الناسِ وأعفَّهم، وأصدقَهُم حَديثاً. وأعظمَهُم أمانَةً. وكان أشَدَّ الناسِ تواضُعاً وأبعدَهم عن الكِبر.

وكان يعودُ المرضى والمساكينَ ويُجالسُ الفقراءَ وكانَ يخصفُ نَعَله. ويَخيطُ ثوبَه. وكان أوفى الناسِ بالعهود. وأوصلَهُم للرحم. وأعظمَهَم شفقةً ورحمةً بالناس. أحسنُ الناسِ عشرةً وأدباً. أبعدُ الناسِ من سوءِ الأخلاق. لم يكن فاحِشاً ولا لَعَاناً ولا يَجزى السيئةَ بالسيئة. ولكن يَعفو ويَصفَح. يُؤلف أصحابَه ولا يُفرقُهم. يَتَفقدُ أصحابَهُ. كان دائمَ البِشْرِ، سَهلَ الخُلُقِ، لَيِنَ الجانب، ليس بفظٍ ولا غليظ. ولا صَخَّابٍ، ولا فَحَّاش. لا يُرائِي أحداًـ لا يذم أحداً ولا يُعيِّرُه. ولا يبحثُ عن أخطاءِ أحد ...(( هذا غيضٌ من فيض)).. من أخلاقِ رسولِنا الكريم - صلى اللهُ عليه وسلَّم- الذي يجب أن نَتَمثَل خُلُقَهُ وصِفاتَهُ. ومعامَلاته.. لذلك نحنُ نَحفظُ القرآنَ ونتَعلَمُه .. ولكن إذا أردنَا أن نكونَ كما أمرنَا اللهُ في القرآن ، فيجبُ أن نَتَتَبَعَ سيرةَ الرسولِ والالتزامِ بها ، وهو الذي وصَفَه اللهُ سبحانَه وتعالى. قائلاً: (( وأنّكَ لعلى خُلُقٍ عَظِيم)). الخُلُقُ العظيمُ هو التزامٌ وانضباط. فلا غيبةَ ولا نميمةَ ولا تَجَسُس ولا أكلٌ لأموالِ الناسِ بالباطل. والجهادُ في سبيلِ الله. وعدمُ التولي يومِ الزَحف... وهو دفاعٌ عن المظلومِ واِجتنابُ الفواحشِ والكبائرِ من القولِ والعمل... والتزامُ الأمانةِ والصدقِ والاستقامَة... هذا هو رسولُنا وقائدُنا. فلنُسارِع دوماً ليكونَ قُدوَتَنا في كلِّ شيءٍ، وفي ذلك الفوزُ العظيمُ في الدنيا والآخرة. إن هذا الحشدَ من الصفاتِ النبويةِ الشريفةِ التي تجسدت في القرآنِ ورسمت مَلامحَ إسلامِنا العظيم. وبتأكيدِ القرآنِ لقولِه تعالى: (لقد كانَ لكم في رسولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنةٌ) هذه القدوةُ التي يُمثلُها لنا رسولُنا - صلى اللهُ عليه وسلم- هي التي تَقُودُنا أيضاً إلى مواجهةِ الظلمِ والمحافظةِ على قِيَمِ الإنسانِ وحقوقِه. وقد كانت معاركُ الإسلامِ الكبرى وكانت الانتصارات، كان انتصارُ الإسلامِ الذي حملَ للعالم رسالةً خالدة. هذه الرسالةُ التي استحقت أن يقودَ رَسولُنا - صلى اللهُ عليه وسلم - معاركَ الإسلامِ الأولى من أجلِ تحريرِ الإنسانِ وتثبيتِ قِيَمٍ جديدةٍ تَحكمُ علاقةَ الإنسانِ بالإنسان. وعلاقةً الإنسانِ بالله سُبحَانَه وتَعالى. الذي خلقَ الإنسانَ حراً وحثَّ على حفظِ حقوقِه وحمايَتها. فكانَ قولُ اللهِ تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ))، القتالُ من أجلِ الحقِ، ورَفعِ الظُلم. ونحن اليومَ أكثرُ شعوبِ الأرضِ التي تعاني المظلوميةَ وتداسُ فيها حقوقُنا الإنسانيةُ والوطنية. إنَّ الظلمَ الكبيرَ الذي يقعُ علينا اليومَ هو نِتاجُ اختلالٍ أخلاقيٍ عَميق تعاني مِنُه حضارةُ الغرب، التي اعتمدت القوةَ والغطرسةَ لطردِ شعبٍ بهويته وتاريخِه من هذه الأرض وإحلالِ مجموعاتٍ بشريةٍ ولأهدافٍ سياسيةٍ وعقائديةٍ محلَ شعبنا في هذه الأرض المُقدسَة، وما سُلوكُ الإدارةِ الأمريكيةِ ورئيسِهَا ترامب إلا أكبرُ دليلٍ على غطرسةِ الغربِ وجبروتِه ، وطغيانِ العدوِّ الصهيونِي في قتلِنا وتشريدِنا هو امتدادٌ لهذا الانهيارِ الأخلاقيِّ الشنيعِ للغرب بتأييده للعدوِّ وحمايَته وإمدادهِ بكلِّ وسائلِ القوة.

لذلك علينا واجبُ التحريضِ على القتالِ ، وواجبُ التحريضِ على الدفاع عن حقوقِنا وعن حياتنا وحياةِ أطفالِنا ومستقبلِ أجيالنا. أسوةً برسولِنا الكريم صلى اللهُ عليه وسلم. فلا يُخيفُكم هذا الحشدُ الكبيرُ للعدوِّ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ، مستحضرين قولَ اللهِ

سبحانَه وتعالى (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا. مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ، فلا خشيةَ اليومَ من الأعداءِ ولا خشيةَ اليومَ مما يَحشُدون ضدنا. فنحنُ دوماً وأبداً مع اللهِ عزَّ وجل، ودوماً نقتدي برسولِ الله، ودوماً بالجهاد، سنُغيرُ كلَّ المعادلات. المهمُ أنَّ نثقَ باللهِ وأنَّ نثقَ بأنَّ اللهَ لن يخذلَنا طالما التزمنَا بقرآننا وبسنةِ رسولِنا.

الأخوةُ والأخوات، سادتَنا العلماء..

ونحن في هذهِ الظلالِ المباركة.. ظلالِ القرآن.. نتوقف لنباركَ ونُهنئَ شعبَنَا العَظيم ومقاومَتَنا الباسلةَ بما حققتهُ من إنجازاتٍ كبيرةٍ وبارزة في المعاركِ الأخيرة، منذ مسيراتِ العودة إلى محطةِ "ثأرِ تشرين" وحضورِ سرايا القدس المميز إلى الحضورِ الكبير والإنجازِ للمجاهدين في خان يونس البطولة والشهداءِ العظام. وكتائبُ القسام.. والانتصاراتِ المتتالية. إلى الوحدةِ الميدانيةِ التي تحققت، وغرفة العمليات المشتركة، وذلك الصمود الرائع والكبير في مواجهةِ العدوان، بوحدةِ الشعبِ والمقاومة، لعَلّها بركاتُ ذكرى مولدِ سيدنا وقائدِنا رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم.

إنَّ شعبَنَا يَخطُ تاريخاً جديداً بمقاومَتَه الباسلة. من إنجازٍ إلى إنجاز، ومن نصرٍ إلى نصر. ويفتحُ أفقاً واعداً لنستمرَ في هذا الطريق. هذا الصمود الذي لن يتوقفَ بإذنِ الله. يجبُ أن نحميه ونحافظَ عليه بوحدتنا. وبمقاومتنا... ولن يُضيرنا الذين يتساقطون من حولِّنا. ولن يستطيعَ نتنياهو أن ينتصرَ علينا بتنقُلِهِ بَينَ العواصمِ الفارهة. التي لا تعرفُ أنظِمَتُها أنّ في فلسطينَ رجالٌ رغمَ قلةِ الزادِ وقلةِ النصيرِ يَنتصِرون.

ماذا تُريدُ هذهِ الأنظمةُ من العدوِّ... ماذا يُريدُ هؤلاءِ الذين يَطعنُونَ شعبَنا من الخلف؟!

ماذا يقولُ حكامً بلادُ الحرمين لترامب عندما يتباهى بالقول: لولا السعودية لكانت "إسرائيلُ" في خطر!.

ماذا فعلَت بليلٍ لتتلقى هذا المديح؟!.

 

إنها أوسمةُ عارٍ تُعَلّقُ على صدورِهم مقابلَ فلسطين، ومقابلَ دَمِنا ودمَ أطفالِنا..

وليَعلَم الجميعُ أنّ في فلسطينَ رجالٌ لا يُضِيرُهُم من خَذَلَهم.. إنّهم في بيتِ المقدس وأكنافِ بيتِ المقدس.

أيها الأخوةُ والأخَوَات..

إننا نُؤكد في هذهِ المناسبةِ على التالي:

أولاً: وحدةُ شَعبِنا على قاعدةِ المقاومة واستمرارِها في مواجهةِ المشروعِ الصهيونيِّ.

ثانياً: نؤكد أنَّ لا عدوَّ لهذهِ الأمة إلا الكيانَ الصهيوني.

ثالثاً: نؤكد أن وحدةَ قوى المقاومة إنجازٌ كبيرٌ، يجبُ المُحافظةُ عليه.

رابعاً: نؤكد رَفضَنا المُطلَق لأيِّ تفاهماتٍ مع العدو تَمسُ حقوقَ شَعبِنَا في فلسطين.

خامساً: ندعو إخواننا في رام الله لإنهاءِ مواقفهم وإجراءاتِهم المعاديةُ لغزةَ وللمقاومة.

سادساً: نؤكدُ على وحدةَ شعبنا في كافةِ أماكن تواجده.

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)

نباركُ لكَم هذا الجهدَ المبارك. وليكن هذا الحفلُ التكريميُّ حافزاً لكلِ الأخوةِ والأخوات ، وهنا لا بدَّ أن أشيرَ للحضورِ الكبيرِ للأخواتِ الحافظاتِ ، وأهميةِ حضورِهُنَّ وأهميةِ دَورِهِنَّ في بِنَاءِ المجتمعِ ورعايةِ الجيلِ الجديد. فالأمُ مدرسةٌ وهيَ قلبُ المجتمعِ وراعيتُهُ الأساسية.

فإذا صلُحَت صَلُحَ المجتمعُ ، ونحن نبني آمالاً كبيرةً على ما تقوم به فتياتُنا اليوم - أمهاتُ المستقبلُ- ودورهُنَّ في بناءِ جيلٍ قرآني يحملُ الإسلامَ ويُحافظُ على المجتمع.

باركَ اللهُ في الجميعِ ، ولنجعلَ يومَ مولَدَ نبينا - صلى اللهُ عليه وسلّم - يوماً للقرآنِ الكريم.

لكم التحيةُ جميعاً ,,

ولشعبِنَا النصرُ ,,

ولأسرانا الحريةُ ,,

ولشهدائنا القَبول ,,

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته ...