أكدّ الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، وجود "لعبة" تجري في أروقة مخابرات أمريكية وإسرائيلية، مسنودة بدول عربية، بغرض اختيار خليفة لعباس وفرضه على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن هذه اللعبة لا علاقة للفلسطينيين بها وخارج إرادتهم وسياقهم.
وقال البردويل اليوم الأربعاء، "إن قضية اختيار نائب لرئيس المنظمة أو السلطة تم تدويلها، وباتت في أروقة مخابرات هذه الدول، على غرار ما حدث قبل وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عند اختيار خلفًا له، موضحًا أن الهدف من وراء ذلك سرقة خيار الفلسطينيين.
وأضاف "باتت إسرائيل وأمريكا ودول عربية من يحدد اختيار خليفة عباس، وآخر من يعلم هم الفلسطينيون"، معتبرًا ذلك مؤشرًا خطيرًا حيث لم تعد القضية في يد الفلسطيني.
وأشار البردويل إلى أن حركة فتح وضعت رئاسة السلطة في يد دول وسلمت أوراق القضية الفلسطينية للآخرين وسلبتها من أبناء شعبها.
ولفت إلى أن حماس وبقية الفصائل خارج هذه اللعبة ولا تشارك فيها، مشددًا أنه "لا قوة يمكنها أن تفرض خياراتها على الشعب الفلسطيني".
وأشارت مصادر سياسية وإعلامية إلى وجود حراك بغرض اختيار نائب لعباس، بينما ذكرت مصادر أن عباس اختار صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في محاولة منه لتنصيب الرجل في موقع النائب الذي ستبحثه حركة فتح في مؤتمرها القادم.
وفي سياق متصل، أكدّ البردويل أن اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، هو استحقاق، ولا ينبغي أن يعقد تحت ظل الاحتلال، مشيرًا إلى أنه لن يكون إلا في دولة عربية بحضور الأمناء العامين للفصائل وفي مقدمتهم الجهاد وحماس.
وكان عضو اللجنة المركزية لفتح عباس زكي قد كشف عن اتصالات تجرى مع حماس بغرض إجراء هذا اللقاء عبر الفيديو كونفرنس في مدينة رام الله، بذريعة عدم تمكن إجرائه في دول عربية.
واعتبر البردويل هذه الذرائع بمنزلة حجج واهية، "الغرض منها التملص من استحقاقات المصالحة الوطنية"، ومحاولة لرمي المسؤولية على حركته، مشيرًا إلى أنه حال استثنيت حماس والجهاد فلن يعود هذا إطار مؤقت.
وأكدّ أن منظمة التحرير لا تزال فتح تصر على احتكارها، وليس هناك أي صياغة أو نية لديها في تفعيلها على أساس الشراكة.
وأردف البردويل أن "فتح لا تزال مصرة على فرض قيادة على هذا الشعب دون تمثيل أو انتخابات حقيقة".
وبشأن التعيينات التي يجريها عباس في المنظمة، أكدّ البردويل أن "حركته خارج لعبة المنظمة وهي ليست جزءًا منها، وبالتالي لا علاقة لها في أي تعديل يجرى ولا يلزمها بشيء، مشددًا في الوقت ذاته أن السلطة لا تمثل إرادة الشعب ولا أهدافه.
وردًا على موقف عباس باستمرار التنسيق الأمني، أجاب "هذا مؤشر على أن أحاسيسهم تبلدت ومفاهيمهم انحرفت، في الوقت الذي يسعون فيه باستماتة للدفاع عن إسرائيل عبر تدمير الاستقرار الفلسطيني من خلال التنسيق الأمني".